1
فيه فترة من حياتي كان أنيسي ، أنيس وحدتي فيها مخدَّة ..
محشيّة ريش نعام ، صغيرة جداً و بتشوِّك ، الريش كُنَّا واخدينه من عمتي . القماش
المكسية بيها رديء نوعاً ما بس كُنت بحب نقشته و بحبها . كيس المخدة كان مكتوب
عليه اسمي " أحمد علي زين العابدين ". اللي حاكُه كان حما خالي و صديق
جدي الصدوق . المخدة كانت الصديق الأقرب في الفترة دي ، لما حبيت أول مرة شُفت
البنت في المخدة . كانت زي المخدة ضئيلة . في المرة اللي بعدها _ في الحُب _ كان
فيه مخدة تانية ، قماشها متشرمط . القطن و بذره خارجين من مِزَقها . كُنت بالبسها
كيس ضيق جداً فتظهر ممشوقة / مكتومة / مصمتة . كانت جنبي تاني مرة أحب . تالت و
رابع و خامس مرة ما كانش فيه مخدات . كنت
علي سرير سوستة في مدينة جامعية .
مؤخرا ما بقيتش أحب ، و مش لاقي المخدتين . ومفيش ملاية
للسرير . المخدتين اللي تحت راسي عريانين و وسخين ، في احتياج شديد للنضافة . أنا
ما بتغطاش من فترة لا بكوفيرتة ولا بطانية ولا لحاف .
2
زمان _ في رمضان _ كُنت أنا و أختي بنلعب لعبة غريبة ؛ ننزل
تحت أكوام من اللحفة و البطاطين و نتغطي تماماً ، و إحنا متخيلين إن برا الغطا
جليد .كنا بنحب روسيا و درجات الحرارة تحت الصفر في النشرة الجوية . بنحب التلج
عشان بنحب نتدفي منه . كان الفانوسين _ اللي جابتهم جدتي لأمي ولسه عايشين _
بيكونوا معانا تحت الغطا . و نسعد بشعور الأمان المصنوع تماماً . أبويا و أمي
كانوا بيخافوا علي أختي مني لأسباب جنسية . إحنا ما كُناش بنعمل تحت اللحاف أي
حاجة غير تنوير الفوانيس و تخيُّل معارك وهمية بين الشيوعيين و أنصار الرأسمالية ،
الخير و الشر . الخير ممثلا في سلفستر ستالوني و الشر في وجه محمود المليجي القاسي
. رجال غلاظ شداد حاملين بنادق كلاشينكوف و مدافع جرينوف . و إحنا _ تحت الخندق
الوهمي _ في أمان من الأصوات . ما كانش فيه شيء بيقطع الخلوة و يضطرنا للخروج من
الخندق و الرجوع للأصوات غير صوت واحد .. صوت أمي و صوت المدفع ، مدفع الإفطار
الطيب العتيق . نطلع ، نطفي الفوانيس ، ناكُل و نكرر التمثيلية في يوم تاني من شهر
رمضان .