الجمعة، 8 أغسطس 2025

اعطيني خمس دقايق بس..سمّع ع الموسيقا.

بداية 

لن يمكنني الجزم أنّي أخّرتُ الكتابة عن الأستاذ زياد عمدا. أقصد أني حتى لو افترضتُ ذلك فلا  يوجد من يحاجنني بالعكس أو من يؤكّد صدق ما أقول.  فليس لي سوابق في الكتابة المقالية الموقوتة، أي التي من المفترض أن تُنشر في وقت معين بالذات من كل أسبوع/شهر، هكذا. أي أن لا حظّ لي من التراكم، أو سابق المعرفة المتبادل بيني و بين جمهور  ما. أنا لا أكتب لإني كاتب، موضوعي، مُحترف، أعتاش من الكتابة. أنا أكتب بصفتي رجل من الطبقة العاملة، أحب الكتابة، حين توخز  كالسكّين داخل صدري. سأحاول أن أجعل هذا حصرا دافعي و مُحرّكي حتى انتهاء النص إن شاء الله. 

أما بعد 

يمكنك أن تحزر ما قد يؤدي بالإنسان لتجنب الانخراط في مهرجان الرثاء القائم حاليا، و هو صادق أكثر من ديما بكل تأكيد. بشكل شخصي أجد أن كتابة الانطباعات أو الذكريات الشخصية و كسائها كسوة التأريخ الموضوعي هو نوع من (النصب). لا أقول أن كتابة الانطباعات رديئة بالضرورة أو أقل أهمية أو جودة من الكتابة الموضوعية التي تنصبّ حول الموضوع و الوقائع ثم استخلاص الرأي بناء على الموضوع نفسه. و حسب الذات في هذا النوع من الكتابة أنها تقوم بالتدوين لصالح (الموضوع) أو أنها تقوم بالإعلان عن نفسها باعتبارها جزء من عيّنة للبحث و تقوم بمشاركة رأيها بخبث شديد. لذلك، أود، لعدم موضوعيتي، ألا أنخرط في هذه الثنائية المستهلكة. أعدك أيضا أيها القارئ الغير موجود أني لن أقوم بتعديل هذا النص لاحقا ليناسب هذا الموقع أو تلك الجريدة الإلكترونية. سأحاول في هذه القطعة القيام بنسج ضفيرة، أتمنى أن تكون تلقائية و صادقة، من الحديث الشخصي و من الحقائق الخارجية بحيث يشكل كلاهما الخارج و الداخل الحقيقة الموضوعية الذاتية سويا. 

أحرص بالأساس على أن أبتعد عن الزحام لا رغبة في الاختلاف أو التميّز و لكن رعبا من الكذب، حتى غير المتعمّد منه. للمشاعر المباشرة قابلية أكثر لانعدام الوجهة و  من ثم ميل أكثر للتحلل و ضياع الهوية و المعنى و المجهود. لأ. خليني على مهلي. أصلا كل اللي كان يقتضي السرعة انقضى..رحل زياد الرحباني بالفعل، و مهما حاولت تقرّب المسافات حتى تقابله تشكره أو تعبّر عن حبك أو امتنانك انقضت و تقلّصت للصفر. هناك فرصة وحيدة للاجتماع بزياد الرحباني الآن و هي أن أكف أنا أيضا عن الوجود بجسدي في هذا العالم. أي أن الإمكانية الوحيدة الممكنة الآن هي في انعدام أي إمكانية من طرفي أنا أيضا. 

تعليقات على ما حدث 

ينقسم ما كُتب حتى هذه اللحظة عن الحدث، و أدّعي إني ألممت بجزء كبير منه، لخطين. الخط الأول يُشكّل حوالي تمانين بالميه من المكتوب، و هو الخط الذي يُعلّق أو يعزّي مقابل أجر، معلش خلينا نحط النقاط فوق الحروف قدر الإمكان. يكتب/تكتب مقالا،  في جريدة أو في مجلة أو في موقع ما، يشاركنا كيفَ شكّل الراحل وعيه و طفولته و شبابه..إلخ، و يتقاضى أجرا مقابل إخبارنا ذلك، مقابل إخبارنا ما نعرفه كلنا بالضرورة، و ما شكّل عصب حزننا الشخصي جدا ( و الصادق جدا، و أنا لا أكذّب حتى الكذّابين الذين حضروا العزاء لإني لا أفترض سلطة ما أكسبتها لنفسي داخل رأسي تعطيني القدرة و الحق في تقسيم المُعزّين بحسب صدقهم أو موقفهم السياسي، لإنه يا جماعة، اجتماع العزاء نفسه طقس (اجتماعي) بالتعريف مهما كانت رمزيته). و طبعا لما أصبحت هناك أكثر من حكاية تأثير، تقدر تشوف نقطتين في نفس الوقت في النوع دا مما كُتب: 

- القصة شبه الموحدة لدى الجميع عن طبيعة التأثير اللي حصل لهم.

- تباري في جعل كل قصة يبدو فيها الإنسان أكثر تأثرا من الإنسان الآخر الذي نشر مقالا في نفس الغرض بنفس الطريقة و يمكن في نفس الجريدة. 

و يبدو  إن قانون العرض و الطلب يجري على كل شيء حتى أخبار الوفاة و الحوادث. هذه الجريدة تحقق مبيعات تاريخية، و هو خبر جيد لأي صاحب رأس مال، حتى لو كان فريدريك إنجلز في عليائه، بسبب المواد المنشورة في تحية و رثاء الراحل. طبعا من حقك أيها القارئ أينما كنت تمتعض و تسأل كأي إنسان يفكر بالثنائيات إنه كان البديل ما حدش ينشر يعني؟ 

و كأي كتابة رثائية فهي تعج بالمشاعر، و لأن الطلب زيادة، و محتاجين لمواد رثائية، فالقصص و العواطف تُرمى عليك من هنا و هنا، و طبعا، حتى لا يصبح الجميع يكرر الجميع، فكل قصة و كل كتابة تحمل مزيدا من الفذلكة و القصدية، أو على النقيض إسهالا لا ينقطع من القصص، و هي حالة غريبة على كل حال. السيد حسن أثر فينا كلنا، و كلنا لنا قصص مع الست فيروز، و بعضنا له مع عبد الحليم و أم كلثوم، و نادرا هاني شاكر. أنا لي قصص شخصية مع الأستاذ زياد الرحباني_ كنت باقدر أقول زياد الرحباني في حياته باعتبار أملي لم ينقطع بعد ساعتها في ملاقاته، لكن الأستاذ تذكرني دائما أنه لم يعد هنا، بدون فذلكة أو حذلقة من نوع لم يعد معنا بجسده_ و لي قصص مع أحمد عدويّة و مع الشاب خالد. بالطبع المسألة مختلفة في حالة الأستاذ زياد، و أنا أصلا لا أذكر هذه النقطة بقصد التقليل من صدق هذه القصص أو من تأثير الأستاذ زياد. لكن لإن هذه القصص بالذات شخصية و جماعية في آن، لا يجب أن تُكرس. يجب أن تحتفظ بما بها من سرية و شخصية إن أمكن. لدينا هذه النزعة في تحويل الإنسان، لإله، بمجرد أن يموت. كأننا نصنع عقدا خفيا قوامه: كن عظيما و مؤثرا قدر استطاعتك، سنحبك، كمعجبين، كُمكبرين و مُبجلين، لكننا لن نحاول أن نعرفك كإنسان طالما حييت. أنت (فنان). أنت (عظيم) لكنك لست إنسانا بالضرورة، لكن ارحل عن عالمنا، نعدك أننا سنخلق منك إلها و نتققاتل حولك. 

العشرين في الميه الباقية مخصصة للجماعة محترفي الكتابة، أحب أسميهم علماء موضوعات الإنشاء. هما يشكلون عشرين في الميه ممن كتبوا عن زياد الرحباني، و لكنهم يشكلون حوالي كل في الميّه ممن يكتبون و ينشرون في العموم.  أيضا يشاركوننا ما هو معلوم من الأشياء بالضرورة، حتى لم لم يعرف أو يقرأ سوى الحكمة أسفل التاريخ بالرزنامة. هم محترفون لإنهم يأخذون المشاعر التي كتبها التمانين في الميه ثم يجعلونها حقائق، يتحدثون عنها و كأنها غير صادرة عنهم. هم يكتبون تأبينا و ليس رثاءا. 

لن تجدني أناقش حكايات الناس أو حزنهم أو رثائهم المنشور في مساحات شخصية غير هادفة للربح. هؤلاء هم الحقيقة، الذين أحبوا إنسانا لم يقابلوه و لم يعرفوه، و أحبهم، و دافع عنهم و آمن بهم و ضاق بهم لكنه لم يغادرهم أبدا حتى النهاية. ستجد هؤلاء المعتّرين في لبنان و في مصر و في سوريا و في العراق لإن (المعتّر بكل الأرض دايما هو ذاتو)، ستقابلهم في الشارع بعَبَلهم و حرمانهم و أحلامهم المحطّمة. سيماهم في وجوههم و على ألسنتهم لا يقدرون على اتباع الأعراف الخاصة بالتحرير الصحافي، و لا يكتبون المقالات بالكيلو و لا يمارسون المشاعر طبقا للأكثر مبيعا. 

عم تبحثوا؟ ما تبحثوا . 

أسهل شيء في الدنيا هو الكتابة عن فنان كبير بتحبه. سهل حتى لو  ما بتعرفش تكتب، أو بشكل أدق، سهل أكثر بالذات لو ما بتعرفش تكتب. ليه سهل؟ لإنه مفيش أسهل من تعداد الذكريات. صحيح مش كل الموسيقيين اللي هتحبهم هيخلوك أكثر (وعيا) بالضرورة، و لكن هو  لو إنسان موسيقي خلّاك أكثر وعيا، و فضلت إنت و اللي بجانبك كلاكما يعاني من الآثار الجانبية لهذا الوعي بلا فعل، شو نفّع الوعي و البكي؟ الكلام سهل و التصرفات شحيحة. أقدر أعبّر لك عن حبي في مكالمات طويلة، ممكن أكتب قصيدة حتى (هو الكلام بفلوس؟ لأ لو كنت من الطبقة العاملة.) لكن حُبّي ليكي يتشخّص في قلّة كلامي معاكي بالذات. كل ما زاد الحب قلّت القدرة على التعبير عنه. بيحب الناس يفكّروا في الفنون باعتبارها تمثيل لمشاعر ، مش إن الفنون أصلا جزء من صناعة المشاعر مش التعبير عنها. المشاعر بتُخلّق في الفنون، و الفنون اللي (بتعيد تمثيل) المشاعر بنسميها كلنا بدون اتفاق بالمبتذلة، المصطنعة. فالشعر مش لحظة تحويل للشعور لكلمات موزونة مثلا، و الموسيقا مش (تعبير) عن الحزن أو السعادة أو التوتر  أو الانتصار أو الغضب. هي إعادة خلق للعالم من جديد نتلقّاه و نعيد بناؤه عبر خبرات سابقة. مش خلق من العدم طبعا، خلق من وحدات بناء موجودة و مُجرّبة و قابلة للتكرار و الفك و التركيب و الترتيب. لكن الكل أكبر من مجموع أجزاؤه و الخلق أكبر من الوحدات المخلوقة منه مخلوقاته.

ما زلت بتبحث عن الرابط يا صديقي، و أنا أصلا حاولت أوضح لك إنه أنا مش هنا لرثاء شخص كنت و ما زلت باحبه. أنا لست بصدد التعبير عن مشاعري أو تاريخي الشخصي أو عن زياد الرحباني. أنا هنا، فقط، لأمارس الوجود مفكرا و حزينا مش بسبب شخص أو أهمية شخص أو لستة طويلة من المقدمات المنطقية اللي تبرر الشعور ما بالحزن أو بغيره.  ٍ 

 الحياة بمنطقها المتعرّج و المتكسّر كحواري القاهرة لم تسمح لي _ إمتى الزمان يسمح يا زياد؟ الزمان: لأ_ إني أقابله، شفته ع البيانو من ورا الشاشات، و شفته في حفلة في القاهرة في العام ألفين و تلاتاشر. و مش مفترض إني أتحايل على هذا التعرّج. التعرّج محتاج تكسير و بناء و خطّة من أول و جديد. إعادة لما يمكن أن يُعاد أو يُحسّن بالتراكم، لكن الزمان خطّي و يمشي للأمام فقط و نحن خلفه. ممكن أتقمّص هذا التعرّج و أكون جزء من التخبّط. الناس بتمدح الصدق في الأشياء، لكنهم كذابين أربعة و عشرين ساعة زي الصيدليات و السوبرماركتات.

و لو أعطيتهم الصدق الخام بدون معالجته بينفروا و يهرعوا من عدم انتظامه، و من الشوائب الداخلة في تركيبه.  لذلك الآن أنا لا أقوم بإعطائكم الصدق، الآن لا أقوم بإعطائكم أي شيء تريدونه، أو عليه الطلب، أو يدرّ ربحا، حقيقيا أو معنويا. 

ما دام أحلى وردة بتموت 

مصدّق إنه كثيرين من اللي قاموا بكتابة الرثاء و الحزن لم يحزنوا لغزة أبدا، غير طبعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لا تشكّل لهم المجاعة و الإبادة و آلاف البني آدمين و الحيوانات و الشجر و الحجر تم مسحهم من الوجود هما ماديا متجسدا. صاروا صدى. طيب إزاي أصدّق مشاعر هذا الإنسان؟ مش مطالبين الباقيين على قيد الحياة و أنا واحد منهم بإجراءات تطهّرية تثبت مدى تأثرهم. في العالم الآن حيث المجتمعات هي أفراد كثيرة و كل يدور في ملكوته و حول شمسه الخاصّة، يمارس البني آدمين أشياء صغيرة تعبر عن الحزن، أو عن الموقف، يهمنا الموقف أكثر من الفعل نفسه. يهمّنا أن الآخرين يرون أننا لسنا مذنبين، حتى لو كان دا في حد ذاته أكبر تأكيد إننا عارفين إننا مذنبون، بل منقوعون في مياه الذنب بالخل و الملح و البهارات على الأقل يوم كامل و تُركنا في الثلاّجة في انتظار أن يتم طهونا. لا أقول إنهم كاذبين في حزنهم، أنا باقول إنهم كاذبين في صدقهم. 

غزة و السودان و لبنان المقاوم و سوريا. هل يمكنك بناء جملة حزينة أكثر من ذلك بدون استخدام أية توابل غير حرف العطف؟ دي اسمها عبقرية الإبادة. عبقرية الشر الإمبريالي. عبقريته إنه تسمع الدم بينزّ من الحروف. عبقريته إنه تلعن أسماء أعلام أخرى هي كل من عداهم. سامع الإمارات؟ سامع السعودية؟ سامع المعابر المقفولة من الناحية التانية؟ ها؟ سامع القصف؟ سامع الطلق؟ مش سامع غنّية راحوا؟ 

بيحب الرفاق التحليل العلمي للمذبحة، و تفصيل و تفسير العالم و ترتيبه فوق أرفف المكتبة و أرشفته. بيحبوا دي كلمة عاطفية و لكن في الحقيقة هما غير قادرين على الحب، هما قادرين على الجُبن، و على تحويل الدماء لبنوك معرفة، و في اللحظة دي بالذات بطّلوا يكونوا رفاق. الرفاق اللي لا يعرفون الجوع، و لا يعرفون الفقر، و  لا يعرفون أي شيء واقعي حتى السكوت في آخر كلمة موت. إنت ناقم ع الجميع؟ و ليه لأ؟ حتى نفسي.  طبعا في انتظار الممكنات، الرفاق في انتظار اللحظة التاريخية، في انتظار ضرورة التاريخ، في انتظار الفرج و في انتظار الشيك و الراتب يا ابني هو إحنا هنعترض على قضاء الله؟ 

دايما بالآخر..في آخر. 

آه! بتصيبني حساسية من المفارقات. المفارقات المقصودة. التضمين إن كنت دقيق. نوع من الأسلوب في الكتابة عموما عن المشاهير بيحتوي على اقتباسات من أعمال الراحل ما، ثم بناء جملة منها، أو حولها. عموما هذا العرض-مرض بيكون مفهوم في ظل الصخب و الحاجة للكتابة و الازدحام و التنافس و المزيد من الصخب و الرغبة في الاستعراض أو إضفاء جو من الحكمة توحي بحِرَفيّة. كل ما ظهر نمط و تكرر و ازدحم بيفقد المستمعون الرغبة بشكل لا إرادي في الاستماع، و لما بيكون النمط أو الفورم ذهنيا بالكامل و ريحة الشعور مش مشمومة فيه حتى بواسطة أحدّ أنف لكلب راعي ألماني باحث عن روايح المعنى في الشنط و في السراويل و حول السيارات. من ناحيةِ أُخرى، ممكن تلخيص جزء كبير في التفاعل المكتوب سواء بالعواطف أو بالأفكار أو أشباه الأفكار في إنه محاولة لتكتيف و تكييف و تأييف و تكفين _ إذا شئت_ شخصية و حضور  الراحل في صيغ يفهموها تعينهم على أدلجة الحُب. كبيرة المزحة هاي! و كبيرة مش لإنه عاصي على الشرح، و لإنه (عبقري)، هذه الكلمة المستفزة جدا و اللي بنحب نقولها عشان نألّه الإنسان اللي بنحبّه، و يمكن عشان نعزّي نفسنا بشيء من الألوهية أو النبوّة، لإننا محتاجين ليها في وقت فقير و ناشف. هتسألني يعني مش شايف زياد الرحباني عبقري؟ 

بيعزّي الإنسان نفسه بإن فن الأستاذ زياد الرحباني باقي. صح. حقيقي. و لكن زياد الرحباني نفسه رحل. العبقري الفنان متعدد المواهب المسرحي الموسيقي السياسي المُعلّق السياسي ما رحلش. لكن زياد الرحباني نفسه، إنسان كان نفسي أتعرّف عليه مش على فنّه رحل. هو الموت بقا صعب الفهم و لا إحنا اللي بقينا أغبى مع كثرة وسائل الكلام و التعبير؟ ليه كل الحاجة دي للعزاء؟ لماذا مرعوبين من الحزن؟ عشان يمكن اعتادتوه مع الشهداء في كل ركن؟ و لا لإنكم بتسترزقوا من ورا الموت عبر التعبير؟ أصدق شيء ممكن يتقال عن إنسان مات هو الله يرحمه. و أصدق شيء ممكن يحصل في أعقاب الوفاة هو الحزن و القهرة و البكا، و الصمت. ما هو فيه ناس حظها قليل لدرجة إنه البكاء بالنسبة لهم ترف، أو حلم. اعذروني يا شباب. لا توجد حكمة من الموت، لا يوجد مغزى من وفاة الإنسان في وقت معيّن. الموت كان و ما زال أكبر و أعنف من رغباتنا في احتوائه، و مفهوم، لإنه ش أبدا دورنا إننا نسيطر على اللي شغلته يحتوينا و ينهينا و يجهز علينا و يخفي أثرنا بعد مدّة مهما طالت. بيحاول الإنسان يعمل كدا، يفهم الموت، و من ثم يفهم الحياة تماما، و من ثم يحط الإنسان في قوالب ثلج و يحطّه ف الفريزر. الإنسان و الموت أكبر من الرثاء، و أكبر من العزاء. 

ليست هناك تعليقات: