الجمعة، 29 نوفمبر 2013

أبو علي يحاورهُ .. أبو علي ! (6)



أ.ع : أهلاً مُجدداً .
أ.ع : و لكَ بِمثل .
أ.ع : أنا في دماغي أربع كلمات ، و مش متوقّع إنّنا نقدر نخلّص كلام فيهم النهاردا .
أ.ع : إيه هُم ؟
أ.ع : البرد و المشرحة و التدخين و الحُب .
أ.ع : أحه .
أ.ع : بالزبط .
أ.ع : و العمَل ؟
أ.ع : باحاول ألاقي وسيلة ، خلينا نبدأ بدخلة الشِتا . 

أ.ع : المشكلة في الأربعة مش الترتيب ، المشكلة إن الأربعة واحد ، و كلامي في أي واحدة فيهم هينفّد في كلام عن التانية ، و من كُتر إخلاصي للأربعة و أملي في الخلاص منهم محتاج أبدأ كلام عن كُل واحدة فيهم مّرة . و تنعاد العناصر التانية وراه ، دا التكرار الوحيد ، نفس السياقات بس بترتيب مُختلف ، الموضوع مُغري بالنسبة لي ، و أشبه بتمرين ثقيل على الكتابة . سيمفونية للفصول الأربعة . في نفس الوقت الكلمات الأربعة أسئلة . الكلمات الأربعة زي اختبارات المُحلل النفسي و عشوائيته المنظّمة المقصودة . الكلمات الأربعة أكبر من نسخهم في سؤال أو أسئلة ، دول العناصر الأربعة المكونين لكَوني . المُكوّنينّي . تقدر تقول كدا . لو كان فيه خامس للأربع كلمات ينازع بقوة هوّ الصداع . أجمل شيء في إن الكلام عن الأربعة دول ، مش هيضطّرني لعرض أي نوع من أنواع وجهات النظر المباشرة . تفاصيل ذاتيّة ، محض استمناء آخر . لأ ! تِعرف ! مش هانتكلم عن الأربع أو الخمس كلمات . إنت تعرَف إن فيه أكتر من سبب ، أغلبهم مش مُعلَن . بس الواضح إنّ إجابتي على الكلمات هتكون مفاتيح ضَرب تحت الحِزام ، و أنا ماا احبّش انضِرب تحت ، أو فوق الحزام .

أ.ع : يعني مفيش إجابة ؟

أ.ع : مفيش إجابة على السؤال اللي إنت عاوزني أجاوبك عليه .

أ.ع : ليه ؟

أ.ع : عشان دي مش سيرة ذاتيّة ، و لا موضوعيّة ، و لا سيرة . و عشان إجابتي هتكون انتهاك لنفسي . و عشان إنت مش صديقي . و عشان الكلمات دي أكبر من الأسئلة ، و أنا أكبر من الإجابات .

أ.ع : بارانويا عظمة !

أ.ع : لأ ! أيّ ( أنا ) أكبر من الإجابات . و ( الأنا ) اللي الإجابات تفكّها تبقى أنا نُصّ عُمر . الحلزون ما بينتهيش في ناحية التكبير .. مفهوم .. و ما بينتهيش في ناحية التصغير ، هِنا ، .. . و بالمناسبة كُل الأنوية فيهم الأربعة ، أو الخمسة ، مش متأكّد من العدد حقيقةً . لكنهم أصول و حديثي عنهم فاقد الأهلية .

أ.ع : خايف ؟

أ.ع : أنا ؟ من إيه ؟ إنت اللي خايف ! إنت اللي اعتدت على كمّ مُعيّن من الاسترسال . إنت حبيس الكمّ و الأسلوب . لكن بالمناسبة ؛ في الأول و في الآخر الأمر خطأك إنت الشخصي . مش أنا اللي بالعب ، إنت اللي طمّاع . عارف ، لازم تعرف ، التهام العالَم مش بينَ غمضة عينٍ و انتباهتها . التهام العالم مش للتحقيق و لا للتدقيق و لا للتقصّي . التهام العالم بين الأصحاب فقط ، و إنت مش صديقي . حتّى التهامه بين الأصحاب لا يجدي نفعاً طول الوقت . التهام العالم لا يشحِن بالضرورة الوقت ، فتكونُ مضطّراً لالتهام الوقت ، و تُصاب بتخمة بنت متناكة و زوانٍ . التهام العالَم حَصري و حِصار . ليس للجميع نفس القدرة على الهضم ، و ليس الجميع قابلينَ للسِمنة . فيه المتورّم و فيه الذي يمتصّ الصدمة و يبصُق الكراهية و فيه الذي يمتصّ فاكراً كدا الصحّ . و لكنّ العالم أخذ و عطا و هات و خُذ و شيّلني و أشيّلك ، العالم قالَ كِدا عن نفسِه . فقط هُناك بأفٌ وحيد يخَالهُا رَوشَنة ، يخَالُ حَمل العالَم كمالاً في الأجسام و نقصاً في العَون . بالمُناسبة .. سيزيف حِمار حصاوي ، كاتب الأسطورة يعيشُ في بُعدَين . و بَعْدَين ؟ و حَسَنَيْن و مُحمّدَيْن .  العالم فيهِ ما فيه و ما يكفّيه و يستَرجِل و يخالُها روشَنة . من يومين كانَ حاملاً العالَم و بادِية عليه ملوحة الهواء . كانَ حاملاً العالَم و مُحتاساً فيه في موقَف عبّود . حَمَل العالَمَ في الميترو و لم يسعهما الميكروباص ، فاضطّر لوضعه فوق الشبكة ، و اضطّر لدفع أجرة لمُشاركة الميكروباص في حَمل العالَم . رأيتهُ ؛ طلّعَ من جيبُه عالماً يتسلَى في حمله في السكّة كي ينسى مُعاناة فقده المؤقت لمعاناة حَمل العالم ، سلّى نفسَه في مأساةٍ أصغَر . انفكّت الحِبال الحاملة للعالم فوق الميكروباص و تدحرج العالَم حتى سقط في الترعة و زِعِلَ جدّاً  لفترةٍ طويلة ، ثم اضطّر للاكتفاء بالتسلّي في المعاناة التي يحملها في جيبُه . التهام العالم مش سهل يا صديقي . دا كُل اللي أقدر أقوله ، طول الوقت ، لو فقدت إنت كُل الأسئلة ، و أنا فقدت كُل الإجابات .

أ.ع : شُكراً ، سلام .
أ.ع : سلام دائم .

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

أبو علي يحاورهُ .. أبو علي ! (5)

أ.ع : عندك استعداد نكمّل ؟
أ.ع : صدقني لما أزهق ، أو أحسّ إني هاكرر اللي بيتقال بصياغات تانية هابطّل .
أ.ع : عظيم ، عشان المرة دي أعتقد هتبقى مُرهقة .
أ.ع : اتعوّدت .
أ.ع : مبدئياً ، سؤال جَه في بالي دلوقت .. مش شايف اللي بنعمله استنزاف للكتابة ؟

أ.ع : أنا خُفت من دا ، و خُفت إن دي تبقى أي نوع من أنواع السيرة ، ذاتية أو موضوعيّة . أنا كُل اللي عاوزه عكس كدا تماماً . لكن رجعت و قُلت إن دا شرح ، مش أدَبي بحال من الأحوال ، حتى إن كان فيه صور و مجازات و استعارات داخليّة و خارجيّة . مش هاقول لك إن غرضي كشف العالم و فكّ لغزه ، و لا حتّى فكّ لُغزي أنا الشخصي .. لإنّي لو فكّيت لغزي الشخصي ، و زي ما قُلنا ، شخصي نفسه هيتفكّ ، هيتفكِّك و يضيع . الشخصيّة زي شريط الدي.إن.إيه بالزبط . فكّها تماماً بيمحي طابعها و ( بصمتها ) ، أقصى آمال الواحد إنه ( يكشف ) شخصيته ، إنما يفكّها ؟ أعتقد إنه مستحيل . قد ما فيه تشابهات قد ما فيه تناقضات و نوافر . إحنا ، بجانبنا الروحي و الإنساني ممكن فهمنا في إطار مادّي جداً ، بس لو وسّعنا مفهوم المادّة ، يعني نقلنا منهجها ، لو بطّلنا نشوف إن الروح جانب غير مادّي ، أنا مش شايف المادّية فلسفة موضوع قدّ ماهي فلسفة منهج . الفكرة دي ساقطة تماماً لو جيت ناقشتها مع أي مفكّر مادّي ، لإنه شايف المادّة بالمفهوم الشخصي ، التجسيدي تماماً ، لازم يكون الموضوع موجود ، لازم يكون عِلم النفس جسدي ، و لازم تكون المُعتقدات مرئيّة . شايف دا ضيق في فهم المادّة . المادّة شاملة لكل الموجودات ، باطلة أو صادقة بأي اعتقاد ، ظاهرياً يعني .. تعامَل مع الخامة مش ممع الحقيقة ، المريب .. إن بالصورة الأولانية تلاقي إنّ الماديين مثاليين جداً ، الشكل دا من دراسة و فهم المادّة يخلّيهم مثاليين تماماً . همّا بيتحركوا من قناعة عن المادّة ، مش من المادّة ... المادّة بالنسبة لي ، بالنسبة لفكري الشخصي .. أي شيء موجود أو يحتمل إمكانية الوجود ، دراسة التصوّرات و الظواهر دراسة مادّية لو اتعاملت معاها بمنهجيّة تامّة . الصورة الأولى للمادّة .. القناعة السابقة عنها يعني ، طلّعت مُلحدين مثاليين جُوف ، ماركسيين نظريين ، مفكّرين ميكانيكيّين على رأي صديقي و رفيقي " محمود عبد الحكيم " . لإنّك غصب عنّك مادام اتحرّكت من تصوّر ، أيّ تصوّر ، لازم تلفّ و ترجعله و هتبقى صاحب صرح فكري كامِل ، لكنه دائري و (مخروم) . عارف .. عارف طبعاً إنّي ما باستظرفش التصوّف و لا المتصوّفين . لكن الجملة الشهيرة بتاعة الحلّاج ( لقد صار قلبي قابلاً لكل صورةٍ ) .. لو جزأناها من سياقها العاطفي ، و حاولنا فهمها في إطار فكري تلاقي إن دا اللي أنا باحاول أقوله من الأوّل . تعامَل مع الوجود بصورته ، مانع تحاول تغيّره بتصوّرك ، لإنّك سواء نجحت و غيّرته أو فشلت فالفكرتين متضمّنتين في الوجود الحقيقي اللي لا أنا ولا إنت عارفينه لكن بنخمّنه طول الوقت . دلوقتي ألاقي نفسي أنا اللي بسأل ، قبل ما إنت تسأل .. طب أعمِل إيه في انطباعاتي ؟ و الأصوات الفطرية اللي بتأكّد حدسي ؟ أمحيها و أحاول أكون ( موضوعي ) ؟ أردّ على نفسي و أقول لأ ، لإنّ دا كمان متضمّن في اللي إنت  بتقراه في الحياة . يعني أكتر شيء ممكن تعمله إنك ( تُدرِك) نفسك ، مش إنّك تغيّرها . كانت صديقتي ، و هيّ شاعرة و كاتبة و طبيبة نفسيّة في نفس الوقت ، " أميرة الأدهم " ، بتقول لي في مرّة " يا حسن _ هيّ بتحب تقول لي كدا _ الأمراض النفسية ما بتتعالجش " . أنا اكتشفت إنّي مقتنع بكدا تماماً . كُل الإحراز اللي كُل الحضارات بتعمله مش أكتر من تطوير للخامة ، إعادة تشكيل و إعادة رؤية ، لكن لا الخامة بتتغيّر ، و لا إنسان العصر الحديث أو العالم الغني أهمّ أو أكثر وعياً من الإسبرطي أو المصري القديم . آه .. إنت كإنسان حديث وعيك بالأجزاء زاد لإنّ حياتك كلها فكّ و تركيب و قطع غيار . إنتّ حضارتك على المستوّى الذري ، حضارته على المستوى المعاكس . لكن وعيكم الكُلّي واحد ، واحد صحيح .

أ.ع : شرخت إنت ف الحديث من ذاتك للفلسفة ، قراءاتك في الفلسفة تسمح لك بدا ؟

أ.ع : نعم ؟ ( تسمحلي ) ؟ في الأول و في الآخر أنا مش واقف في رواق جامعة القاهرة باناقش دكتوراه في نقد الفلسفة الظاهرانيّة ! أنا باكره الأجواء النظرية دي تماماً ، باحبّ أقرا الكُتب و أعاني معاها ، لإنّ كُتابها بيتعمّدوا الإلغاز ع الورق . و ما باحبش اتفرّج على نفس الكاتب بيناقش نفس الفكرة في رواق جامعي أكاديمي . غصب عنّي ، أي كان الموضوع مهم و اللي بيتكلم جدير بالسماع ، بيقعوا في نُقرتين ، واحدة في الكتابة ، وواحدة في الظهور و الكلام ، و الاتنين ممكن تلخيصهم في " بارانويا المثقّف _ الأكاديمي " ، و اللي نتج عنها مؤخراً " بارانويا المدعي _ الافتراضي " ، مش المُدعي الاشتراكي ( يضحك ) .. المُثقّف الأكاديمي الجيّد في أحسن الأحوال بينورِط _ حتّى في أشدّ حالاته ثورية _ في أسلوب أكاديمي تماماً . و الأسلوب الأكاديمي قدّ ما يبدو عِلمي قد ما ماهو مش واقعي إطلاقاً . باقول لك ( يبدو ) عِلمي ، دا بفرض حُسن النوايا و إن الكاتب مُجرّد إنه ( اعتاد ) على الشكل دا من الكتابة . بفرض سوء النوايا ، اللي أنا أقرب لُه لإنه منطقي و بسيط و يومي و أيّ رد عليه هيبقى بزعيق أو بتريقة ، أو باستمناء معلوماتي قَذِر . باقول ، بفرض سوء النوايا .. فالكاتب في الفلسفة معظم الوقت مريض ، في أي منطقة من العالم ، بس هنا زيادة ، خصوصاً إن معظمهم مُترجمين ، و الترجمة في الوطن العربي مرض وبائي ، شيء قيء ، خرا ابن قحبة . مُتحذلقين في صورتهم الأبشع . الكُتّاب و المُترجمين العرب عشان إحساسهم العميق بالنقص ، الكُتاب و المُترجمين العرب في معظم المجالات شاعرين بالنقص الشخصي و الجماعي بوضوح ، متلازمة الصعوبة و السهولة و الإلغاز و الوضوح عندهم متوازية و مُطَّردة مع مُتلازمة تانية و هي متلازمة الظهور و الخفاء . شعور الكاتب و هوّ بيكتب إنّه خفي بيساعده في إذكاء جذوة مرضه ، في تخيّل قارئ حِمار يقرأ ولا يعي شيء ، فتزيد لذّته الناقصة اللي تستحقّ الشفقة و البصق . لكن ع العَلن ، كأيّ مريض بارانويا تبدأ التهتهة المُترجمة في وضوح ، وضوح لحد انقلاب العُمق الورقي لسخافة منطوقة ، لإنه غير قادر على مواجهة الجموع . أنا هاقولهالك بصراحة ؛ أنا باحبّ سقراط ، ما سابش كتابات و ساب فكر . و يمكن يكون سقراط اختراع أفلاطون زي ما بيقولوا ، زيّ ما أنا ممكن أكون اختراعَك . لكن يظلّ ، سواء أسطورة أو واقع عظيم . أنا باحب لغة كُتّاب الفلسفة السوفييت ، شديدة التحيّز واضحة الانتماء . أدعياء الحُرية الأروام بيقولوا ( مش علميين ) ، أدعياء الموضوعية الأبرار بيقولوا ( مش منهجيين ) ، أنا شايف إنهم واقعيين . مُنحازين ؟ أحه ! ما كُلنا منحازين .. هما واضحين الانحياز بسّ ، أجدع و أرجل من غيرهم اللي يتدّارى ف الفكر علشان يغطّي عُقده و انتماءاته اللي هي غالباً ، مريضة ، زيه . أكتر حدّ ، كاتب و مثقّف ، و على فكرة أكاديمي عربي بيوصلني ، لإنّ مفيش انفصام بين منجه المكتوب و منتجه المقروء كان " مهدي عامل " الله يرحمه . بخصوص المترجمين العرب بقا ، تاني ، يلعن دين أمّهم ، يا أخي فسّر النص بالنصّ المكافئ ، إنما بتعلّي على النصّ الأصلي بدين أهلك ليه ؟ فيه كتير من الكتّاب الغربيين لغتهم ، حتّى الغامضة مفهومة في سياقها و ( محسوسة ) جداً . هنا بتحصل عملية منهجية لتخريب النصوص و تخريفها و يمكن تحريفها كمان . و ينتقل دا كُله على إنه ثقافة و طفرة أدبية ، في حين إنه في الواقع سوء فهم و سوء ذوق .

أ.ع : بس إنت قلت إنك بتحب تقرا الكُتب و تعاني معاها ، غاوي تعذيب ؟

أ.ع : لأ مش دا القصد إطلاقاً ، القصد إني باحبّ أقرا الكُتب ، حتّى لو هاعاني معاها ، معاناتي معاها بتأكّد على كراهيتي للكُتّاب و إخلاصي للأفكار ، لكن فيه نوع تاني من ( أعاني معاها ) محببة و منطقيّة ، لما يكون الكتاب صحّ ، مثالي و ما انضربش فيه مفكّ مُتَرجِم أو شخبطة حشو . باعاني مع الكتاب ، لما يكون الكاتب كائن حيّ ، و كتابته كائن حيّ زيه ، و مش ضرورة خالص تكون المعاناة بالمعنى المأساوي بس طبعاً . أنا أقصد " الخبرة " ، الكتاب اللي بينقلك لتجربة مش بينقلّك التجربة . فاهمني ؟ إنما بالطبع باكره المعاناة المُفتعلة اللي باتغصب عليها بدون قصد أحياناً ، بس متهيألي تجاوزت المرحلة دي ، الكاتب الرديء، و كتابه الرديء ما باكمّلش معاه صفحتين .

أ.ع : إيه موضوع سوء النوايا الدائم دا ؟ مش شايف إنه انعكاس لذاتك المريضة ؟

أ.ع : يا مولانا صلّي ع النبي ، كُل الذوات مريضة ، كُل الذوات مريضة لإنها موجودة ، فيه مرض أقل و مرض أكتر . أنا ذاتي مريضة و إنت كذلك . لو إنت فاهم المرض النفسي زي ما أنا فاهمه هتفهمني من أوّل مرّة . مرحلتين هوّ ، وجود و تطبيق ، من حيث الوجود مفيش ذات مثالية لإن دا في أي ظروف واقع مُستحيل ، مهما كان الواقع جيّد و معقول . التطبيق بقا هوّ مربط الفرس الحَرن دا . أنا عارف إنّي مريض و كاشف دا لنفسي ، الآخرين مش هتعرف تكشف لهم دا طول ما همّا مشغولين بنيك العيّان في الميّت حتّى لو قلعت و كشفت لهم وحمتك و الجَلد و الجِلد الميّت و تسلّخات الحَمل و الوِحدة . أنا كاشف ذاتي و الآخرين مش مهموممين غير بذات العيّان و الميّت ، أنا مش عيّان ولا ميّت . عارف .. بالزبط زي لو حطّيت كارت ميناتيل في مكنة فلوس ، مش هتستجيب ، الاستجابة الوحيدة المتوقّعة هتكون سلبيّة غالباً . لإنها ممش مهتمّة . واصلك ؟ قُلتلك أنا عارف مشاكلي و ما باخلّيهاش تحرّكني . و مشاكلي غير انطباعاتي على فكرة ، مش مرتبطين دايماً زي ما هو متصوَّر .  طيب .. فَرَضنا إنّي باتحرك _ حالياً _ من مرضي . فأولاً حتّى لو كدا أنا مش مؤذي ، لا مُتطفّل ولا عالة على الآخرين . باسبّ الدين و بادّن في مالطة . و العيّان بينيك ف الميّت و العَيان مذهولين و منتظرين من المرّة اللي فاتت . يعني يا سيدي ، لازم أشارِك عشان أُقبَل ؟ أنا ماليش أيّ رغبة في نكاح الأموات . و ماليش أيّ رغبة حتّى في إنّي أمنعهم ، لكن حقّي زي ما هو حقّهم أُقبَل كشخص غير مُحب للموت و لا للعيا . كتير دا ؟  لأ .. ما يسيبوكش في حالك ! لازم تموت أو تعيا عشان تشارك في أحد الطقسين . لأ ! عند هنا و أحّه ! أنا مش مُضطّر أرسِم صورة على وشّي عشان أُقبل في عُرس الوساخة دا . أنا مش هابارِك اللعنة حتّى لو هيّ مُباركَة و محمودة تماماً . و مش عشان حاجة ، ما تقلقش ، أمثالي دلوقتي ما لهمش أتباع ، همّ ترضى بيه طَوعاً أحسن من نجاسات واقع مُحيط بيك و أقصى أملك فيه إنّك ، بس ، الخرا ما يوصلش رقبتك .

أ.ع : كدا ؟
أ.ع : و أكتر من كدا .
أ.ع : متهيألي كفاية المرّة دي على كدا .
أ.ع : سلام .
أ.ع : سلام دائم ( أبتَسِم ) .

الاثنين، 25 نوفمبر 2013

أبو علي يحاورهُ .. أبو علي ! (4)



أ.ع : المرّة اللي فاتت اتكلمنا كتير عن الشعر و الشعرا ، و نسيت اسألك أنا سؤال مهم متعلق بالموضوع بشكل مُباشر . أنا آسف .

أ.ع : إحنا هنلعب لعبة النسيان دي كتير ؟ مفيش أسف خلاص ، دا دَيدَن العيشة ، و عيب الارتجال . اسأل قبل ما تنسى .

أ.ع : طيب ، إنت قعدت تتكلم و تقسّم و تفصص ليه االشِعر مش جايْ من التجربة ، جميل .. تقدر تقول جاي من إيه ، من وجهة نظرك ؟

أ.ع : لأ . أنا ما قلتش كدا بس ، أنا باقول إن الفنّ كله مش مُحرّكه التجربة ، ممكن تكون التجربة رافد بس مش هيّ الغاية من الفنّ . لإن _ تاني _ لو الفنّ تعبير عن التجربة يبقى كإنّك يا بو زيد ما غزيت . شلت التجربة من هنا ، حطّيتها هنا ، لكن دا الفنّ الصادق مش كدا ، الفنّ إعادة إنتاج و خلق شامل للحياة و اللي بيحيياها .

أ.ع : ثمّ ؟

أ.ع : ثمّ الإجابة على السؤال دا بثقة و أريحية انحطاط . أي مجهود بحثي فكري أو نفسي ، إلخ ، من أي نوع يعني بيدّعي لنفسه واحدية الدقّة في مسألة زي دي شديد الهبل ، أو شديد الكذب ، أو شديدهما مع بعض . أصل لمّا تشوف واحد عرف منبع الإبداع و سره الأقدس ، طب ما يبقى الموضوع بسيط يا حبيبي .. روح طبّق اللي إنت اكتشفته بحذافيره و أشرب من نبع الخلود .  يا أخي إن كان الإبداع مصدره نقّص اليقين في أمر الخلود و الإبداع ، هتقول لي إنّك وصلت لمنبع الإبداع بوعي تام ؟ لو فرضنا دا قائم ساعتها هتبقى مكتشف ، مش مُبدع ، مش فنّان على أي صعيد أو دلتا . الوصول في حد ذاته غاية حقيقية تماماً ، و انا ماعنديش أزمة معاها ، بس لو استطعنا كبشريين نوصل لنقطة البداية ، للألِف الحقيقيّة للحروف ، قد ما هيبقى إنجاز ، قدّ ما كُل المعاني و التشكيل و التنويع اللي قايمة عليه الظاهرة اللي اسمها الحياة هينمحي . فاهمني ؟ الصراع و الدراما و الجدل و الحلو و المرّ هيصفّروا .. من الصِفر يعني . قد ما هي الفكرة قديمة و مُستهلكة قد ماهي منطقية تماماً . القُدرة على الإنهاء غير الرضا عن الانتهاء .. إحنا بنطوّع شعورنا بالفقد بعد جفاف التفكير / الوحي الفنّي و نسمّيه إنهاء ، لكن هوّ انتهاء . هو انتهى ف حدّ ذاته ، كمِل لوحده ، و تدخّلك الزايد عن حدّه هنقلب عليك و على المكتوب ، المُنتج الفنّي أي كان نوعه . تقدر تقول إن الحقيقة أهمّ فائدة ليها إنها مجهولة .. الحقيقة هيّ سماد الحياة و من غيرها ولا حاجة . من ناحية تانية ؛ دا مش معناه القبول بكون الحقيقة مقبولة ، و هوّ الفنّ إيه غير عدم قبول بالحقيقة دي ؟ بالعكس .. دا أسوأ شكل من أشكال الفنّ اللي بيكرسلك حِكَم ، حقايق ، الشاعر الفيلسوف أبو وجهة نظر في بدء الأكوان ، و إنت كدا سِبت إيه للعالِم و الباحِث يا متناك ؟ إنت شاعر ! لو إنت شاعر دوّر ع الحقيقة بأساليبك ، ما تنصبش ولاتسرق عمَل الآخرين . تلوّث كامل و مفاهيم مش مترتبّة و ناس / آلات بيتحركوا و همّا فاكرين همّا عاوزين إيه ، بس همّا مش عاوزين حاجة في الواقع ، مش عاوزين حقيقة ..  أي نوع من الحقيقة ، همّا ساعين جادّين للوهم .. فبيلاقوه ، الوهم على قفا مين يشيل .

تلاقي مثلاً قطعة شعرية ، نِتفة نثرية ، نوتة ، مازورة بعينها و تلاقي نفسها بتشهق من الدهشة .. غير انغمارك بالحلاوة ، اندهاشك اللي مش مقصود بإن (ليس في الإمكان أبدع ممّا كان ) . و دا فعلاً ، كل الفنّانين / الحقّ مهمومين بالوصول للحقيقة . الحقيقة واحدة لكن ألوانها كتير . في مرحلة من التجريب و المحاولة بتلمّس . بالمناسبة ، دا مش ترويج لسخافة " إحنا أصوات الحقيقة " ، لأ .. أنا باقول .. إحنا الحقيقة مُغلّفة بالسخافة ، و ما بنحاولش ، أو ما بنحاولش بالقدر الكافي .

أ.ع : مش عارف خدت بالك ولا لأ ، لكن إنت ما اتعرّضتش للكلام عن نوعية كتابة زي " القصة ، الرواية " .. مقصود ؟

أ.ع : لا مش مقصود إطلاقاً . دا طبع فيّا . ما باعرفش أشوف الأمور مُرتّبة . و باحسد اللي عنده القدرة على ترتيب و تدوين و تذكّر أحداث . و باستمتع بقراءة الروايات كُل ما زادت التيمة الأساسية اللي طالعة منها ، الصراع و التشويق ، لحد النهاردا باحب الكتابات البوليسية و الغامضة . بصورة أو بأخرى ، ما اعرفش .. بس أغلفة و طابع الروايات دي بيفكّرني بالتدوين . إيه الرابط ؟ ما اعرفش إطلاقاً . هاقول لك حاجة غريبة ، يمكن اللي شاددني للحوار دا إحساسي بنوع من أنواع التتابع .. واضح إنه مش كامِل و مش مثالي . لكن منجذب لكوني مش عارف هتسألني إيه ، أو ( يبتسم ) اصطناعي للشعور دا باحتراف . و اصطناعي للهفة القارئ لمعرفة المزيد . السؤال أساس التشويق ، السؤال أساس البحث عن أي حاجة ، دا الممتع ف الموضوع دا . سؤالك فكّرني ، لفت نظري لنقطة .. أنا مهتمّ بالسينما ، و نفسي أشتغل بالإخراج .. و نوع الأفلام اللي حاسس إني قادر على إخراجها هي الفيلم نوار .. أجواء الأبيض و الأسود المثالية الحقيقيّة . أو الألوان الطبيعية الستّينية . أنا بافكّر بالصورة . القصص بتحصل في دماغي في شكل صور ، غير متتابعة ، و غير مترابطة ، ( حلميّة ) الطابع . و باعجز تماماً عن خلق ترابط ، تتابع روائي ، إنت عارف .. زي في السيناريو كدا . متهيألي العجز دا جاي من كوني باكره تزوير الأحداث لمجرّد الترابط . باكره الحشو لخلق صورة فنيّة . أنا بافكّر بكادرات مفردة جميلة . و أقصى أملي _ يوم ما اشتغِل بالإخراج _ إنّي أقدّر أكثّف قدر الإمكان و أنقّي إيه اللي يتحط مع إيه . هيبقى أقرب للفيديو آرت أكتر من السينما . أنا مش مهتم يسمّوه إيه وقتها ، لكن لو أنا شوفته فيلم فأكيد هوّ هيبقى فيلم .

أ.ع : دي المرّة الرابعة و لسّه مش قادرين ننتهي من الكلام في الجانب الفنّي ، في قناعاتك اللي معظمها نقدي _ سلبي تجاه كل حاجة ، دي النقطة اللي كنا هنبدأ بيها الحوار المرّة دي ، لو تفتكر ، ليه معظم الحاجات بتضايقك ، ( بتبضنك ) زي ما بيحبّوا يقولوا ، و كذلك معظم الأشخاص بتستسخفهم ، و بتستخِفّ بيهُم ؟

أ.ع : فيه إجابات مختصرة لكل شيء ، زي كُتب تعليم الطبخ و اللغات في ستة أيام ، تحسّ إن العالم صدّق إنه اتخلق في ست أيام فعلاً ، و حرفيّاً ( ضحكة عالية ) . صحيح الاختصار له طعمه ، حلوة الهوامش زي البليلة بس تفهمها زي ما هيّ فاهمة و معرّفة عن نفسها .. " هوامش " ، كنت كتبت تدوينة في مديح الهوامش قبل كدا مرّة مش فاكر عنها حاجة ، ممكن أبصّ عليها بعد ما نخلّص كلام . الهوامش عميقة ، صحيح .. بس عمقها كاذب لسبب بسيط جداً ، لإنها غامضة و مقتضبة و غير شارحة لأشياء تستحقّ الشرح أوقات كتير . أنا باحب هوامش الكتب العلميّة ، بيوضّحوا و ينقّحوا و يزيدوا المعلومة اللي في المتن . بس فيه مرحلة من الهوامش ، حتّى ف الكتب العلميّة بيتضخّم الهامش لدرجة إنه يحتلّ مساحة من الصفحة أكتر من المتن . أنا مُضطّر أصدّق الكاتب في شيء من الاتنين بشكل أساسي ، ابتدائي . أنا هاصدّقه ف الاتنين ، لكن بشكل  أساسي هاتحرّك من المتن ، يعني .. لو هو مش شايف إن النص المكتوب في المتن جدير بالذكر كان رماه في الهامش . فغالباً ، زي ما بيحصل مع ناس كتير ، باقرا الكتاب / المتن مرّة ، و بعدين أراجع الكتاب / المتن / الهامش مرّة أخرى . يعني .. عشان التركيز في النصّين المتوازيين المُكمّلين لبعض صحيح بيشتِّت . حتّى ف الكتاب الجيّد الهامش بيشتّت . الكتابة التدوينية هامشيّة الطابع ، لَغِت المتن و اعتدّت بالهامش كمتن بديل ، دا مناسب تماماً بالنسبة لي ، لكن ما باضطّرش ساعتها للخروج بهوامش جديدة لإنّ كدا الكتابة هتقلب لعبة ماتريوشكا ، و كذلك التاريخ ، حلقات من جوّا حلقات و ظلمات فوقها ظلمات . ربنا يعافينا من الحلقات و الظلمات . المهمّ .. الإجابة السريعة (  العميقة ) و عديمة الجدوى ف نفس الوقت لسؤالك .. تتلخص في " كُل اللي قُلناه قبل كدا يبرّر شعوري دا " ، لكن أنا شخصياً مش فاكر تماماً انا قُلت إ يه قبل كدا ، فهاوجِز لك ليه الشعور دا بيحصل ف كلمتين تانيين . معظم الناس عايشين على هوامش ذواتهم ، و بالتالي عايشين على هوامش الآخرين . أنا معتدّ بمتن ذاتي ، و قرأتها تاني و تالت ، و ذاكرت هامشها كويس ، و اتحرّكت و خلقت منه متن موازي ، في كتاب تاني ، الناس مش مهتمّة تعرف متون ذوات بعض .. و معاهم حقّ ، بس علشان يكونوا  ( ناس ) لازم يهتمّوا تماماً بمتون ذواتهم ، يدروسها و يتخطّوها ، لإنهم لو عاشوا مع المتون _بسّ_ هيتحوّلوا _ زي ما هو حاصل _ لمرضى نفسيين مثاليين للدراسة . و لو عاشوا على الهوامش بسّ هيتحولوا لسخافات متحرّكة ، فقاقيع . في وسَط تاني ممكن ألاقي ناس تانيين مُدركين للبديهيّة دي ، هتقبلهم و هتقبّل  منتجهم حتّى لو مش عاجبني ، و همّا هيتقبلوا عدم إعجابي بمنتجهم . هنا اللي عايش في متنه و اللي عايش ف هامشه يتقبلوا ناحية واحدة بسّ ، زي ما قُلت ، مرضى و بلهاء ، معظم الوقت .

أ.ع : و إنت شايف دا سببه إيه ؟

أ.ع : حاجات كتير واضحة للعيان ، و العيّان ، و الميّت ، لكن بما إن العيّان بينيك ف الميّت و العَيَان منتظرين نتيجة رغم ذلك ، مش مهمومين يعرفوا . الوضع أشبه بنادي تعرّي كبير . إحنا عايشين في صالة تعرّي .. حقيقي .

أ.ع : بس الأكيد إنّ الاستسخاف و الاستخفاف منك له ضريبة ، إيه هيّ ؟

أ.ع : الوحدة .

أ.ع : أكتر ؟

أ.ع : قادر أتخيّل قارئ ، بيقرا الإجابة ، كلمة واحدة .. " الوحدة " . هه . الإيجاز تاني . حيلة فقدان القدرة على الشرح ، الحنين الدائم لسرعة القذف ، شمّاعة العجزة ، سواء كان العجز صادق أو خلافُه .. قلّة مجهود أو قلّة حيلة قصاد جثامة المواجِه . الإيجاز التاني جميل .. الأوّل كُنت أقدر أعمله من فترة ، إيجاز العجزة عن المواجهة ، بس بعد فترة من التكسير في بلاط البحر ، و رغم بداهة الأمر ، بعد فترة اكتشفت إنّ البحر كان متبلّط ، حد قبلي بلّطه ، بالكامل ، أوّل واحد كسر إيهام مضرب المثل . و أنا التاني .. و أنا ما باستهوِنش الإنهاء لإنه خيانة و خسّة . فحَفَرت البحر و كسّرت البلاط و مُتّ بمقاييس النفس البشري . و خصوصاً إنّي مُدخِّن ( يبتسم ) ، لكنّي اعتدت على الأوكسجين الدايب بعد فترة ، و مُتّ تاني لما جرّبت أطلع تاني ع الوشّ ، فضلت أموت فترة لحدّ حدّ الاعتياد على الوَسَطين . و بقيت برّمائي و ما حاولتش ، و ما اعتقدش إنّي هاحاول أكون طائر . أنا مُتّ كتير بسّ عِشت أكتر .

أ.ع : إجابتك ( تدوينيّة ) جداً .. خدت بالك ؟

أ.ع : الطبع يغلِب و العِرق يحنّ . دا النمط اللي حياتي عليه معظم الوقت ، أحياناً فيه ناس ما بتتقبلش دا و بتضحك عليه ، و حقهم و حقّي أضحك على اللي عملوه بحقّهم . إن جيت للحق أنا شايف إن كلامنا دا كُلّه تدوين ، بأسئلتك و إجاباتي الزايغة عن الإجابات . بس في نفس الوقت إنت مش مُلزم بعدد كلمات للمقال ولا موضوع ، و دا مش مخلّيني مُلزم أنا كمان بالطبطبة على مشاعر القرّاء . إنت حبّيت تسأل و أنا حبّيت أجاوب . دا أنا حتّى بافكّر _ بما إننا عملناها أجزاء _ إننا نكمّل ، نمد حبل السخافة لآخره ، و نعملها مواسم ، و نبقى ، أنا و إنت زي كُل شيء ف الحياة حوالينا ، أمريكي .

أ.ع : إنت ممكن تعمل كدا ؟

أ.ع : مش ع الخاطر و لا ف النيّة . بسّ الناس ، معظم الناس ، معظم الوقت ، دلوقتي بتعمل كدا .. بتسلّعك و تحطّك في فاترينة . مش هتاخد من قيلولة أيّ حد أكتر من خمس دقايق ، لإنّك مش مهم ، مش مشهور .. و لذلك محدّش هيقتبس منّك ، ليه ؟ عشان إنت مش مشهور . مالكش كتاب في السوق و لا أيّ نوع من أنواع ال"يحزنون" . الناس بتحترم بعضها دلوقتي على أساس ال CV  ، الناس سيفيهات ، أحّوه و أحّه ، تخيّل لو اللي قبلينا فكّروا بنفس المنطق و اللي قبليهم و اللي قبلهم و اللي قبل التاريخ ، الإجابة واضحة و أحّه كمان . لازم تكون كبريت والع عشان ماحدّش عنده وقت يُشعِلك ، أحّه . لكن أنا مش ناوي أكون كلمتين في ملفّ وورد و حبّة أرقام .

أ.ع : للدرجة دي ؟
أ.ع : و أكتر .. و أكتر ( يضحك بصخب )
أ.ع : فيه حاجة عاوز تقولها ؟
أ.ع : لا خلاص ، المرّة الجاية إن كان فيه .
أ.ع : تمام ، سلام .
أ.ع : سلام دائم .