الخميس، 19 ديسمبر 2013

أبو علي يحاورهُ .. أبو علي ! (7)



ا.ع : كُنت معولّ تماماً على أسئلة المرّة الماضية تماماً ، جُعبتي فِرغت ، و مفيش قصادي غيرك ، أجترّك ؟ أجترّ نفسي ؟ أعمل إيه ؟

ا.ع : اعتِرف .

ا.ع : بالفشَل و المُفارقة .

ا.ع : الفشل مفهوم . لكن أيّ مفارقة ؟

ا.ع : مفارقة فراغك إنت ، مش فراغي أنا . يعني .. إنت السائل ، إنت البايع و أنا المُشتري و غريبة إن بايع يفقد كُل بضاعته مرّة واحدة ، مُفارقة . هيّ دي المُفارقة .

ا.ع : مش عارف ، مش شايف كدا ، مش مهم .

ا.ع :  فعلاً مش مهم .
ا.ع : و العمَل ؟

ا.ع : ما اعرفش . نختِم ؟

ا.ع : نِختِم ؟

ا.ع : مش عارف . أنا قُلت قبل كدا إنّي باكره النهايات ، إلّا لو كُنت مُضطر لها ، لكن دلوقتي مفيش عندي أزمة في الختام ، في النهاية ، متهيألي اتغيّرت .

ا.ع : أنا شايف إن الختام هنا اضطراري ، و بالتالي إنت مُضطّر ، مفيش وسيلة توحي إنّك اتغيّرت في كدا .

ا.ع : أعتقد آه . و أعتقد إنّي تعبت .

ا.ع : أُنهَكت تماماً من التجربة دي ، دا أسبوع آلام ، دا أسبوع خَلق العالَم الجديد . مش شايف هنا مُفارقة كمان ؟ أنا شايف مُفارقة في خَلق العالَم في ست أيام و استراح الله في السابع و إنّ المسيح انتهى في أسبوع . دليل على شيء ؟ مش مُمكن . دلالة ؟ آه .

ا.ع : رجعت إنت لعالم الشفرة دا تاني و الكلام عن الرموز و الروابط و اصطناع الحكمة دا تا ني ؟

ا.ع : يا سيدي . أنا ما بقولّكش فيه حكمة من دا ، بس مش خافي إن فيه رابط ما و لو شكلي و مش واقعي إطلاقاً ، بادي جداً الرابط دا ، ثمّ إني ما طلعتش لا بحكمة و لا بنتيجة ، أنا باسرد لك مُجرّد مُلاحظة ، مش أكتر من مُلاحظة لا تعني أي شيء بالضرورة .

ا.ع : ممتاز . عارف إنت إيه  الشيء الأكثر إضحاكاً في الأمر كله بالنسبة لي ؟

ا.ع : إيه ؟

ا.ع : الصيغة .

ا.ع : أنهو صيغة ؟

ا.ع : صيغة الحدث ، المحاورة يعني ، اصطناع صحفيّة الأمر .

ا.ع : ليه كدا يا أخي !

ا.ع : ليه إيه ؟

ا.ع : ليه قُلت دا ! دا أنا كُنت سايبها مُفاجأة !

ا.ع : لمين ؟

ا.ع : لناقد فارغ أو قارئ مُتتبع . أكيد كانوا هيوصولوا لعبقرية صياغة الحديث و السخرية من اللغة الصحفية . ليه تاكُل كُل كروت عظَمتي المُستقبلية ؟ ليه تفقدني خلودي المُزيّف ؟ لُعِنت يا أخي .

ا.ع : شُكراً و آسف .

ا.ع : أسفك مقبول و لكنك ملعون .

ا.ع : شُكراً ثانياً . سؤال طرأ على بالي .

ا.ع : قُله !

ا.ع : ألا تشعر أنّ السابعة بلا قيمة ؟

ا.ع : بلى أشعر ، هي بلا معنى مُفردة ، و لكنّي زي ما أخشى النهايات ، أخشى الأقواس المفتوحة ، الأقواس المفتوحة إنذار دائم لا ينتهي بالموت ، تقدر تقول إنّ السابعة مُهداة لأرقي النفسي و وسواسي الشخصي الصغير ، إن كُنت تسمح يعني !

ا.ع : مفهوم . مفهوم جداً .

ا.ع : شُكراً جداً .

ا.ع : سعِدت بلقائك .

ا.ع : أنا لم أسعد . امشِ .

( تمت )

المواجع الكلاسيكيّة .



يتوجعُّ الحيّ بالميّت و لا يتوجّعُ الميّت و هذا كلاسيكي . يتوجّعُ الحيّ و هذا كلاسيكي و لا يتوجّعُ الميّت و هذا علمي و كلاسيكي . يتوجّعُ الحيّ ، لا يتوجّعُ الميّت و هذا علمي و كلاسيكي و مُريح . لكن أنا أشعُر ، تنتابني النوبات ، و هذا كلاسيكي . أنا أشعُر أنّي ميّت و هذا كلاسيكي جداً للأسف . أنا أشعُر أنّي ميّت و هذا كلاسيكي و أعرف أنه كلاسيكي و كَوني عالِم أنه كلاسيكي يُشعرني بالخِزي و الموت و هذا نصف كلاسيكي . أنا أتوجّع لأنّي كلاسيكي و قديم كنُزل في سينما العشرينات أو كحاجبيّ إديث بياف الحادّين .أنا أتوجّع لأنّي حيّ أتوجع بالميّت و ميّت يتوجّع بالحياة و لأني كلاسيكي يحاول التخلّص من كلاسيكيّته . أنا كلاسيكي و يضيرُني كوني كلاسيكي وكَون آلامي كلاسيكيّة مُلوّنة و كذلك عجزي الكلاسيكي عن التخلّص من كلاسيكيّتي . أنا أبرد و أجوع و أموت و أخاف و هذا كلاسيكي و مُختصَر . و أحتضِر دائماً و هذا دائم الكلاسيكيّة و كلاسيكي على الدوام . حتّى مشاعري المقسومة المضطربة كلاسيكيّتي . الحياة و موتها و الوت و حياته كلاسيكيّان . اللعنة اللازم لصقها هُنا كرد فعل على الاستنتاج كلاسيكيّة أيضاً . الحياة ميّتة ميتة كلاسيكية و مع الأسف الموت ليس حيّاً . لا يصنعُ فرقاً في الدراما أو الكوميديا كَون البطل كلاسيكي ، ما يصنعُ الفرق ما يحدثُ ، و لكن لا يحدث شيء . كُنت أعتقد أن الكيبورد مُختلف للغاية عن الآلة الكاتبة . ما زالت أحلام القتلة تزورني . بحثتُ عن السبب و تنوّع السبب . مرّة يقولون اتصال و مرّة يقولون انفصال . أنا دائم بقدر يفوق طاقة الكلاسيك و منفصل بقدر يفوق العلم و الأَيمان الغِلاظ . مُشرّخٌ . مقطوعٌ . أنا أكثرُ من العالَم و أقلّ مما أنا عليه . لقد خذلتُ نفوسي الكثيرة و لا عذر للحبكة . و كذلك لا مَجال للغموض لأنه كلاسيكي جداً .
في كُل شَعلة كبريت أخاف و أنتشي . في كُل سيجارة أكرهُ النفسَ الأخير لذلك أطفي قبل أن أنطَفي ، لا .. أطفي الأولى بإشعال التالية و هلمّ جرّا . كُنت أتمنى في طفولتي البعيدة . توقّفتُ عن التمنّي و الحُلم و الاحتلام في كهولتي الآن . توقفتُ الآن حتى توقفّت أحشائي عن الإيقاع . لديّ قناعة دائمة أن كُل العظمة الأدبيّة في العالَم جوفاء و هذا عزاء ممتاز عن بواخة ما كتبته أو أكتبه . الموسيقا . لا أرى أي جدوى من محاولة اصطناع باخ الذي يدقُّ في أذنيّ الآن . لا أرغن و لا قبوَ و لا مدفأة لإكمال قوطيّة العمَل . لذا غالباً لن أقطعَ شراييني لإنّي جبان و الوعي حظّ الجُبناء . و الجُبناء لا يُعرَفون و الشُجعان كذّابون محترفون . سأنتحُر بأنّ أُكمِل العيشة ، و هذا ، لحظّي الجيّد ، ليس كلاسيكيّاً إطلاقاً .