السبت، 18 نوفمبر 2017

ما حدث بحق الجحيم .؟-الأوّله

كأي شيء آخر فهناك ميل غريزي في الإنسان للكثرة. طبعًا الميل الكمّي الطبيعي هنا لايُفيد إلا لاعتبارات كيفية بحتة، ومُطلقًا الكم لا يجب أن يعدو كونه خبرًا عن كيف. استبينا؟
أمثلة: الطفل لما بيكتب في كُراسة تسع سطور بخط ضخم متشعب اللي يُمكِن كتابته في كُراسة [طبيعية] في سطرين فدا غش طبعًا، لكن إحنا مش في سياق التناول الأخلاقي لمعاني التصرفات، اللي يهمنا إن دا مُحاولة طبيعية و اتجاه طبيعي للكثرة، للتوقيع و النطورة و اللحوسَة للخارج و للأمام.
الشاب اللي بيكتب على سطر و يسيب سطر وقت ما بيكتب موضوع[تعبير]آملا إن القارئ/المُحبِط يتغاضى بالكم عن الكيف.
الشاعِر. الشاعر اللي بيزق مُخّك بقوة الصدى و الإيقاع عن إنه ينقض على المحتوى، اللي بالتأكيد هنا غير ثري بالفيتامينات و المعادن.
الميل الغريزي نفسه ميّال بقوة الكم مش بقوة منعزلة مجردة أعلى، ميّال للكثرة، ميّال إنه يكون مُجتمعي و كُلي و سائد و عام و مُسيطر على كُل شيء. أنا استثناء من الميل الفائت دا، رغم الإحاطة بيا و رغم كبحه ليا عن ممارسة هوايتي الحتمية في كتابة الهوامش و الشذرات و المقطّعات. كبحه ليا أحيانًا. إصراره على غزو دماغي بإن لكل شيء قوام و القُوام دا لازم له كم مُعين ممكن نزيده بس ما نقلش عنه. 
ما عنديش القدرة على الدفاع عن أفكاري مباشرةً، و لا عندي القدرة على عرضها مباشرة، و دا نقيض لميلي للتقليل و الكشكشة  و اللمّ. الحد الأدنى من السوائل و التغذية. دي الطريقة المثالية للاستماع، لالتقاط الحياة الحقة لما تظهر في مرة من المرات القليلة اللي بتظهر في انتظار [أحدهم-بالكاد] ليراها و يحبها و يحيا معاها و بها.
مش متذكّر إن كُنت قدمت قبل كدا مُبررات أو أسباب للتغيب السنوي و احتمالات تفسيره و علاجه. لكن الظاهرة مستمرة هنا في المدونة من خمس سنين و شوية دلوقت، مدة كافية للدراسة و التحليل.
___
الإنسان لا شيء من غير إنتاج.