الخميس، 30 يونيو 2016

شيوعية السجاير

من وقت للتاني لازم الواحد يبقى مُلِمّ بالأشياء اللي حواليه، بشكل شديد التركيز، و بالأفعال اللي بيعملها و في مُحيطه بنفس قدر التركيز. التركيز مش التكثيف. لازِم الواحد يبقى مُتنبّه لمُعدلات الهجران و الحسرة و المرارة في الأشياء و في الأفعال حول الأشياء. طَبعًا اللزوم هنا كتصرّف مُختلِف عن الإلزام سوا داخلي أو خارجي. اللزوم من الداخل من داخل تركيبة وَعي أو إدراك مُعيّن مش مُستورَد أو مش مُلصَق عُنوة مع تجربة بعينها. ساعتها التجربة بعينها بتبقى_بديهيًا_تجربة، تانية، بعينها برضو ليها خصائص أقل كثافة من التجربة الأولى وقت المُناسبة بين الاتنين. و ليها حُضور مُستقل في أوعية ليها نفس درجة التناسب مع أوعية أقل كثافة، أو تركيز. 

.

السجاير بالطبع، مش حِلوة، و لا وحشة، ولا مُضرة و لا نافعة. عدّينا الإحكام بالنواتج. و اتعلّمنا الإصغاء لصفات و تصرفات و أفعال الأشياء من غير ما تقول، من غير ما تقول شيء نفهمه، حاليًا، و مراعاة إنها بتقول_هيّ_السجاير و غيرها من أشياء_ما يخصّنا، أو ما يُحيط بينا دايمًا، أو اللي مصنوعين منه و مش في مجال إبصارنا. 

.

سنة تدخين غير تمانية غير خمسة و عشرين. طَبعًا الفكرة دي شعبية حتى في تجلياتها الأدبية. الفكرة دي ليها مَسَار من اتنين: واحد بيولوجي..بالنسبة لرئتيك و باقي جسمك، و [أثر] السجاير عليهم. طَبعًا في الحالة دي ما بنعرفش أي شيء عن أو من أو من خلال السجاير. إحنا بنعرف عن البيولوجيا و عن العِناية لإنهم في مجال إبصارنا و مفيش أي مهام أسطورية ورا السَرد، بالشكل دا بالذات. المسار التاني، هو [خبرة] التدخين، تدجين التدخين نقدر نقول و من غير ما يقدر يقول حد إننا مُفتعلين الجِناس. تراكُم خِبرات [موازية] للتدخين، و مفيش أي منها هوّ بذاته جزء من التدخين. الأثر النفسي و الإدماني [ رجوع للبيولوجيا من طريق غير مُباشر] للتدخين. ف الحقيقة المسار التاني مُفزِع بالنسبة لي أكتر لاحتكاكي بيه أكتر، غصب عني أوقات كتير. المسار التاني هوّ عمل الفَن المُلحق أو المُستَخدِم للتدخين، للسجاير، باعتبارها [تفاصيل] جميلة، أو بتحمل[معاني] خاصّة. معاني كَمالية، تكميلية و تجميلية. أو تتحول المعاني الخاصة [لمعاني مثالية] ترنستندنتالية[مُتعالي]، و تبقى السيجارة، أو التدخين [ و دا خلط شائع بين العمليتين، بسبب تعميم تاريخي وقِح، ممكن نرجع نبيّن بعدين مدى خطورته] مِحوَر، رئيس، أو له أهمية محورية، أو التفكير و كإنه منشأ الأحداث..دا مشكلة رئيسية في إتباع المثالية الرثّة في معظم إنتاجها، الفكري و بالتوازي الفني. على سبيل المثال؛ ففيلم "قهوة و سجاير" لجيم جارموش فيلم جيّد لإنه، و دي المُفاجأة اللي كان مُنتظرها لا أحد لإنه لا أحد يهتم بالتحليلي أو المُباشر لإنه لا أحد مُتبتّل كفاية في قراءة السطوح..فيلم جيد لإنه..فيلم جيّد. الفيلم الجيّد من عناصره مش من المُستورَد لعناصره. الأفلام الجيدة عرضيّة دائمًا و القراءة الجيّدة عليها تتعامَد على جميع نقاط الخَط المُستمر-الفيلم. مُشكلة المُتلقي [الغير مُدرّب على التلقّي، على الإصغاء المتزامن مع بشاعته البارعة في الإسقاط] إنه [بيتابِع] الفيلم..حرفيا..بيتبعُه، بيتتبعه، بيلاحقُه أو بيجاريه، و يحاول_للأسف_بالتزامن_يقيم علاقات مفهومة، دلالية، مَعنوية، و بالتالي [واقعية][بمفهوم واسع عن الواقع]، و بالتالي يقيم دلالات، و مفاهيم، و إشارات، و علاقات للتفاهم مع الفيلم..للمساومة و عقد صفقات الفهم. لازم ناخد بالنا من مُفارقة [التعامد] دي..المتعلّم عارِف إن السطوح لا تشع ضوءا خاصا و إن العين كذلك، و إن فحوى التواصل دا..في الإنارة، الخارجية، في الواقع الفيزيائي..و اللي بتصبح [ الإنارة أقصد] جُزء بنائي من الفيلم، و رغم دا..بنُسقِط و بنحتلّ الفيلم و نستوطنه رغم إن الحاصل[بمُنتهى الفيزيائية و الموضوعية] إنه بيستوطننا، و فعل الاستيطان الحقيقي من الفيلم بيغفَل لسبب مُفاجئي أيضًا..لإنه حقيقي، لإنه الحقيقي. و بيتم الاستبدال و الاستيعاض بالاستيطان الشَكلي مِنّا، لإعادة تأكيد مركزية [جوّانية] آدمية في العالم، و إعادة تأكيد [ خارجًا و موضوعيًا] حقيقة الجَدَل. "قهوة و سجائر" فيلم جيّد..لإن السجاير و القهوة فيه واخدين مساحتهم كأشياء عادية بيمارسها الناس، و بيكثفها المُنتج [مُنتج العَمل الحقيقي:المُخرِج]..طَبعًا لما تخرج من الفيلم دا بالقهوة، و السجاير على إنهم الفيلم..يبقى إنت بتأكّد صِدق الاستنتاجات، التحليلات الوصفية السابقة. 

.

مَفيش أي شيء حتى الآن لُه علاقة بالصِفة الشيوعيّة للسجاير؟ في الواقِع حتى الآن كُل شيء له علاقة [بشيوعية][تفشي] نمط ما اتقال، تفشّي النمط دا بيتسمى صِفة، الانتشار المُتعادل، مش المتساوي. يعني مثلًا شيوعية فيلم ما هو مِعدل [اتزان] الفيلم دا، النمط دا..المُلِم بالقانون التاني للديناميكا الحرارية عارف إنه أي نظام [جديد، حادث عن أنظمة سابقة] عشان يفضل محافظ على اتزانه بيلجأ غالبًا لزيادة الاضطراب، أو ع الأقل الحفاظ و التكريس ليه. بلغة إنسانية أكتر؛ فنجاح أي سستام مُعتمد تمامًا على قُدرته على الفناء، و إمعانه فيه، و حدوث جدل [ أنظمة أخرى مُتفاعلة ] تعيد صناعة الحركة للوصول لتوازن خارجي، و من ثم إحداث اضطراب جديد. باختصار تاني، أي نظام معزول، أي [مجموعة] فرديّة ما بتحكتكّش مفيش أمل تتضاعف أو، تتحرّك. مَفيش فَهم مُطلَق أو مُتزايد من غير غباء أصيل ينكبّ عليه.

.

الحديث عن التدخين مُختلف عن الحديث عن تدخين السجاير. 

.

١ 
في كُل سيجارة بادخنها، بافتكر أفلاطون و نظريته في الدولة و كون شيوعية النساء، بصفتها ممتلكات، كائنات محدودة الفعالية في الحياة [بمفهومها الاقتصادي-التاريخي] واجب و جزء من الفكرة المتكاملة بنائيا و المتساوقة داخليا عند أفلاطون. أفلاطون لا كان "رجعي" أو "ذكوري"، أفلاطون كان عملي. و عدم الموافقة [الحالية] على تصوره لا يعني عدم تفهم تصوّره. السيجارة بتتسم بكونها أنثى محدودة الخيانة، بشكل أدق، أقل الإناث خيانة. أقل الخيانات خيانة لتفرّدك، لفردك. أقصد، التعلق بالسيجارة عمره ما بيحولك لسيجارة أو شيء تَبغي. رغم إن السيجارة نفسها تَبغي [ من التبغ مش من البغي أو الإرادة]، السيجارات بتعطي نفسها ليك بالتساوي، بنفس القدر، بنفس الأهمية، في حد ذاتها، مفيش سيجارة في العِلبة ليها رقم مُعين، أي سيجارة ممكن تبقى العشرين أو الواحد. السيجارة بتعلن عن نفسها عمومًا كمجموعة، مفيش حد بيدخّن سيجارة، فيه بيدخّن سجاير. الفِعل واخد فعاليته من تكراره، و من تكرار و تساوي مفعوله. التساوق و الاتزان في عِلبة السجايرر منشئه إنه السيجارة مشكوك في أمر أنوثتها، السيجارة ما بترجّحش أنوثة في الفِعل أكتر من ترجيحها ذكورة. السيجارة ما بتقولش، الذكور و الإناث بيقولوا عنها إنها "سكسي" للجنسين. السيجارة موضوعية للغاية و ما بتفرضش أيّ شيء عليك. طَبعًا لما تكون بتتكلم بالدقة دي..لازم تراعي إنه السيجارة ما بتعطيش نفسها ليك كمُطلَق إلا داخل حوض و حقل النسبية. لما بنتكلم عن السيجارة-في-ذاتها فإحنا بنتكلم عن السيجارة-في العلبة-من نوع مُعيّن-في ذاتها. السيجارة المُتمثلة أمامك زمكانيًا. السيجارة الآنية.السيجارة الحالية. السيجارة الحاضرة. لإنه السيجارة الفائتة هي سيجارة ميّتة. هي سيجارة راحت. انتهت. فَنِت. سيجارة تتفشى موضوعيتها الجديدة في [نظام] آخر هو الموت. السيجارة القادمة هي سيجارة مشكوك فيها، سيجارة علميّة، ريبيّة، مضطربة و خايفة. السيجارة القادمة بتُعطى موضوعيتها من خلال نظام آخر[العدم-اللاحصول-الاستقبال]. السيجارة الحاضرة هي التوكيد. هي إطالة الانقطاع المتتابع في الزمان. السيجارة الحالية وِحدة قياس طويلة. السيجارة الحالية إيقاف و تثبيت و إخلال في الزمن، بعدميه السابق و اللاحق. 

...يتبع.

الأربعاء، 29 يونيو 2016

مائل

أحمد مائل للبرودة

الصيغة الصرفية الممنوعة من الصرف اسميا لمُشابهة الفِعل "أفعَل" ممكن يُستخدم انتشارها لتأكيد عَمل الاقتصاد السياسي في اللغة..يعني..صيغة موقوفة مُعدمة مشلولة حتى عن المِثال التنويني. صيغة محدودة الاسمية، و كثرة حامليها محدودي الفِعل و القُدرات و الإمكانيات. بتربّي حِصار بالتدليل الجاي من التفضيل "أفعل" لحد الاستغناء عن المُحاولة تمامًا و الاستسلام لمُجرد الإقرار. "أفعل" فعليا، في صورتها الفعلية فِعل مُزيف برضو، فِعل مُجرى عليه تعديل دستوري قَسري لمُجاراة [قانونية]و[دستورية]و[شرعية]و[حقيّة]اللغة-النظام. ليّ لعنق "فَعَل"و"فَعِل"و الثُلاثي بجُملته. ال[إيقاف]و[الكسل]الحاصلين واقعيًا في الأحمد و الغير أحمد ليهم أسباب و اقترانات أُخرى، لكن من ناحية سَمعية صِرف، و بمُراعاة شرطية لمُلابسات أخرى..فانتشار "أحمد" كاسم مثلًا له دلالات الاستقرار، و سيطرة الدولة، الدولة اللي مفيش فيها حاجة [مُجرد بتحدُث]، لكن كُل حاجة فيها مقصودة و مفعولة [محمود]، أو مُغرِضَة و مُأكتفة [مُحمد]. دولة تكرار نَفس الحركات فيها اكتسب شرعية سكونية أبدية كسولة، خالدة.

أحمد مائل للحرارة

من وقت للتاني؛ و بشكل رياضي بحت، فنمط حركة ما، لازم تظهر له هوامش، بتتراكم، التراكم تاريخ مش مُحدد طوله اجتماعيًا لسه للأسف لكن هو محسوب بدقة فيزيائيا. تراكم الهامش العشوائي في ظهوره /بنظام. لازم نركز إن [التراكم] اجتماعيًا مش قيمة بالمفهوم الرياضي..أقصد إنه المُراكمة فيه مش محورها الكمّي، مش محورها عددي. مُراكمة هوامش السكونية المُزيّفة ما بيكافئش [كم] السكونية المُزيّفة، لكن بما إنها مُزيّفة، يعني مُفرّغة، أو محوّلة، فالكفّة كيفيّا في صالح الهامش المُتراكِم..السكوني الزائف المُحافظ على [شكلية] الحركة بيصفّي أوّل بأوّل مجموعات، بقصد منه و دي مُفارقة، الخوارج عن الشكل، الصيغ اللاعِلمية و اللاصارمة للحياتي، بيفرّغ اللاخلودي و اللاأبدي اللي مش مُناسِب لمشروعه. بينفيهم. و بيظن إنه بيعدِمهم. ف الحقيقة دا  أحد أسباب صعوبة فهم ال[المُجتمعي] لأي تجريد و عدم قُدرته على إقامة [تكيّف] حقيقي متماهي تمامًا مع تصورات جديدة جذريّا. 




[قابلة للزيادة]  


فرنش كس

الأفكار، كمُنتجات التفكير المشهورة [ باعتبار إن فيه تصديق مُشترك على وجود مُنتجات أقل رواجًا للتفكير]، لازم يتفهم بشكل منزوع الحُسن-سوء نية بالتوازي و التضارع ،و التزامن. مثلًا؛ فيه تحالف سرّي بين المُثقّف [بالمفهوم الغرامشي]، و مجتمعه/علاقات إنتاجه، بيقتضي انحياز فِكر ما لطبقة ما، و العكس بالعكس. في الواقع فإن مفهوم غرامشي _هنا_حاليا_ماعادش له درجة الفعالية العلميّة بمُراعاة [تشعّب][التخصصات]و احتياج كُل تجربة متشعبة فيها لنقد خاص و من ثم نقد مُعمم لكل ما هو [تخصصي] يرجّع المهزلة التخصصية لعلاقاتها الاقتصادية. الغَرَض هنا هو إثبات حقيقتين: هو إنه نوع المثقف، حاصل، زي نوع النجّارين و الحدادين و السباكين، و المُدرسين و الأطباء [تأكيدًا على رفض مفهوم غرامشي]، و تشكّله التخصصي، العِلمي، و حتّى معكوسه الموسوعي، هما نواتج لعلاقات اقتصاد المُجتمع و التاريخ[موافقة على تحليل غرامشي و غيره من الماركسيين للمفهوم اللي مُختلفين عليه]، علاقات فَهم عِلمية عليّتها و دلايله مفهومين جدًا و تكرار سردهم هَلك ع الفاضي.

الفِكرة هِنا عمومًا، هو إنه [تحالف]نوع المُثقفين داخل الطبقات المُستغِلّة، مش دايمًا بيحصل بالشكل المسرحي اللي إحنا لسه بنفكّر فيه هنا، في مصر، و في دول تانية في العالم محسوبة ع الذكاء و العلميّة لكن يبدو إن السطحيّة مالهاش كبير. المُثقف، المُفكر، الكاتب، الحكيم، النُخبة مش بالضرورة تكون حاضرة التفاصيل الاستراتيجيّة، التآمرية في فكرهم طول الوقت. تعالى نشرح. الفِكر [مؤسسي]، الفِكر القابل للنظام، و التنظيم، و الإجراء المنطقي و الترتيبي و التصليحي و التعديلي و المناقشة في الكوليج دو فرانس و السوربون و كامبريدج و هارفارد و ستانفورد إلخ. فيه فِكر آخر[أقل في السعر-أقلّ في الجودة-أكثر شعبيّة-استهلاكيّة]، فكر جمعيات، تجمعات، وحدات، شلل، فِكر خُليوي نووي..طَبعًا قِلة التشعبات و [بساطة] الخليّة أسباب كافية لسُرعة و كثافة هَلكها..بس برضو بتظلّ مؤسسة، القصد و العَمد متوفَّر عليهما من قِبَل ال[قائمين]. عَدَم جذرية المؤسسات دي [في الدولة-في السستام] و المُنتسبين للحقل الطبقي اللي بينتسب و يصبح [عضو فيها-باعتبارها جماعة جديدة][ غض النظر عن تاريخه الفردي-الطبقي يصبح ضرورة لما نتفق على إن الإنسان قابل للذوبان و الانتكاس دائمًا و دا المُجتمعيّ بداهة]. [جهاز] الأفكار دا، الصُغيّر المحندق دا.. باعتبارها شركة ناتئة بمقابل شركة ليها مصالح بتنتفع منها الدولة مُباشرة و بشكل أضخم..و بالتالي [ في الحالة الأولى] مُستَهِكها متوقّع، و محوري في [المجتمع] دا...رئيسي، كثير، قديم أكتر منه كثير. فكّر في الموضوع زي ما بتفكر في ال[البراندات]. أنطولوجيا، فغالبا مُنتجات الأول أكثر [جودة][متانة] من منتجات التاني..مش لازم يتفهم إنه إحنا مُشايعين أو مُناصرين لُمنتجات الأول، إحنا بنقول فقط إن الفكرتين غير جذريتين ولا جيدتين بس [واحدة] بنائيا و لظروف بنائية أجود من التانية، أكتر اتساقا. نرجع..في نمط إنتاج رأسمالي لازم تكون كُل الأفكار المَصغي لها، أفكار جانبية طبعًا، دا من ناحية، و من ناحية تانية لازم تكون [شابّة]. لازم تكون [مُراهقة-بموضوعية نفسية]. الفِكر المصنوع من الكُتب دا فِكر تقدر تحدده، اعترافه بمكانه. و الحديث فيه إساءة لتضاعيفه..على صعيد آخر ففكر الaudio books و courses و notes و lectures و الشروح، و البتاع و المُش عارف إيه، دا بلح، بلح الفِكر، و نوى الحقيقة.


الجمعة، 17 يونيو 2016

لأن أم كُلثوم

١ 

الاحتجاج على "تكرار فعل ما عدد كافي من المرات قابل لجعله صحيحًا" ب"غلط لإنه المحكّ الطريقة مش عدد المرات لإن رمي بِلي_ جمع بلية_وسط خشب الطاولة احتمالية الدُشّ فيه زيرو" احتجاج سليم ف حد ذاته لكن مُشكلته إنه بيفهم الموضوع غَلَط و بالتالي بيرُد على موضوع تاني خالص، و دي مُفارقة تتطابق مع منطق الردّ على الحجة الأولى. أصحاب الحجة التانية صادقين لدرجة إنهم فضّلوا الاتساق جوّا على الحقيقي برّا.

أصحاب الموضوع الأول ما بيقولوش زي ما فهموا أصحاب الموضوع التاني طَبعًا، أصحاب الفَهم التاني مَنَاطقة و بالتالي حللوا نَص القانون منطقيًّا، و القانون اجتماعي أكتر منه رياضي، أو مُجرّد. القانون شعبي جدًا حتى مش اجتماعي. الخِبرة فيه أكبر من الرياضي. الخطأ و الصواب فيه شعبي أيضًا، مما يعني إنه مش صارم، و مما يعني أيضًا إنه تخطيئه شعبي، التداول معاه في حد ذاته شعبي. و العمل..تركه للضمور. على سبيل المثال و الحصر [هنا]؛ الكلام على كيان ما مدّة كافية للتبديل و لا يعني إنه انغلق مجال الحديث [ممارسة الفعل] عن الكيان دا، بمراعاة إننا تخلصنا من "عن" للأبد في تدوين سابق. لإنه انتهاك الكيان بالعَن، و التبديل، المتعمدِين بشكل اُعتيد، رغم تراكمه فوق الكيان و حجبه، رغم الإبهات المُستمر لفضاء الشيء، إلا إنه الشيء نفسه لحسن الحظ محفوظ من الانبهات، مُستحيل يتم إبهات شيء إلا إن قرر هو التخلّص و الخفوت. و دا ما يخالفش التطور بالشكل الداروني المعهود، ما يخالفش الانتخاب الطبيعي بالمرة. الانتخاب [طبيعي]لكن[الكلام]كان طبيعي، بطّل يعني، أو خفُتت الطبيعية اللي فيه، و امتلأ بالقصديّة، بشكل طبيعي للطبيعي .

٢ 

في الحالة دي؛ فحاصل جدًا، و ما أعتقدش حد ممكن يخالفني لو قُلت إنه المُعظم متأثر بالوراثة، و الوراثة عامّة، أعم من الجينات يعني. من حقّي تمامًا..وأنا قلما بأذكر حقّي لكن إن كُنت لازم أتمّه. من حقي تمامًا أقول إنه في معظم أسماعنا لأم كُلثوم فإحنا مُلتزمين غالبًا، بفهم واحد، رئيسي، مؤسسي، مُكرر[مثال عن الحالات اللي القانون الاجتماعي عن تكرار الحدث بيصدق فيها بغض النظر عن مصداقيته، أو صياغته، أو تعليلاته أو تحليلاته] للغُنا إجمالًا، لأي ظاهرة إجمالًا، فهم شعبي، قصدي، مؤسسي، مُكرر. وهو فهم مش معتمد على نفسه و ممارسيه كهول، فهم مراهِق في حاجة لمُرافِق. فهم فهمه و شعوره مُسقَط و مُقحَم ع الأغنية[شكل من الكتابة المُقفّاه]، اللحن، الصوت، التوزيع. فهم بوليصي. محاولة الخروج الوحيدة[الحاصلة فعلًا] مُشكلتها إنها مجدّرة ف [المحاولة] مش فالخروج، فحقها الفشل، الدائم، المتكرر، المؤسسي أيضًا.


٣ 

أم كلثوم أغانيها عمليّة جدًا، مُفيدة لكل وقت ف اليوم. كلمات سطحية جدًا طول الوقت، أو معظمه [للحذر مش أكتر] فمفيش شيء مهم ممكن ينقال على كلمات الأغنيات اللي غنتها أم كلثوم. و مش مطلوب ينقال شيء يوصف بالمهم عن [أغنيّة]. الأغنيّة و كُل أغنيّة هي عمليّة بالضرورة الاقتصاديّة. أغاني أم كلثوم بتمتاز بمُراعاة أكبر لشرط العمليّة [وقتها][الحديث عن العملي/الجميل/الزماني لازم يبقى له وقت آخر، أطول، لكن مش دا]. لكن مش خافي إنه [عمليّة] أغاني أم كلثوم بتتضائل يوم بعد يوم [ شرح مفهوم العملية له وقت آخر أطول برضو/قد يتزامن مع الحديث عن العملي و الجميل و الزماني]. حاليًا؛ خلينا نكتفي إنه أكتر [شكل]واضح من عمليّة أغاني أم كلثوم هو تطابقها مع [الطريق]، المُسافرين، على رحلات طويلة عمومًا، مع السادة الركّاب، المتحركين، الناس البَين. الناس المِن إلى على دوام. البشري وَلِه ب[إعادة الإنتاج]، زي ما إنت عارف. أم كُلثوم إعادة إنتاج شفافة و مؤسسية لفداحة المسافة. صوت أم كلثوم بكل بدعه و كل الحفلات و التسجيلات اللي [بدَّعِت] فيها أم كلثوم فيها سمة مُشتركة، سمة مشتركة للتبديع عند أم كلثوم، [الحُرقَة]..أم كُلثوم عمليّة صوتها بتظهر في صياغات شبه الدينيّة لصوتها. دينية بمعنى إنها ناقلة و مُعيدة للإنتاج بكثافة رئيسة زي كثافة الدين. الكثافة [عمليّتها] بتتمثّل في تركيز الخواء. صوت أم كُلثوم مؤسس من مُؤسسات، صوت أم كُلثوم عملي و غير [جميل]. طبعًا الجميل بيختلف عن المُقدَّس فصوت أم كُلثوم بما إنه مؤسسي فهو فيه [تكريس]و [تقديس]. أم كُلثوم صوتها بياني. صوتها ممكن تشرح عليه المادية الجدلية بصفاء بال. أم كُلثوم صوتها تصعيد للمرحلة التاريخيّة اللي كانت تحياها البلاد. تحوُّل الأنظمة العربية لأنظمة حَناجرية مؤسس أيضًا من صوت أم كلثوم. ماكانش فيه [حنجرة]هيّ الإفراز البيولوجي للمرحلة السياسية في مصر غير صوت أم كلثوم. نور الهُدى؟ صوتها يتقمّص المشاعر. صوتها مُمَثّل. مُشَخّص. أم كلثوم صوتها ناقل، لا يتقمص ولا يندرج أبدًا للإنساني. و[التبديع] عند أم كلثوم يتمثّل في ال[الحُرقة][المناجاة الذليلة][التكبر و الاستعلاء]..وهي معاني كُلها تقدر تتصورّ نظام دولة فيها. أسمهان؟ صوتها أرستقراطي لا يناسب المرحلة التاريخيّة. سُعاد محمّد؟ صوتها كان و مازال و سيظل صاعدًا، صوت سعاد محمد سيظل مشروع سعاد محمد الشخصي الانتقامي المليان بعقد نقص تخصها، ما ينفعش يكون غير شخصي. طَبعًا، النظام، في حالات أخرى، زي عبد الحليم و شادية و غيرهم، كان بيتحدث صراحةً. بيتحدث هو نفسه مش أصله، مش بنيته. أم كلثوم صوتها هو بنية النظام الاقتصادي السياسي في مصر. و ضمورها_الحاصل_و أنواع مستمعيها دوال على الخلطة السياسية و شكلها الشعبي في مصر.

٤ 

خلينا نقول، إنه سيظل أهم سبب لكون أم كُلثوم أم كُلثوم هو كونها أم كلثوم، بمنتهى الموضوعية يعني، و بدون أي محاولة لتَرس الرأي الشخصي أو الانحيازات. دا موضوع كان و مازال و سيظل الناس بيتجاهلوه و بيفكّروا جنبه و فوقه و على حوافه طَمسًا ليه. لكن، لو ما كانتش أم كلثوم أم كلثوم، هذه الأم كلثوم يعني، ماكانتش بقت أم كلثوم، اللي كانت أم كلثوم يعني، أم كلثوم. على المرء أن يكون نفسه لكي يكون نفسه. 





الأربعاء، 15 يونيو 2016

كيفَ يُصبِح الإنسانُ [عميقًا]؟

.

العَنونة بتجانبها التوفيق عمومًا، خصوصًا لو كانت الكتابة مُرتبكة على حواف العِلم-إنساني. العنونة عَمَل في حد ذاته، عنوان شيء ما هو شيء ما مش ذيل للشيء ما المُعَنوَن. التفكير في العناوين بالشكل دا يدّي طريق لحل طَلسم بغاء بعض الأعمال و عفّة عناوينها، بهاءها، جلاءها، خلاءها و خواءها [التجنيس مش انطلاقًا من لذّته هِنا، رغم إن التكريس هِنا للذة، للفردي العشوائي الفوضوي]-[حُمّى انفلات من المصدر، تخلص من سطوة العنوان، حُمّى jazz، بيقتضيها سياق تكسير السياق]-[السياق لا خروج عليه إلا لتصنيعه، و إنتاجه من جديد]-[اسكاتشات عامّة، مشاريع لحلول عِلم-إنسانية [قد تكون مُستعملة من قَبل،قِبَل] لقضايا جمالية]-[مركزيّة الدراسة الجماليّة كمحور للدراسة الإنسانية]. فيه مجموعة من مشاريع العِنوان، السابق، كلها بتغيير اسم الاستفهام [ و اسميّة الاستفهام في اللغة العربية لابُد من دراسة بنيتها التاريخ-اجتماعية، و الأنطولوجيّة]. الكيفيّة-في ذاتها بتقتضي معنيين[حالًا]،واحد منهم بالطبع مَنشئي، أوّلي،بدئي، ضروري، بمعنى الضرورة الاجتماعيّ، الاحتياجيّ، الغَرَضيّ، الخَلقيّ إن شئت تسميته بشكل أوضح، معنى مُنشَأ خارج الكيفيّة، خارج ماهيّة الكيفيّة، قبل ظهور ماهيّة الكيفية و دا تعبير موفّق علميًّا لدرجة التوفيق بين صراحة الماركسي و غموض الوجوديّ. و الآخر أنشأه [اعتياد][وجود][الكيفيّة]، تكراره، استمراره، و تصعيده بتصعيد الاستعمال و تعقيده. معنى آخر، جوّاني، مُعاكِس للعَمَل الخارجي، مُقاوِم يخلَق جَدَل الكيفيّة، و غيرها طَبعًا من إنتاجات اللغويّ، لكن بالأساس، التساؤلي فيها. المعنيين اللي ظاهرين بوضوح [وضوح المِثال كاشف الغموض] في الكيفية؛ معنى الكيفية الأولي، الأصل..كيفية الحاجة ممكن نسميها، الضرورة، الدافعة للتصرف. الكيفيّة هي [آلية-حركية] التصرّف. بين اللافِعل و الفِعل كَيف. كَيف أتخلص من الفُلاني أو العِلاني من الإعاقات؟ و كذا..أعتقد واضح، وضحت فكرة الكيف النفعي البديهي..المعنى اللي يتصاغ بدون كارثة التساؤل. المعنى التاني ناشيء من عدم الاحتياج لأي شيء [مادي] ف الحقيقة. ناشيء من كَسَاد التساؤل، و تراكمه، و تجذره لدرجة إنه أصبح واقع، حاضر، مُعطى طَبيعي تمامًا، زيه زي الدوافع اللي خَلَقِت الكيفية أول مرة. التطور هنا إنه [الكيفية بما هي آلية و حركية] أصبحت هي [موضع التساؤل]، موضع الاحتياج و الفقدان و الشبق..اللغة أصبحت واقعًا جسديا. كيف يُصبح الإنسان عميقًا؟ هو سؤال ممكن فهمه على [مُستويين]، مُستوى الاجتماعي التاريخي اللاشخصي فيه، المستوى اللي فيه المُتلقي، القارئ بيتلقف قراءة تُعطيه وجاهة ما، فائدة ما، روشتّة ما بوضوح يمكن. وصفة لو عجبته ينفذها و لو ما عجبتوش يتداولها بين معارفه لقتل نقص في الفكر لديه. مستوى آخر هو مُستوى الشخصي، المعرفي، المُتلهف لمعرفة كَيف، أصبح، أو يصبح[عمومًا]، أي إنسان عمومًا، عميقًا؟

أعتقد واضح.

.

"يُصبح" فعل، في معناه الحرفي، هِنا، في معناه الاصطلاحي له أصداء سُخرية لا حد لها. مع الأسف أصداء السخرية الواضحة دي كَرّس ليها بُمنتهى المجد "مارتن هايدجر"، و بُمنتهى الصدمة كمان و السهولة، بطريقة مُخجلة، نُقطة من النقط اللي من الوارد قدرتها على هد نسق فلسفي صعب زي نسق مارتن هايدجر، لمُجرد عدم الصراحة الكافية في إنه [عِطِل]أو[لم يجد حل أو مخرج بعد]. كان بيتكلم مرّة في أحد أعماله أنا مش فاكره بس مش الوجود الزمان، عن لحظة إطلاق الحقيقة داخل الكينونة، القلق، التشكك، الطاقة الرعناء اللانهائية على الإرباك داخل الدازاين. كان بيقول إنه ممكن تنطلق عادي كدا، بالصدفة، بظروفها، يصحى الإنسان من نومه يجد نفسه داخل الطريق إلى. النُقَط دي بتهدد بمثالية أنساق عِلمية أخرى و بالتالي التشكيك في مدى عِلميّتها. "يُصبِح" كَمان فِعل مُفاجئ، و دا مشروع آخر للسخرية من"الصيرورة"، مشروع في الفِعل، و سياقه، و سوء استخدامه، و الإحالات الناجمة عن عدم التوفيق في العنوان، و استقلاله التام عن المضمّن تحته، اللي يبدو لحد هذه اللحظة، إنه خُروج تام عليه و رفض ليه. طبعًا كان من الأوفر للوقت ع الجميع لو كانت المُحاورة و المُداورة اختصرت في أَخَدان القرار-دون أي علم من أي أحد-بتغيير العنوان لأحد مشروعات أسماء الاستفهام الأخرى، و تغيير فُجائية الإصباح لمنطقية الصيرورة، أو جزّ الموضوع من أساسه و الانسحاب و عدم التطرق برضو، بدون علم أحد. من جانب تالت، فظلال السخرية ف الإصباح مُناسبة لعَجرفة المحمول[عميقًا] و التسليم به، و كإنه مسمى وظيفي يُنال برشوة أو بجهد مُضاعف، أو كإنه مُسلّم بلغويّة المُصطلح، أو اصطلاح المفهوم. كإن الجميع عارف إيه العُمق و العميق لغة، و اصطلاحا، و حدد كل منهم موقفه و صفه و مصالحه منه، اللي بلغت من[العُمق] رفض المُصطلح، و المفهوم، و اللغة كُلًا. دون أي تحيز، لكن جرت العادة إن الناس اللي بتجذر رفضها للعُمق، هي ناس عارفة مين هو الإنسان تمامًا و حاسمة أمرها منه، و إنه اللي مُنحازين للعمق تمامًا عارفة مين الإنسان و عارفة موقفها منه..فماوجبش إيراد أي شيء-حتى الآن-بخصوص الإنسان.

.

القضية التحليلية اتظلمت على مدار التاريخ الطويل للمنطق، و العِلم، و الفلسفة، و كان فيه تَحيُّز دائم، شعبي هوّ للقضية التركيبيّة، للقضية اللي بتُضيف لمعلوماتك دايمًا جديد. الظُلم الممنهج عَبر آلة إعلامية فكرية روّجت لإن القضية التحليلية هي مُجرّد تحصيل حاصل، و إنه ما منهاش نفع [جديد]،[إضافي]. مفيش بونَص هتاخده من القضية التحليليّة، من أي نوع، القضية التحليلية قضية خالية من رفاهية تداول المعلومات. القضية التحليلية أكتر تسامحًا لإنها بتتقبل التركيبي و تنسجه و تفهمه و التركيبي نرجسي و مُراهِق تجاهها طيلة الوقت. التراكُم مثلًا، بصفته زمانيًّا، بيفقد تركيبيّته، تدريجيًّا، و ينضم بمُنتهى العدالة و الموضوعية، و دون خزي كبير أو شماتة من التحليلي، للتحليلي. العِلم ما بيضيفش أي [معلومة] جديدة بخصوص [الشيء]، الواقع، العالم، العِلم بيقول إيه اللي بيحصل، أو حصل، أو هيحصل. التركيبي دا كُل موضوعه..نَقل الزمني، دحرجته، إرغامه ع التنقل بين مُستويين مش حقيقيين-في ذاتهم، لكنهم حقيقيين بالنسبة للمتلقي، المستمع، المُستهلك، المستمتع، المستخدم المستعمل. جاء زيدٌ و حضر عمرٌو. طبعًا مجيء زيد و حضور عمرو ممكن يكون مهم لعلاء أو وائل اللي عليهم ديون لزيد أو عمرو، أو ما بيحبوهمش مثلًا، فيه أسباب كتير يعني. في البلاغة العربية، و البلاغة عمومًا بيتمّ التأسيس بمُنتهى الصراحة و حُسن النيّة لقيمة [السامع]. القضية التركيبيّة ستظل تركيبيّة..و التحليليّة هتظل تحليليّة طول ما فيه مُراعاة للسامع. لكن مجيء زيد ذاته، مجيء زيد هو فعل في مُنتهى التحليليّة من زيد، في حضور زيد بس دون أحد يتحدث عن مجيء زيد أو حضوره أو يستمع. 


تبعًا..فالسؤال بكَيف، السؤال التركيبي بكيف، السؤال المُغرِض، السؤال بحضور مُستمِع أو مستمتع مرفوض كُلًا. أسئلة في وجود السامع لإحضاره لتخلخل داخل الكيفية لازم تكون مُحرّضة. يتسَأَل في حضور سامع "هل يُصبح الإنسان عميقًا" و تجمع استنتاجات و تقيّم ظواهر اجتماعية. أو اسئلة خبيثة زي "متى يُصبح الإنسان عميقًا"، أسئلة مُوجهة لمسارها قبل الشروع في إجابة.


.


الحل الفعّال الآن بدل من الانسحاب في دوامة تقييم لغوية المصطلح "العُمق"، هو طرح تصوّر بديل عن البروسِس. إلقاءها في الروع فعّال أكتر. الإنسان فعّال كمخلوق مُتكيّف[لاحظ] في مواجهة المُدهِش المفزع. عِلمًا إنه مش كسلًا في الشرح و تقييم لا جدوى المُصطلح، لكن لا جدوى المُصطلح صنعت قرارًا بالكسل تجاه شرحه. الكائن ما بيمتنعش عن فِعل شيء لمُجرد إنه [غلط] ببساطة، كُنت أنا بطلت تدخين، أو بيل غايتس بطّل يغتني، أو الشُعرا كفّوا. "اللا ألفة"، تعبير فيه مُشكلات جمّة لكن بعد دخوله حظيرة الاصطلاح هيكون مردوده أهم و أكثر فعالية في الواقع المُعاش من تعبير "العُمق". هو بالفعل فيه تنويعات ع اللاألفة زي "الفريكي"و"الويردو"و"الجيك"و"النيرد" و ما إلى ذلك، و رغم إنها مُفيدة في التعامل أحيانًا، لكنها مُهينة أوقات أخرى. اللألفة بتتطلب [تنحّي] قصدي عن كُل شكل من أشكال الإيلاف. أي شكل أو ممارسة تنتهك الفردية. و بالتالي الإنسان[المُختلف] يظل مألوفًا لإنه فيه [جماعة] بينضمّ ليها. اللا أليفون ما بيجتمعوش، ما بيصدروش بيانات و لا عندهم مشروعات يتكلموا عنها بصوت عال.

.

قَبل انحراف كامل عن الموضوع؛ مُشكلة [العُمق] عمومًا بتطرح نفسها، كمشكلة، في مجموعة من الثنائيات..الصعوبة/السهولة، العُمق/السطحية، الجاد/الهازل، المُلتزم/التافه. و أحيانًا بعجرفة أكتر في صورة الذكي/الغبي، الراقي/الخسيس..ثنائيات ف الحالة التانية بتثبت لاشخصيّة الصراع، بل طبقيّته. الأزمة الرئيسية في الثنائيات اللاحقة بالعُمق هي إنها ثنائيات بتخلق صعوبات و لخبطة و تناقضات و ابتعاد عن أي شيء [حقيقي] في الموضوع. على سبيل المثال لا الحصر؛ في العالم عمومًا بيتم وسم اللي بيمارسوا مجموعة مختلفة من الطقوس، عن السايد، أو الرئيس بمجموعة من التعبيرات اللي فيها تحفّظ ساخر على موقف المجموعة. فالمجموعة-بما هي مجموعة و بما هي بتلعب على إعادة توطينها ف الجماعة الأكبر- بتلجَأ، لآليات، مواجهة و توطين، منها الدفاع بإنه اختلافهم له طابع [أكثر][أهمّية]، له [قيمة]أكثر، أو أعلى، أو أعمق..الجماعة المُضادة، الناشئة الناتئة عن الجماعة الأم بتفكك مُعطياتها و تستخدمها عند الحاجة، اللي هي مُعطاه بالضرورة هي كمان، و بالتالي الممارسة الاستراتيجيّة للجماعة الناتئة هتستمر، لحد ما تنصهر كتقبّل في الجماعة الأكبر. من هنا نشأت المعاني [المتعلقة بالمستوى/الدرجة/المرحلة] اللي مُحيطة بالسطحي و العميق. طبعًا_زي ما أنا مُقتنع_فيه سطحي، و فيه جدير بالتحليل. فيه أشياء سطحيّة بذاتها و فيه أشياء جديرة بالتحليل بذاتها..الأشياء السطحية دي أشياء قابلة للتحليل ف العموم لكن من اللامُجدي تحليلها. أو، تحليلها يقتضي انضمام لركابها. أ، بما هي سطحيّة، فهي مُتجذّرة في [الحاجة]، في [المُغرِض]، الآني اللحظي المُباشر التكراري الاعتيادي. من سمة السهل و المُباشر إنه مُصمت، ممتلئ بذاته لحد التورّم. زحمة، كثيف. الصعوبة بتظهر مع الخلخلة، الإخلاء، التفريغ.

الصورة الأصليّة لل"عُمق".

في "الماء و الأحلام" بيأسس غاستون باشلار محاولة لرصد العَمَل الأصلي الكامل للماء في الآدمي. في مَعرِض ذكره لووردزورث و تأسيسه هو الآخر لصورة "العُمق"، لفت النَظَر لبداهة الارتباط بين العُمق و الماء. سطح و عُمق. الصورة تتأصل أكتر بمثال [الاستغراق] و [التشبّع]. اهتمام باشلار في كتابه دا متعلّق ب[الشعريّ]و[الحالم]، و عمومًا ..الغير متحدد و لا مُستقرّ بصورة ماديّة في الإدراك. اهتمامي أنا مُتعلّق بالهامش الحقيقي الجذري في كُل شيء، نتوء الحقيقة على حواف الشيء، و كمُفارقة، على سطوحه، أحيانًا. إلَيْكَ نظريتي؛ كالآتي، الحقيقة دايما ما بتكون عموديّه على السطح، هي في حد ذاتها، لكن دا مش لازم بالمرة يلفِت النَظَر للعموديّة، و لا للعمود إطلاقًا، لازم يتمّ التفكير_كمحاولة في الحقيقة، كُمفارقة، أقرَب_بالنَظَر لِمَوطِن العَمود. مفيش أي اهتمام بالأسباب اللي عنها العَمود، و لا فهمنا المٌباشر لكونه عَمود. و لا بنقطة الانطلاق، كُل غَرَضنا التقاط الثبات في جذر العمود. إليك نظريتي بشكل أوضح؛ فيه نَظرة عمودية للعَمود، و دي في حَدّها نظرة [حقيقة]، حاصلة تمامًا، و للأسف لا يُمكِن الشكّ فيها، لإنه زي ما إنت عارف، فالشكّ رفاهية رفضتها الفلسفة. أي حقيقة نشوءها اللازم المتزامن اللازمني اللاتبعي المُرافِق دائمًا مُرتَبِط بمجالها، مجال الحقيقة بالنسبة لنفسها، مجموعة التحقق..ما بتبقاش الحقيقة حقيقة إلا بمجال يُمارِس عموده، حركته..العَمود كميّة تحرّك، سهلة وواضحة و غير مُرهقة و كأي فكرة فاشلة، بسيطة..لكنها كأي فكرة فاشلة بتنجح تطوريًّا بمعدّل أسرع لإنها أكتر نفعًا..ببساطة مُتسقة مع ذاتها. أكيد هنكون متفقين على إنه مُستحيل إدراك سستام من داخله. تمام؟ لا يُمكن التفكير في الحقيقة داخل عَمود، داخل المستوى الأول أو داخل المستوى التاني. عمومًا..أي حركة..في الواقع..هتحتّم جَهلَك، أي حركة هي دخول في العَمود. أي حركة هي رغبة في البناء..كتكاثر طبيعي للفكرة؛ للحياة، للتكاثر، للامتداد، للخلود، للنفعيّ، للمحرّك، للاجتماعي. دا الحقيقة..المُدرِك ليها ساكن، بموضوعيّة مننا و منهجيّة منه. 

الطريقة السابقة هيّ طريقة التفكير اللي بتحكم العِلمي، الشِعري منذ ظهور وحدات الإدراك، وحداتهما الأولى. زي ما مُتفقان، باشلار و أنا، فماديّة [العُمق] نفسها مواكبة لعَمَل العَقل بالتَظهير السابق[الفَنمَنة]. الحركي بيشوف الحركة في الماء. العِملي بيفكّر..التفكير عمومًا تثبيت [للماء]، لفداحة و غَمر و يَغما الماء، الفِكر سُلطة لتثبيت تحرك الماء. الفِكر_هنا_إجراء على مش في الماء. صورة السطحية و العُمق تطل مرة أخرى. عمل السفينة مثلًا مبني ع السطح، حتى الغواصة حتى أكتر شيء في عُمق الماء للاستخدام يبقى من عمل السطح. العَميق، مش اللابد في الأعماق. الصورة الذهنية المشوشة عند حضرتك دلوقتي دليل كافي عن صدق [ماديّة][وحدات][الإدراك] و بقاء بقاياها لحدّ دلوقتي في ما يخص أفكار لم يتم التعرّض لها ب[عُمق] كافٍ. السفينة ومحتوياتها ما بيفكروش في نفسهم، السفينة مصنوعة عشان تفكّر كعَمود بيتحرك أفقيًا. ما ينفعش السفينة تفكر في نفسها إلا تزيد كثافتها و تغرق. تبقى جُزء من العَمود الموضّح لحقيقة الماء. أعتقد في آخر الفقرة واضح كفاية الترابط البنيوي بين الذاتي/الانعكاسي[السكوني]بطبعه، و الغَرَق، و المائي، و الأفقي و  العمودي..وعليه، بالسطحي و العَميق. 

الثلاثاء، 7 يونيو 2016

مُربّعات صغيرة..مُربعات كبيرة.

كلب الليل الرجل شارع آخر خَلف/وراء قاتل لماذا الساهرون ف الصباح مجهول.

كلب ليل رجل شارع آخر خلف/وراء قاتل لماذا ساهر ف صباح مجهول .

كلب ليل رجل شرع أخر خلف قتل لام ما ذا سهر ف صبح جهل نقطة 

ك ل ب ل ي ل ر ج ل ش ر ع أ خ ر خ ل ف ق ت ل ل ا م م ا م م ا ذ ا س ه ر ف ص ب ح ج ه ل  ن ق ط تاء مربوطة 

ك ل ب ل ي ل ر ج ل ش ر ع أ خ ر خ ل ف ق ت ل ل ا م م ا م م ا ذ ا س ه ر ف ا ء ص ب ح ج ه ل ن ق ط ت ا ء م ر ب و ط ة 

كاف لام باء لام ياء لام راء جيم لام شين راء عين همزة قطع خاء راء خاء لام فاء قاف تاء لام لام ميم مد بالألف ميم ميم مد ألف ذال مد ألف سين هاء راء فاء صاد باء حاء جيم هاء لام نون قاف طاء تاء .

ك ي ش ع ذ س ه ح ط ن ص 


كُل شيء بوضوح.

الممارسة-إل-في اللغة الأكتر قُربًا من التعبير عن استحالة توطّن الحقيقة هي النَسَب. شدّ فكرتين أو مفهومين بُتقالة القَول لعُمق الإخبار.

مُستَقِلّ ؟

موضوع الغُنا المُستَقِلّ دا انفرط بحثًا و آراء و تنظيرات و كلام فارغ في معظمه. الكلام الفارغ بيتعرّف بإنه كلام، يعني مَبنى، لكنه خارجي، و داخله فاضي. قد ما الموضوع بسيط قد ما الإنسان اللي بيُصِرّ على فراغ كلامه_بدون ما يدري_قد ما بيبالغ الإنسان دا في الحفاظ على كلامه مُغلق، و فارغ. بيحاول يحمي و يخبّي حقيقة الفراغ من الداخل بالإحكام، الإحكام دا حالة أو وضع ممكن تنحط فيها أي حاجة مهما كانت سماجتها..كُلها بروفيشنالز زي ما إنت عارف. فيه إنسان بيفرّغ كلامه من المعنى بكامل قواه العقلية، لكن دا بيحرص على إدخالك جوه عشان تتأكّد من فراغ مكانه، دا مش محور موضوعنا، و لا محور موضوعنا تناول فراغ الكلام، و لا حتى تناول الغناء المُستقلّ كظاهرة فنية-اجتماعية و دراسة أسبابها و مدى أصالتها و مدى نجاح الحركة (البديلة). لفَت نظري إنه بيتقال ع الغُنا من النوع دا "مُستقِلّ". اللفظ المُستخدم في وصف الغُنا مُربِك. 

الاحتمالات الموضوعية اللي ممُكن يعنيها لفظ "مُستقلّ" في وصف الغُنا :

-مُستَقِلّ: بمعنى شائع في عربي المُثقفين هو التفرّد و التحلل من الشائع، الحُريّة و المسؤولية عن النفس، فن مش تُجاري و مش (تابع) أو (أسير).

-مُستَقِلّ[مُستَئلّ]: في العامية بتعنى الشعور بالضعة و الحقارة و النقص قُصاد حُضور آخر، في الحالة دي الفن الآخر الضخم أو المتضخم أو الممتلئ بذاته هو الفن العادي الشائع.

-مُستقِلّ: استقل الرجل الحافلة فهو مُستقلها أي راكبها، و هنا يعني اللفظ العكس تمامًا. مُستقلّ هنا بتعني المواكبة و المشاركة في الحافلة و الاحتفال و الحفلة.

-مُستقلّ: المعنى الاصطلاحي المقصود بيه مجموعة من الفِرَق و الشباب بيغنّوا خليط من الروك و الجاز و الهاوس و التكنو، و بيعملوا عروض مسرحيّة و بيكتبوا روايات تنتسب كلها، نوعها الأدبي بحاله، للكتابة في عصر بعد الحداثة.

-مُستقلّ: شباب بيعمل "فن"و"موضات"  بتتسمع في وسط البلد و اللي بينزلوها بس، أو في الأزهر بارك و ساقية الصاوي. آخر تعريفين اصطلاحيين تمامًا، و بالتالي فارغين من أي أصداء لغويّة ليها علاقة بروح اللفظ نفسه، و بالتالي يندرجوا تحت مثال جيّد لل[الكلام الفارغ].

لازم نأكّد بس إنه تبنّي [اللفظ] و انتقاء [مفهوم] من المفاهيم السابقة لازم يبقاله مجموعة من الأصداء في الأشخاص اللي بيتبنوا المفهوم دون ترتيب لكن بتعميم:

-استخفاف بنوع[ممارسة فنية] من النوع دا؛ استخفاف على أساس منطقي، و ما اقصدش صواب، لكن أقصد إنه استخفاف مبني على قياس منطقي فيه مقدمة كُليّة من نوع "الشباب فشلة، أو مشاريعهم ناقصة أو غير جيّدة"و مقدمة صُغرى"اللي بيعمل نوع [التقاليع]دي شباب"، وصولًا لنتيجة "اللي بيعمل نوع التقاليع دي ناقص أو غير جيّد". مش في خضم مُناقشة الأفكار اللي بيؤمن بيها الناس على اختلافهم لكن لازم ننبه إنه المقدمة الكُبرى اللي بتجمع، طول الوقت مجموعة من الصفات غير متجانسة في طبيعتها زي الجودة و الكمال، مقدمة متناقضة..التحقق منها مُفتاح دكّ القياس. ممكن تستخدم بُرهان الخلف، لكن دا تكنيك للانتصار و الحوار و بيسمح بوقت و مجهود، جرت العادة إنه بيضيع هباءًا. الأشخاص من نوع دا لازم هزّ ثقتهم في المنطق الشعبي اللي بيستخدموه. الأحكام الجغرافيّة في التعريف بتنمّ عن أحكام مبنيّة ع [السُمعة]، و أنثربيولوجي شعبي رديء من نوعية "كُل أهل كريت كدابين و كل أهل المنوفية ولاد وسخة". من حق الإنسان يستخفّ بإنسان آخر..يعني كاستجابة عميقة لمؤثرات نفسية و اجتماعية و مُركبات نقص مبنيّة كُلها ع الحركة المُنتظمة في الفلك و شعور عميق بالتهديد لأي مُحاولة لخرق [قانون]، هو بالمناسبة، مش فيزيائي.

-تسرّع و تصديق على [مفهوميّة-مدى فهم اللفظ في ذاته] اللفظ عند الناس. وارد إنه [الألشة] في التبديل بين الاستقلال و الاستئلال و درجتين العامية بدرجتين الوعي و الثقافة و التحقق و المستوى الاجتماعي و التعليمي..الألش تعمية، بتكتسب وجوب الحقيقة الاجتماعية بالتكرار. هنا يوصل الموضوع لمنتهى فراغه..المعاني الاصطلاحية اللي هي عربيّة مركونة من التمانينات قُصاد بيتكم لحد ما بقت جُزء من بيتكم و إزالتها يُعد تعدّي على بيتكم، رغم إن ركنها لتلاتين سنة هو التعدّي الحقيقي على بيتكم. المعاني الاصطلاحيّة تلفزيون من التلفزيونات الكتير اللي مالية محلّ تصليح التلفزيون و الدش و الريموت كنترول اللي بتسأل إمتى هتتصلّح أو هل هي اتصلّحت ولا صحابها نسيوها ولا القِدَم و الغُبار مُكوّن محوري في أدبيات فتح و تأجير و الاسترزاق من محلّات تصليح التلفزيونات. المعاني الاصطلاحيّة برواز في بيتكم تنظيفه خرق لقانون الطبيعة و جماله بيتشكّل من وساخته [تشبيه غير موفّق له آثار مدح للمعنى الاصطلاحي، يُرجى الاكتفا بأول تشبيهين]. 

-شعور عميق بالنقص و الإعجاب من المُنتسبين للممارسة المُلحقة بالفن اللي بتاخد التسمية دي بالممارسة الشائعة، و اتخاذهم كمثل أعلى بنلاعبه و نداعبه عبر ورقة التهديد بنفيُه. الدليل ممكن مُلاحظته في تزايد [الإقبال] و [جمهرة] و[كثرنة]و[شعبنة] الحركة المُستقلّة دي. يُسرا الهواري ليها برنامج أسبوعي ناجح على نجوم إف إم. مسار إجباري بيعملوا حفلات ناجحة و فيديو كليبات ناجحة. شارموفرز ناجحين..وسط البلد غنّوا مع أصالة. الراب بيُستخدم في معاني[أخلاقية] و[ترويجيّة]. كوكا كولا بتعمل برنامج ناجح جماهيريًّا بقاله كام موسم مبني بسّ على المزج بين[الشعبي] بأوسع معانيه و بين[المُختلف-المستقل]البديل في أكتر معانيه عمومًا و التباسًا. خالد الحجر عمل مُسلسلين و ملاهم بشباب ممثلين من اللي بيتم [جَغرَفَتِهم] على أنهم [من وسط البلد]. في الشعر عندك هشام الجخ، في السينما إبراهيم البطوط و أحمد عبد الله أفلامهم بتتعرض على روتانا عادي. ف التشكيل ماشُفناش حدّ لإنه_و دا غريب و عميق الدلالة_ما شوفناش اهتمام حقيقي من الطرفين بيه و بالتالي مفيش تجارب [مشهورة].

-التباس المعاني غصب عن الإنسان، مهما بلغت حياديّته و موضوعيّته و تجرّده طول الوقت لسبب مفهوم هو التباس المفهوم، و التباس الحركة..اللي هي مُلتبسة، و جاية من مفاهيم مُلتبسة عن الثقافة و التحرر و الحداثة [ التباس دالّ على ضحالة المجموعة المُنتسبة لنوع الثقافة دا هو الخلط المُخجل بين الحداثة و بعد الحداثة، خلط من نوعية دا فشيخ و اللي بعده بالتأكيد أفشخ!]. التباس مؤسس_لا شعوريًّا_على تثبيت عند المرحلة الشرجية [بالمفهوم الفرويدي]، و على وعي عميق سهل نرفزته، و مداعبته، و تهديده هو الآخر، بانعدام الشخصية. 

الأحد، 5 يونيو 2016

صور-محاولة فالخسارة

تشكك

العمليّة، أي عمليّة، خصوصًا اللي بيعتقد ممارسوها إنهم ممارسوها، و اللي كُل الظواهر تؤكد على صواب اعتقادهم، بتتكوّن من مجموعة من الوحدات. كُل وحدة كبيرة مُشاركة هيّ أصلًا مجموعة متتابعة من الوحدات، الوحدات المُشاركة، المُنغمسة اللي بتشارك في العملية باعتقاد الصواب مش بأهمية الوحدات المتتابعة داخل الوحدة الواحدة. الوحدة الواحدة الكبيرة المكوّنة من تتابعات، بيخفّ مستوى التأكّد في كل حلقة منها، و تحاول كُل حلقة تتوسّع و تحكم سيطرة على الأكبر منها، الغير مُسلّم بالإحكام عليه..في الحياة اليوميّة الممارسة دي بتتسمى تواضع، و مش فعّالة لإنها كدبة، لإنها من إنتاج أوسع حلقات الصواب..اللي ما بقتش فعلًا مهتمة بطرح الخطأ و تجاهلته. الاحتقار، كشكل مرضي من لعبة الطوبة-في-الماء دي، من توسّع دايرة الصواب للانهاية بآلية واضحة و سهلة و مفهومة للجميع. التهام دوائر و حلقات الصوابات الأصغر. الأخطاء الأكبر. تعميم الصواب احتلال. التعميم احتلال، ضروري أحيانًا. لكن، من وقت لآخر لازم تعميم الخطأ، مش من حيث القدرة، لإنه ساعتها هيبقى لغو عن الحُريّة..لأ.

....

السلامة

الوصول للأمور من أقرب  الطرق توفير للوقت، و المجهود، و توفير، من ضمن الأمور اللي بيوفرها، بيقللها، و دا سوء استخدام شعبي ل"التوفّر" ككلمة، أو أسوأ..سوء استخدام ليه كمفهوم. لإن الوفرة من الكتير، فالتوفير هو المحافظة ع الكثرة، للاحتياط ممكن، لأغراض ربحية أخرى. لكن عمومًا للكثرة. و لإنه كثرة؛ فتوفير وقت لا نهائي محض هَبَل، الوقت لا يمكن الانتقاص منه أو تقسيمه أو تدبيره. المجهود محدود تمامًا تحت أي بند، محدود تحت لا نهائية الوقت، و ف جميع الأحوال فالتفكير نفعيًّا، بوضوح هو مطلب رثّ، مش من رأيي الشخصي..من رأي الوقت، و المجهود.


.....

الأحداث أ

الإنسان، كل إنسان بيقيس حياته، مدى جودتها، مدى حيويّتها بكثافة الحدوث فيها. الحدوث مُفيد، التغيّر-الزمن-التحوّل سَلِس و مُهين للقليل من الأشخاص المش مشغولين بالأحداث. حياة الغالب مُعتمدة على أيام محدودة من الحياة. الحياة تُختَصر في سيرة ذاتية من الأحداث. الحَدَث، بطبيعته، مُختلف عن الفعل. الحدث مرتبط بالتمام، بالخلاص و الإنجاز. بيجتاز الغالب الأيام وصولًا لليوم، اليوم، اللي بطبيعته، عنده، مالوش أي قيمة، معنى، حضور في حد ذاته. اليوم..الساعات و الدقايق و الثواني..في حد ذاتها، فراغ مُتراص بالتساوي جنب بعضه، و في التفكير النفعي، دا محض حدوث هو الآخر. من حق الزمن يتحقق بالطريقة اللي شايفها مناسبة ليه مادام مش مُضرّة. الإنسان اللي مُخّه اتربط بالأحداث..حتى لو رفضها، بتبقى مُشكلته مش جذرية. مُشكلته في إحلال نوع آخر من الأحداث. و الأحداث_مع الأسف_فقاقيع. فراقيع، مع الأسف، بتفرقع و تروح، لمّا الزمن، مع الأسف، يتحقق بالطريقة اللي بيشوفها مُلائمة ليه..الاستمرار و التراص بمُنتهى الموضوعية، و منتهى الأسف. 

.....

يوميّ أ

أيّ شيء ممكن يطرح مُشكلة. أيّ مشكلة عندها القُدرة و الحرية و الحق إنها تكبر و تاخد مساحتها. المشكلة، عشان تبقى مشكلة لازم أطراف، غير متفقة تمامًا..أطراف عندها القُدرة على الحسم بس باختلاف الاتجاهات. المشكلة هنا مش تكوين المُشكلة. المُشكلة هنا..هو إنه لو ما توفّرتش الأطراف، و ما توفّرش الحسم..بيظهر كيان تاني، الأزمة. الأزمة عمل فرد واحد. و الأزمة عمل غير قابل للحسم. عدم القدرة على الحسم ما بتكونش نتاج خلل قد مُراعاة منهجية لحسم كُل رأي في ذاته. لإنه..زي ما هو معروف..كُل مقولة، مهما كانت مرتبكة و متشككة في موضوعها، فتحققها، حصولها و ظهورها و قولها..هو حسم، هو تورّط. الأزمة أطرافها الشخص الواحد و الأقوال المحسومة. التوتّر، الناجم عن اللاحسم، لإنه الطبيعة، القابلة للتطوّر، ميّالة للحسم، للنقل، التوتّر بيشظّي، بيشظّي المقولات. بيدكّها و يبقى على الأطلال. الغموض اسمه، اللي بيتشاف ولا يتلاحظ أو يتوه منّك. و التوهان ضرورة لإنه لا يمكن أن يخدم أحدكم سيدين، لا يمكنك أن تخدم الحقيقة و الحسم. 

.......

ليجو

مجموعة من تعليمات الاستخدام :

-مش بالضرورة تبني شيء واحد .
-مش بالضرورة تبني شيء واحد بكُل القطع.
-مش بالضرورة تقسّم القطع بحيث تكرر بناء نفس الشيء.
-مش بالضرورة تبني أشياء مختلفة كُل مرة.
-مش بالضرورة تستخدم كل القطع.
-الليجو فكرة واحدة، الأشكال المبنية  فيه لا تعبّر عن أي إضافة للفكرة الواحدة.
-القطعة المكسورة مش بالضرورة يُستغنى عنها.
-مش بالضرورة تبني شيء للآخر.
-مش بالضرورة يكون الشيء المبني مفهوم للآخرين أو معروف.
-مش بالضرورة تكتفي بمجموعتك من القطع.
-مش بالضرورة تحتاج غير مجموعتك من القطع.
-مش بالضرورة تعامل الليجو كلعبة.
-مش بالضرورة تعطيه أكتر من مساحته.
-مش بالضرورة تستخدم القطع للبناء.
-مش بالضرورة تحتفظ باللعبة.
-مش بالضرورة تتخلى عنها.
-مش بالضرورة البِنا هيبسطك.
-مش بالضرورة العكس.
-مش بالضرورة الهدم و التكسير هيزعجك.
-مش بالضرورة العكس.
-مش بالضرورة تهدم الي بنيته.
-مش بالضرورة تبني من جديد.
-مش بالضرورة تحتفظ باللعبة.
-مش بالضرورة تحتفظ باللعبة.
-مش بالضرورة تحتفظ باللعبة.
-مش بالضرورة تحتفظ باللعبة.

....

التسمية


معظم الكُتب الأمريكية، المهمة أو المش مهمة، اللي موضوعاتها علمية أو ذاتية أو سخيفة تمامًا..محمومة بالطريقة، بطريقة الكتابة، مش الأسلوب..الستامبا، الصبّة، الخلطة. معظم الكتب الأمريكاني..و الكتب الأمريكاني هي طريقة مش جنسية الكتّاب..لازم تبدأ بسرد قصة سمجة [ذات دلالة] من الطفولة أو من الماضي أو من الأثر الشعبي. التصرّف دا في حد ذاته مُزعج..على طريقة الستاند أب كوميديانز، بيفترض فيك أولًا إنك صغيّر، وعيك محدود، طول الوقت يا قارئ. أو في أفضل الأحوال ف دا من بواقي جلسات الجدات مع أحفادهن عشان تعلمهم خُلاصة حكمة الدهر. حديث الحكمة هو لُبّ الكتابة الأمريكاني.  حديث وصي و مُعلِّم و سمج، أسماء برّاقة و لمّاعة تنفع لماركة، لو اتحوّلت الأخلاق و الفلسفات و المذاهب العلميّة لإنتاج رايج، و دا بيحصل. التسمية..وسؤال البيضة و الفرخة المقترن بتاريخها الفنّي لازم ينتصر في يوم ما للبيضة-النصّ. النصّ بيضة لإنه سكوني. و الفرخة تسمية لإنها مُزعجة. 


....

يوميّ ك


تمنّع الحقيقة الدائم قِلّة تطوّر في بناء الذاكرة؟ خيانة اللغة و المرأة و الظرف الطبيعي؟ الخيانة الموضوعيّة أقصد. تمنُّع الحقيقة حَرَج دائم و ضيق و عَجَلة؟ الحقيقة لاجنائيّة عشان تُنثَر في شذرات، أو الحقيقة ممكن تكون جنائيّة و التفكير فيها جنائيًّا خلل في المنهج. خلل في المنهج التهم الحقيقة و حوّلها لجنائية فَطَاعِت؟ حتى الآن السؤال ليس عمَلًا حاذقًا للغاية. السؤال مُجرّد مُحافظة على السحب الذكي للبُساط من تحت الحَسم كخيار تطوّري. السؤال تهديد داخلي دائم للتطوّر و آلياته بتقاومه الطبيعة آنيًّا بما يواتيها من عُهر و إصرار ع التشكُّل و النهائيّة. السؤال عمل الرياضيّ في مواجهة الحيويّ. [جانبيّ: تفشّت التنوينات و النسبة و حتى الآن لا يُمكن السيطرة عليها]. [كولاج: أكثر المُحاولات استسلامًا]. [مشروع: تمرين هوسرلي على التحليل-اليوم كضحيّة لي]. [الذاكرة للآدميّ و ترهّله و حَيَدَانه].[المتى-المتويّة].

....



إنهاك 

الشعور بالإنهاك شعور فيزيقي، الطاقة حُوِّلَت لصورة أخرى. دا الإنسان من وجهة نظر المعادلات الفيزيقية. تعبير[وجهة النظر] مع الأسف تعبير سيء السُمعة و بيُستخدم بطريقة استراتيجيّة من أي خصم لأي فكرة..لحد ما يتسرّب للمُتلقّي و يحوّله من صائغ للحقيقة لمُجرّد شاكّ. الحقيقة هي مُستويات من التحليل. [مستويات]تعبير آخر استراتيجي، بيأسس في حُسن نيّته لعلوّ و دنوّ و مراحل أرقى و أخرى أخسّ من الحقيقة و التفكير فيها. انتشار المنطق في كُل حاجة مُنتَجة إنسانيا تم التأكيد عليه و على معانيه الرئيسية زي إنه هوّ طريقة عمل مُخ>>إدراك الكائن. فما بقيناش مُضطرين عند كُل بداية نرجع نؤكّد إننا فاهمين دا و بنتحرّك من خلاله، لكن [هنا-ف البداية-دي] بنتكلّم عن خاصّة و أسلوب و شكل من النتايج في ذاتها، بعد المنشأ بفترة طويلة. جايين عن الإنهاك و بالتالي مش لازم نُنهَك في نقاشات و تفريعات جانبيّة كتيرة. في الإنسان؛ فالطاقة المُفرزة_بصورة فيزيقيّة_مُشكلتها_اللي عندها بتبدأ الفلسفة و علم النفس_إنها ما بتسلكش السلوك نفسه. أقصد إنه اكتساب طاقة يقتضي تفريغها و دا فيزيا لكن [الشكل المُمارَس-الظاهر]لتفريغها هوّ منشأ الارتباك و السؤال الموازي. ماذا بعد؟ استجابات قصيرة و استجابات طويلة. و استجابات طويلة كحاصل للاستجابات القصيرة. التفسير بما فيه من نزول أو صعود أو إخلال عام بالثبوت و إخلال بالمستوى الحالي بيفرض نفسه على السببيّة [ لسوء الحظ و الاستخدام]. طيّب..لابد أن يكون السؤال أو التساؤل عن الإنهاك ف حد ذاته غلط، لإنه الإنهاك كلمة واحدة بتوصف التحوّل من حالة لحالة في فضاء زمني و علامات ع التحوّل. الإنهاك السؤال عنه خطأ_هنا_لإنه فيزيقي، و مُحاولة التفسير بيه، أو التفسير لُه_هنا_ خطأ لغوي شائع و خطر جاثم ع الكتابة .

...

آخر

إحنا معجونين بجنس. الجنسي طافح من و على الآدمي. للدقّة ع الحيوي..بس الإنساني خصوصًا. كُل تعامل واحتكاك و مساس للآخر وراه قضيب، آي آخر..وراه قضيب. الوحدة فُقدان ف القضيب..مش للقضيب، ف القضيب. ف القضيبيّة. ف الخاصيّة القضيبية الآدمية عند الجميع. الكُل عاوز قضيب..في احتياج لقضيب..لإظهار مركزية القضيب ف العالم. 


....


شيء لنحكي عنه

حكاية التاريخ حكاية ميؤوس منها-ملهاش مُستقبل. طبعًا خراب مُستقبلها و خراب حاضرها و ماضيها ما يمنعش إنها هتكون موجودة [مُستقبليًّا]. الحضور الفارغ اللي بنتكلم عليه طول الوقت من غير ما نكون صارمين ف التفكير ووصف الحضور المَليان. الحضور المَليان دا عند التُجّار و المُثمنين، حضور ثقيل، ثقيل الظلّ..حُضور متأكِّد آخرون إنه فارغ و خَرِب تمامًا. كانت_أعتقد إنها مازالت لكن ضعفت_عندي مهارة قويّة في كَشف المجازات و إخراجها لحقل الحقيقة. قوة مجازاتي انخفضت مع انشغالي بهموم أكثر واقعيّة. المهم كنت شايف إنه أقوى مجاز يشرح رؤيتي لخراب حكاية التاريخ و كونها حكاية دائرة هي حركة الزمبلك-الزنبرك. وجودها/تحرّكها/امتلائها بيقتضي الشخص/الكاتب/الفاعل وجودًا ماديًّا مُتحققًا بكثافة في الحكاية. كُل ما كبر دور الراوي خسّت الحكاية و تدنّت. الولّاعة مثلًا..تاريخها كولاعة، و تاريخها كولاعتي محدود للغاية، و لو ضفنا ليهما حكاية كُل ولاعة لوحدها ستفضل حكاية خاصة بالولاعات. مش حكاية الولاعات. الحضور السِمِج للآدمي الطافح ع الولاعة أو السيجارة أو الطفاية أو الدخان أو الكلام أو الموت كان لازم يكون له نتيجة. بطلنا نستخدم [رد  فعل] لإنه تعبير مُخِلّ و بيفترض الآخر و بيخرّب الفِعل. افتراض الآخر ضروري لا شك..لكن الحضور المريب للآخر و الأنا فوق الأشياء عنوة أظهر الكارثة-المُجتمع. أظهر الكارثة-الحضارة. أظهر الكارثة-الإدراك. الكارثة كلمة مشحونة بالدراما. شُحنتها الدرامية أضخم من حجمها و شكلها و استخدماتها الطابعيّة. التفكير بالشكل دا عموما مش طامح إطلاقًا لحلول. النوع دا من التفكير هو [عِلم الفنّي]، اللي [حّله] إسقاطه.

....

يوميّ ح


...

أحمد الألفين و ستاشر


التفكير في الإنسان بصورة رياضية أكتر تمرين صعب. آسف..الجُملة فيها تورية مش مقصودة. أقصد الرياضة العقلية يعني..الماتماتيك. تصوّر الإنسان عَبر النَقل بالمُتجهات و الحَرَكات و التكّات. كُل جسيم مشحون أو غير مشحون فيك بيتحرّك في كُل قطعة تؤول للصفر في الزمن. الزمن و الحركة مُشكلتهم القديمة هما إنهم متناهي الصغر و متناهي الضخامة في نفس دين اللحظة. الزمن بيؤول للانهاية و بيؤول للصفر و حركتك كذلك. من النتايج الظريفة إنه إنت عُمرك ما بتموت تمَامًا. عُمر اللحظة اللي أماتتك فعلًا بتيجي رياضيًا، لإنها بتؤول للصفر، و عمر اللحظة اللي بتعمله ما بتيجي نهائيًا. في الواقع لم تئت و  رغم ذلك لن تنصرف. [ يُرجى مُلاحظة الشاعرية الفجّة في اجتزاء العِلمي، الصورة لها شبقها]. 

تدريبات

كلمة من الكيان السابق لاسم التدوينة كان [تدريب]و[يومي]، و هما في الواقع كلمتان متخلفتان، عن التدوينة نفسها، اللي تكوينها نفسه عبارة عن قَطيع كُل فيه بيغني على ليلاه. تقدر تقول إنه قطيع التدوينة بيجاهد عشان يتزامن في اللاتزامن، بتتحيّن كُل فكرة فيه الخبطة المناسبة في الزمن اللي ينعدم فيه وجود أي آخر، من قطيعها، بيفعَل، لتفعل. التدريب يناسب أنشطة أكثر عضوية من الكتابة. و التمرين، و اليوميّ، في قتلهم ليه و سرقة معانيه أكثر عضوية من اليوميّ-فعلًا. التدريب تتعلق بيه الرشاقة و المرونة و القوّة و التماسك، بنيويًا، عمومًا، كَحِرَفي، مُستمرّ يعني، مقصود. من زمن طويل كُنت التزمت، بالمُتَرهِّل، و الخاوي، و الهشّ. 

.

هل التفكير ثنائي الأبعاد زي ماهو فعًلا و لا ممكن و قابل لتطوّر في أبعاده من التلاتة لأكتر؟ أقصد مش في القدرة على التفهّم. هوّ نفسه..إمتى التفكير هيفكّر بصورة مش تناظرية ؟

الوهم ؟

عادة ما باحبّش وصف ممارسات بشرية بإنها واهمة، أو خاطئة، كمعيار لضرورة تنحيتها..لإنه حياة مؤسسة على الصواب هي حيويّة خالية من التعبير، خالية من الإدراك و الوعي، و لإنه صواب المقدمات لا يعني مُلائمة النتيجة. كمان عشان الأصداء الأخلاقية في مفاهيم الإيهام و الخطأ، و الدينية، و الاستعلائيّة.

من بين الممارسات، فيه وحيدة يبدو كأن وصف الإيهام و الخطأ اتعملوا_قصديًّا_عشانها، الحنين أقصد. مفيش أي شيء ممكن وصفه بالواهم قدّ الحنين. الحنين هنا شيء مختلف عن الأمراض النفسعقلية المتقدمة الناتئة عن الذاكرة، و مختلفة أيضًا عن التحليل النفسي لأي فعل، و مختلفة عن (التاريخ) اللي ممكن توحي بيه. استيراد الماضي، في عمومه، دون أي قيمة معرفية؟ ليه؟ و ليه مش استنكار التذكّر، ليه استنكارًا لغيّته، إيه المعرفة، القلق، الخلخلة اللي بيحدثها الماضي في الحضور_ودا التأثير الأكتر مناسبة و ملائمة_عشان يتمّ الرجوع ليه بالكيفيّة الوسخة دي؟ إزاي و إمتى تحوّل الماضي من الإقرار بانبهات الحاضر و تنبّه للزوال الدائم للحضور لتثبيت و تدليل على بديهيّة الحضور؟ دا سؤال معنديش له إجابة أو حتى مشروع الإجابة. لكن الغالب؛ إنه لوهلة قرر إنسان إنه إخفاء الحقيقة أكثر نفعًا و موائمة، و للأسف، كان معاه [حق]..

السبت، 4 يونيو 2016

أفكار مُتعلّقة بالكتابة

ف الكام تدوينة السابقين..كان فيه مجموعة من التعميمات و التفاصيل، بخصوص أشياء، محدودة، من ضمنها تعليقات جانبية بخصوص الكتابة..يعني باعتبارها عمل. في خلال التدوينات السابقة فيه تغيّر في الأسلوب، ما اقدرش أسمّيه تطوّر، لإنه وصفه بإنّه تطوّر لازم له (خارجي)(أكثرنفعًا)(أكثر ملائمة)(للبيئة). التدوينة دي _بطبعها_مش مهتمة برأي الغير، أو، بتستبقه، أو، بتتجاهله..هي ليها طابع أقل عُمقا لكنه ملائم و مناسب لكونها(تدوينة)،(حفريّة) غرضها التسجيل و التدوين البحت..دا نوع من الكتابة، المُغرِضة، أي، صاحبة الأغراض، مِش مُخلِص للكتابة، مش مهتم بتسجيل عبر الكتابة، حصرًا. لكن..مهتم بالتسجيل، حصرًا عبر كتابة أو غيرها من الوسائط. التفكير في الكتابة، كناقل، كحامل، التفكير فيها، في غيرها من الوسائط على إنها وسائط مش مهمة المُبدع..ولو بقت بينتسب لجماعة ملفوظة من قِبَل الوسيط و تاريخه الشخصي، و من قِبَل العِلم..لو صدقنا إنه التفكير في الوسائط كوسائط من عمل العِلم. 

في مرحلة، كُنت (باستخدم)الكتابة، يمكن فُرصتي في إدراكي لإني باستخدم الكتابة، كوسيط، مرحلي، نقّال كانت عامل جيّد للانتقال من المقاربة السابقة للكتابة لمقاربة أخرى. التدوينة_دي_كتسجيل_هدفها_البَدئي_وضع حدّ فاصل. بين مقاربتين، واحدة اتعرضِت..الأخرى سياقيّة. في مُراجعة سريعة لكشاكيل اليوميّات تقدر تتأكّد من دا. التدوينة_كحد فاصل_لازم تضطرب بين أسلوبين و تتردد. بما إنها تدوينيّة و بما إنها بتناقش. قبل؛ كنت مفروض ع الكتابة، ماديّا، بحكم الظروف. الاضطرار مش خلّاق زي ما بيُشاع. التخلّص، مفهوم كارثي، كان، و مازال، عند أي ممارسة أو مزاولة، كارثي، يُذهِب ريحكم. مش لازم يتفهم أبدًا إنه (عدم التأثُّر) هو البديل، هو النقيض آه، لكن مش البديل.هو حقيقة، فاعلة و مؤثرة "التأثر". لكن الانسحاب من الشروط مش مُطلق، الانسحاب من الشروط مشروط بشروط جديدة، خاصّة، ملائمة للوسط الجديد. الكتابة بالواقع، بنسخ شروط الواقع، في صورة يوميات، روايات، وقائع و قصص حدثت بالفعل هي واقع مش كتابة، حتّى لو حازت نوبل و بوليتزر، تظل مش كتابة، لإنه نوبل و بوليتزر واقع، بشروطه. التدوين له شروطه، له حريته، له مشروعه القابل للتطور للانهاية جوا مشروعه و مساحته. وهو، نوع، و الكتابة الأخرى، مشروع له شروطه و حريته، اللي بالرغم من إنها أوسع و أكثر ليونة لكن أكثر صرامة و تجهم. 

الكتابة، اللغة المُصوّرة، عمومًا، كنشاط إنساني، آداتي، قابل للتطوّر و التغيّر_بمراعاة إنه مش كل تغيّر ملائمة_بيسمح بالتجدد، بسمح بتفكيك أدوات قديمة و استحضار أدوات جديدة، مادامت الكتابة تسجيل. مادامت أداة..الفنّ كانبثاق جانبي ضروري طول الوقت، بيفترض فن لكل مرحلة من الأداة. التدوين فنّ الكتابة في عصر النت، الرواية تناسب الآلة الكاتبة، الشعريّ، مش الشعر بالضرورة، ورق و قلم.


الجمعة، 3 يونيو 2016

أفكار مائعة بخصوص الحُب

معنديش فكرة إن كان كل إنسان بيفهم التدوين كَوِحدات-كَجلَسات- كَكَبسولات سريعة المفعول و قصيرة المدى ولا لأ، كُل إنسان مُدوّن يعني. كُل إنسان مُدوّن أهم و أوسع و أكبر بكتير من كُل إنسان عنده مُدوّنة. في تجربتي في الكتابة، الكتابة كتدوين، كتعليق، كَعَرَض كانت دايمًا مُرتبطة_بشكل مُتعارف عليه داخلي_بشكل الكبسولة، كتابة الاستعمال لمرة واحدة، كتابة على ورق حمّام، التشبيه هنا مش إهانة للكتابة قد ما هي إهانة للكاتب. معروف إنه ورق الحمام أهم للنضافة العامة. لكن الكتابة من قناعة عَمَليّة زي دي ما بيحافظش ع الحد الأدنى م الإهانة اللي مُفترَض مبدئيا قبل عقد النية. الكُتاب بالشكل دا_عشان يكتبوا بالشكل دا_لازم يكونوا جايين من الإلهام و أوهامه و لحظيّته و اقتناصها و الكلام، كلام مُفيد لكتابة مُراهقة مش مسؤولة عن نفسها ولو في السبعين بعد المائة . فيه كُتّاب مُنحلين الخُلُق بيخلّوا المؤثرات فيهم و تنتجهم، مُنحلين هنا مش وصف أخلاقي، دا وصف للفِعل، هُما بينحلّوا في النواتج، هما، بيختفي مع النواتج تحت وطأة المؤثرات و الخط الزمني. مش لازم يتفهم إنه الكتابة ممكن تكون خالية من المؤثرات، الانغماس مُقتضى غصب، لكن الاستسلام و الاستسهال؟ مش كدا. مش لازم الإنسان يقول أكتر من اللازم و يبقى أفضل لو قال أقلّ. أحيانًا لازم الإنسان يقول أكتر تمامًا من اللازم. القطيعة المعرفية مع كُل لحظة من الماضي بتبقى مطلوبة أوقات، مُتطلَبة، زي الانغماس تمامًا في الماضي أو القادم في حالات أُخرى. الخيانة دايمة للحاضر. رغم التخلّي عن الحكمة و لاجدواها من زمن فجدير التذكير إن الإنسان هو المخلوق الوحيد اللي بيتقال عليه"الوحيد"، بدون أي قدر من التحفظ، ما بيتحفّظش الإنسان لإنه حفظ النسل مُرتبط بالتهوّر و البجاحة، في مقابل التحفّظ و الحذر. الطبيعة بتلفظ فقهائها أوّل ما بتلفظ، بتهمّشهم و تهشمهم لحد ما تتضاعف كميات الجثث و تكوّن نقابة. وتكون انتفاضة الجثث على الحيوي و الانتفاضة حيوي و تنتصر الطبيعة بخبث مرة كمان. مستحيل طبعًا الواحد يورد رأيه الكامل في الطبيعة، التخلّص من الإخبار و الإحكام و الأحكام و الوصل والإبدال و التحسين و التحبيذ و الجر و الحذف و التوضيح رأي كامل تمامًا، لما الواحد يتخلّص من اللغة يقدر يبقى عنده بمنتهى السلام و السلامة و الصواب رأي كامل و موقف كامل تجاه الطبيعة، حتى هذا الوقت فإحنا عايشين ع الأبروش اللي هيّ حذر. إحنا، الحاملين، المُجانبين للمُمارسة، المُعتزِلَة، الخوارج، الرافضة الباطنيّة الغنوصيين الأتقياء. ننغمس في المادّة كلما زاد انحرافنا. لا ننغمس في الماديّ.

أنا جَاي عن حُب، جاي عن الحُب..جاي لإنه طول مُدة الحُب، التسمية على نوع المشاعر اللي بيحوي مجموعة خصايص مُعيّنة بتتراوح بقت مُريبة، و مُشككة في قناعات حقائق التاريخ، عِلمه. خلينا مُتفقين إنه الحُب، كتعبير، كظهور للشعور، للاحتياج، زي ما متفقين تمامًا في عِلم النفس، و عِلم التاريخ الجدلي لم يكن طول الوقت على هذه الصيغة، لإنه المساحة الناتئة للاختيار هي مساحة [اجتماعية] الصُنع، مساحة الاستقرار و اللعب الحُر. إنك تشوف إنه الرعاع و الرعاة و المُشردين أكثر حُرية من سواهم دا أمريكي جدًا، لإنه الرعاع و المشردين كانوا قبل، و الاستقرار بعد..في المكان..فيه استقرار جوّاني مُنتمي للوضع مش للأفضلية، اللي آثروا التنقّل.. الرعاع المَحضة. الرِعاع المحضة، الغجر، المُتعلّقون بمجهول خارجهم حقيقي دائمًا وحشيون، جنسانيون و بربريون..معرفتهم بالطبيعة، تسمحلهم يكونوا هوامشها و صعاليكها و متصوفينها و عُشاقها و روّادها. العربي جنسي ما دام مُغتال بالصحرا و معتلّ بالديابة و مُفترَس. لازم يهاجم الأثداء بأنيابه. إكساب القيمة الجنسيّة للمرأة، اللي كانت المجاز الدائم عن الناقة و الراحلة و الحمولة، بدأ في وحدات، بدأ في الضَرع و الإدرار. الطبيعة بتنتج نفسها و بتكشفها تدريجيًا للأبد. الصوفي بيُسقِط المجاز/الحقيقة/المرأة على انتماؤه لكيان أكبر، لرفض أكبر و أعم من الاستقرار، رفض فكري، من وجهة نظره. شخصيّا بافضّل رفض الاستقرار الجسدي و الإيغال في المرأة، رغم انعدام الممارسة، جماليًا يعني بافضّل. كُنّا اتفقنا عند مرحلة إنه التمثيل خيانة و اتفقنا بنفس القدر إنه الخيانة حتم. و الحذر و طرح الحلول مش العَمد. دايمًا حافظ الإنسان على بدايل و هوامش جنب المرأة، كاختيار تطوّري لبقاء الجنس، هوامش لتثبيت أصل العلاقة التاريخي، قبل المرأة يعني، البدايل دي سمّاها انحرافات، إنسان الاستقرار..يعني؛ الأطفال، الحيوانات، المثلية، المثلية في المرأة مُعبّرة عن إن المرأة مش الأصل، التاريخي، البيولوجي يعني..لهواة الحُريات.اللغة و النحو للتبسيط  وأدت عَيانات كتير. بالحديث عن الهوامش؛ ليه ما يكونش الحُبّ من نوع التيمات الأساسيّة في التثبيت، في المواجهة، الوجود في مواجهة الزمان، الطبيعة، الأبديّة..الفكرة شيّقة جدًا زي إنه الفن من التيمات الأساسيّة. الحُب ليه خصايص و طِباع، و فهمها أو فهمه مش هيعني التخلّي عنه أو التخلّص منه، في حالة إنه كان من التيمات و التكتيكات الرئيسية في المواجهة. الحُب اللي هنا مُختلف عن حُب الشوارع، حُب الشوارع مواجهة و ظاهرة اجتماعية يعمل فيها مِعول التاريخ الاجتماعي. الحُب هنا، كتخلّص من الزمن العادي، أو كمواكبة للطبيعة، أو تضحيّة بتلات أبعاد مُقابل رابع؟ كتثبيت في الزمانيّة و محاولة  فاشلة بإيعاز من اللغة للتخلص من الحيويّة و التحدد. معاول التحليل تشتغل في كل حاجة ما عدا الفِردة، الوِحدة. نقدر نتناقش في تاريخيّة اختياراتي لكن من المنظور دا عن التاريخيّة مُستحيل نعيد إنتاج الحوار ذاتيا، مُستحيل نمسك تحددي و مساحتي و نُطلقها. أنا مثلًا؛ ما باقولش، بعد البلوغ، إني مِش عُرضى للحُب، لكن أنا مش مُعرّض للحب. أنا مُنتجه، فاعله، فقط. في مُتجه لانهائي. أنا بافضّل، فيما يخصني من التيمة الأساسية دي تسمية"التعلّق". أنا مُتعلّق بمجهول..دا مُفيد_رغم إنه مش الواعز_و يخلّيني في تحددي الحيوي خالد التعلّق، مُستمرّ في المُتّجه، مُتجاوز، عابر، شفاف، راحل. مماسيّة الدائرة مش هتخليني أحتكّ بمحتوياتها تحت أي بند إلا في لحظات الوداع المُعلِّمة. الحقايق دي راسخة  في الجسم، في الجينات، لكن نيَلانها ما بيتأتّاش إلا بفشفشة وتفوير و دغدغة للجسم..و مفهوم، عشان الجسم ينتعش و يتذكّر حُرقته لازم يرتعش و يتصلب و يتعرّق و يدمّع و  يجف تمامًا. تشبيه الطبيعة بإنها لبوة مش جاية من فراغ، هيّ جايّة من الفراغ..المساحة اللانهائية، الفراغ نفسه مش صفته أو شكله. عشق المادي، الطبيعي للامتصاص مفهوم في إطار الملاحظة السابقة..الامتصاص انحراف، الانحراف جميل/ أو جمال، خام قبل الوصف، كشعور و دهشة قبل أول اغتيال للتأمّل بالكلمة. العبور من المعنى لإدراكه، فهمه من الداخل و حفظ تكوينه و التخلص منه، أو، للأمانة، المحاولة، بما إنه تيمة و آلية أساسية.

في مُحاولة للوصف، فالتعلّق هو محاولة للتثبّت من الحضور. التثبّت من الحُضور تجريبيًّا بمحاولة_دايمة الفشل_بإلغاؤه. الدخول في التعلّق بنيّة_بعزم_بيضمن إلغاؤه. التعلّق المُحرِّك، بيضمن فشل المحاولة و إنتاج جدل، إنتاج توتّر و اضطراب دايم بيتّسع أبدًا. كلها بتحتاج، صحيح..و التعلّق إنتاج دائم لحضور اللا-أنا بإسقاطه عبر عدسة مُجمّعة على آخر. في مرحلة، كُنت باشوف، إني فاشل في (الحُب)..لكن_الآن_أنا أكثر خبرة من الجميع بِهِ، لو صدّقنا على مقولة الفشل. الفشل في العلاقة، في الربط بين طرفين بنيّة التأبيد نجاح في التعلّق. الأمثلة كتير و إحنا بطّلنا إيرادها..لكنه وجود الله، وجود الكُلّي الخارجي مُجسّمًا يُنهي و يدمّر فناء الصوفيّ. فناء المُحب هو فناء فيزيائي مش مجازي. في المجاز بنفترض الفناء فقط، يعني كنهاية للسطر. الفناء فيزيائي..الفناء بيقتضي_طول الوقت_إنتاج للمادّة في صورة أخرى..صورة أخرى لازمة عنها، عن[طبيعة]المادّة. طبيعة المادّة هنا بتقتضي فناء-تعلّق دائم. أفشل القصص اللي بتنتهي بالجواز. في المُتّجَه..بتنضاف قيم جديدة و انحرافات داخل السهم يراها التفاضل و لا تراها العين المُجرَّدة. التعلّق..نفعيًّا التهام للآخر، تبديده، تدميره، إحلاله و إحضار الذات. التعلّق إنتاج لو اتأسس على رأسمال يتبدد..يتبدد هو، والمتعلّقين بيه. مُدهش الوصف. مُدهشة الحاجة البديهية للنقل و التكرار و فك تشفير معروف سابقًا. التعلّق معروف في ارتباط ظهوره ع الجسد بالقلق. التعلّق تهديد..للجميع. للمتُعَلِّق و المتُعَلَّق بِه. كان فيه حكاية..عن واحد قتلها لمّا لبّته. [حسن نيّة-زيادة و تعديل].


الخميس، 2 يونيو 2016

التعمية

كل شيء حاليًا يُمكن نَيله بالبلطجة. ما أقصدش إن صيرورة الإنسان ما كانتش تحوي البلطجة و كِبرت و تطورت و بقت بلطجيّة، لإنه معروف إن التطور آليته البلطجة بموضوعية، و الموضوعية لفظ لطيف بينصح بيه الأطباء عشان الأصداء المُقلقة ل"عشوائيّة". فيه سوء نية كتير في الحديث عن العشوائية، كمان فيه سوء فهم و سوء تقدير و سوء شرح و إغفال الآليات اللي بتعمل بيها العشوائية، اللي البلطجة أهمها و أكترها أصالة. من سوء النية أيضًا إضمار أي مشاعر_إيجابية أو سلبية_تجاه المُصطلحات، رغم الحقيقة الآسفة إنها المُصطلحات أصلًا بنت المشاعر و الاتجاهات، لكنه الانحراف/الاتجاه/الطفرة/الاختلاف بيفترض طول الوقت، غصب عنك و عن المنهج، وجود خط أصلي و لو مُفترض و بتنشئه إنت عنوةً. معروف أيضًا إن الحقائق كلها دائرية و إنه أعبط العِباد هم المُحذرين، المحذرين مُشكلتهم إنهم بيدركوا القانون الطبيعي و يتغافلوا، أو يغفلوا عن القانون الاجتماعي، اللي هوّ صدى مفهوم للقانون الطبيعي. المهم..حاليًا، في الأسواق البيضا و السودا، الشكل الممارس من البلطجة، و هو شكل قديم لكنه تبجّح و تطوّر بشكل صارم و منهجي. خطاب التعمية في كل شيء. السقوط في التحذير من التعمية مش الغرض لإنه تخطّينا التحذير، و اتفقنا على منهجية الانحراف الموازية. لازم ننحَرِف لشكل أدق و أكثر نُبلًا من البلطجة-التعمية. التعمية كممارسة للبلطجة متشافة في الشارع، ف الرأي السياسي، ف الإعلام، ف العلم، ف التثقّف، ف الاحتياجات، ف كل الممارسات اللي انبنت عليها تعمية أكبر اسمها الدولة، كبلطجة و انحراف عن الفرد المُطلق. دلوقتي الفرد المُطلق بيبلطج عبثًا و محاولة منه لاسترداد أراضيه، لاسترداد فرديته، و دا مُستحيل لإنه في كل مرة منه بيحاول يتفرّد بيرفُض بمنتهى البساطة، و المباشرة. الرفض في حد ذاته تحريف مش انحراف. مفيش وضع مكان الإحلال. البلطجة القادمة لازم تكون بلطجة وضع،سكون مش العكس. البلطجة القادمة هي بلطجة على الخط الزمني في حد ذاته، بلطجة ع القانون_فعلًا_بوضع اليد. كل اللي ظاهر دلوقتي هي بلطجة ظاهرة ع القانون، بلطجة ع اللي ظاهر من القانون، ما ينفعش. اللي بعده، الخطوة التالية.

صندوق الدُنيا

الحذر المنهجي في تعبيرات من فصيلة " من أغرب، من أغبى، من أفعل التفضيل.." عمومًا ربنا أكرمني و تخلصت منها أنا. الحذر لا يمنع قدر و لا يمنع حقائق حقيقية تمامًا زي إنه أغرب نوع من الظواهر هو قُدرة أي جماعة على أخد قرارات صارمة سليمة بنسبة مائة ف المائة تجاه أي انشقاق حتى و لو مُزيّف. عندك مثلًا الجماعة المؤمنة مُدركة تمامًا لإلحاد الجماعة المتصوّفة رغم إن الجماعة الأُخرى بتقول بمنتهى الإخلاص إنها مؤمنة أو يمكن أكتر إيمانًا من الجماعة المؤمنة الأصلية. الجماعة المؤمنة الأصليّة مُدركة لمدى تحفّظ و كلاسيكيّة البنية الأساسية في اعتقادها. الجماعة المُنشقة مُعتقدة واهمةً بتأثيرات شيطانيّة من ميول إنسانية جدا، طبيعية هي الأخرى في التحرر وحُسن نيّة موضوعي إن البنية الأساسية في الاعتقاد اللي بتعتقده الجماعة المؤمنة الأصلية قابلة للحركة و التمدد و التشكل. طبعًا دا خطأ فادح لإنه بما إنها بنية فإن أي نيّة لتشكيلها هتضر بعمارتها و بالتالي بحقيقتها. أي جماعة عمومًا بتقدر تبني أحكام (واقعيّة)سليمة للحفاظ على الجماعة باتبّاع الحِس الأصلي للبنية فقط لا غير. افتكرت دا لما كُنت باقدّم استعارة لأحد النقّاد آخد رأيه فيها. قال لي بفم مليان بالكلام و خالي من الأسنان إني لازم اشتغل عليها. ما فهمتش إزاي، الجماعة في الحالة دي مُدركة للبنية العُرضى للانتهاك، الشُغل. استعارة قصيرة ما تزيدش عن بضع كلمات إيه فايدتها لدور النشر؟ إيه فايدتها لعِلم تجارة الأدب؟ سألته أشتغل عليها إزاي. قال لي اصقلها و اتداعى، قلتله لو ع التداعى فالتداعي هو الأمر و إنه الاستعارة دي هيّ ما طلعت بيه من الدُنيا بعد التداعي. انقمص و اتخذ جانبًا و دخّن و أعاد الكرّة؛ إشتغل عليها. قعدت أسبوع و كام ساعة باحاول استمني و رُحت للناقد بِعَشَرتي و قال لي لسّه. ابتسمت. انقمص و زعّق و قال لأحدهم:خرّجه أو طلّعه مش فاكر. ابتسمت و توتّر. قعدت المرة دي أسابيع باحاول أدغدغ عِمارة الاستعارة لأجل عُلّيق النشر و بِنية الشُغل المُقدّسة. بعد جُهد طلعلها شُرّاعة و شُبّاك قال لي الناقد إنها ستُصَرصِر في البرد و ستكشف أكثر من اللازم إنها محتاجة شُغل أكتر و إدّاني معاد نهائي أسلّمه الاستعارة و إلا هو مضطر يتعامل مع غيري. حاولت مِرارا المرة دي لكنها انغلقت اكتر من اللازم و رجعت لمحلّها الأول. قلت إنه لو جاعت الحُرة لا تأكل بثدييها و اتخذت قراري و حبست الناقد في استعارتي لكن قبل الشُرّاعة و الشباك.

أفكار جانبية بخصوص السينما

ا

الكتابة عن السينما في مصر مريبة و ف أحسن الأحوال مُثيرة للسخرية أو الغثيان، يعني حسب سُرعة استجابتك العصبية لأي المؤثرين وتاريخك الصحي و العقلي، و مُراعاة الميول الدراميّة و التعبيرية و المجازية الواضحة في جُملة "مُثيرة للسخرية أو الغثيان". نهايته، فالكتابة عمومًا، و عن السينما خصوصًا، في مصر بعافية للغاية. طبعًا فيه أسباب تاريخيّة ممتدة من أوّل ظهور السينما في مصر، عناصر أصيلة في شكل السينما في مصر من وقت طلوعها. بما إن دا مش كتاب، بما إن دي تدوينة عارفة حجمها تمامًا و مكانها و ظروفها التاريخيّة فمش هتحاول_هحاول_تعطي أيّة أدلّة و نماذج تاريخيّة تؤكّد فحواها. ممكن يكون نقص المعلومات عامل من وجهة نظر فَيلق أو كتيبة من القُرّاء المُفترضين في إنّي أتَدَكتَر_من الدكتاتوريّة_و أرزَع_مش أزرع_وجهة نظري في قَلب أسفلت العاديّة ف التناول و المباشرة في العرض و الأسوأ من الكُل؛ التوقّع. احتمال مطروح يكون السبب أو الدافع أو المُحفّز للفِعل بالشكل دا هوّ إن الأدلّة و البراهين و الشواهد تناسب رسالة أو بحث أو مقال أو حتّى نقاش حاد مُفتعل لتثبيت مجموعة من الأفكار، مش عند بعض قد ما عند المُستمعين أو المتفرجين. الأكيد إنه كلما تعلّق الفن بالبحث، الجنائي بطبعه، كل ما قلّت جمالياته و زادت إيراداته. طبعًا "الإثارة-في-ذاتها" من حقها تندرس، و من حقها تتقدّر، و نسيب أصدقائنا المُحللين النفسيين يشيّئوا الأحداث و يدرسوا الإثارة على أبوها و على مهلهم. من حقّ عملهم النضج. من حقهم و من الواجب علينا نصدقهم لما يشيّئوا المُثير و يدرسوا خصايصه و يسيبوا أطروحات عن الأبنية الأساسية للمثير و خصايصه و كيفيّة عمله. لكن زي ما قلت دي تدوينة لا هي أبروتش و لا هيّ وِجهة. لازم الإنسان يبقى مُلمّ بكروكيّة اللي ناوي يعمله، اسكتشات و شخبطة مؤسسة مُفيدة. 

ح

تلات خطوط حاضرين في راسي عن التوقّع، ممكن الاستفادة منهم ضدّي بالمناسبة لو هتنتقد خيانتي لعهدي بمحو الأدلّة. الاستفادة من خِصالك، و هي متوقّعة، و دا دليل، و خيانتي خارجة عن قُدرتي لإنها خارجيّة و موضوعية في حين إن خيانتك مالهاش مُبرر  غير السوقيّة. خيانتي خارجة عن قُدرتي لإنك مُلتزم أبدًا بالتسلسل و التتابع و السهولة و الإسهال كعَرَض جانبي. خيانتي موضوعيّة و موضوعها سوقيّة أساليبَك. أوّل خط؛ ليه الحاء بعد الألف؟، الآن إنت بين تلات أوضاع مالهمش تالت، اتهامي بالفذلكة، أو اتهامي بالجهالة، أو اتهام نفسك بالسهو. فيه رابع أسوأ هو اتهامي بالمعنى، دا إهانة مُباشرة لشخصي و لفعلي ما اقبلهاش من جنابك. تاني خطّ؛ توقّعك التحليلي العُرفي إنه فقرة جديدة تحمل فكرة جديدة، و هو توقّع تكتيكي، استراتيجي بتكون مجهّز فيه مجموعة عشوائية جديدة من آليات الهجوم بترجّح انتصارها لكثرتها. دا توقّع ما اقدرش أجاريك في عواقبه أو مبادئه، لإنه إنت إنسان الإيرادات و التوقّعات و المُراهنات الأوّل. تالت خط؛ هي الخطوط و التيمات العامّة للسينما في مصر من ساعة ما بدأت. دي لحظة انتصار توقّعك التاني، هَلِّل لإنه انتصار جديد إنت مش محتاجه مُكرر انضاف لبطولات الخبرة و التجربة عند جنابك. تيمات السينما من وقت ما ظهرت في مصر، من وقت ما ظهرت السينما عمومًا، و الفكرة عامّة و تخصيصها جُبن منهجي منّي، و التيمات الأدبيّة تسرّبت لها، تيمات العُقدة و الحل و الحشو و الحزق. التيمات أنتجت تيمات ثابتة في الوصف الكسول أو المُتراخي أو الأبله في شَفّ اللقطة كلامًا. من وقت للتاني كان بيظهر أشخاص ثعابين مُنسلّين من جُعبة حواة المونتاج و المكساج و الصورة، و حواة الريفيو، حواة مَلو الزمن مش تفريغه أو تهشيمه أو تحجيمه، لكنه الضرورة ما تضمنتش انسلال كلاب التفريغ ع الورق، كلاب الدشت و علامات الترقيم، كلاب الساعة و المينا، كلاب الوصف و الاستعارات الرثّة، كلاب الدراسة و المتوقّع، كلاب العادة و العادي و أكلبهم كلب الاختلاف المُختلّ اللاهث الأجرب. أصلًا؛ تعبير الكتابة(عن)السينما تعبير سافِل و مُهين لكِلا العملين. فيه كتابة، و فيه سينما، و فيه وضوح و مُباشرة و تدرّج مكانه الأكاديميا. يا كلاب يا الأوفياء للمُسخة و النُسخة و النُزهة ساعتين بمبلغ زهيد، يا كلاب الفُرجة يا أوساخ، يا كلاب التعبير و الإنشا. يا كلاب الواقع و استهلاك مفاهيم زي الالتزام، يا كلاب الفهم يا سَفلَة، يا كلاب التفسير و التأويل و القصد و تسريح الفنّ ع الأرصفة. يا كلاب التعليقات و الإعجاب الخارجي و الليل الداخلي و القَطع بحُكم العادة فِ الحِرفة. يا مُنتظرين.

ل

من حق الكاتب، المُخرِج، الفنان من أي نوع عمومًا يقصُد. في الواقع من الواجب عليه إنه يُقصد. فيه كلب بيلمّح لتناقض. الواجب مفهوم طبعًا كالتزام و شفافية داخلية من الفنان تجاه صوره و مفاهيمه الصِرف. من حقّ المُتفرّج  يتلقى و يناقش و يطرح و لا يُمارس/ولا يمارس أفعال أخرى موسومة بالفنيّة كتعليق أو صدى أو أيض لما هضمه. الكتابة عن السينما هُنا من زمان و إلى الآن خارجيّة عن السينما، عن الفيلم. أسلَم طبعًا للمُبدع يتخلص من مصادره أوّل بأوّل و يمحو أدلّته و ينسى العَشَر تلاف بيت شِعر. لازم المُبدع يتخلص من عادته في أكل سناكس الإلهام. إحنا مِحتاجين نتخلّص من الأثار المُدمّرة للمُحاكاة، أو ع الأقل يكون عندنا القُدرة على تنحيّة فعلها مُدة الفيلم، لازم الفنّ يثير فينا أكتر الأفكار فرديّة و خصوصيّة و نمتنع تمامًا عن الكلام أو حتى التفكير لو لقينا إن ما أثاره فينا[العمل] مُكرر، أو أكتر من اللازم، أو أقل من الخصوص.