الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

سَردٌ مُضارعٌ لماضٍ بَسيطْ ..


حِكاية

من وين بدي بَلِّشْ ؟ (أنا لسه مش شاطر في تقنيات السرد ) ، خلينا نكفي بالمألوف .. من البدء ، حيث قعدتي ع القهوة الوحيدة اللي كانت فاتحة فِ وسط البلد قبل الإفطار بساعتين ، اللي لاقيتها بعد لف و دوران علي شي مكان ما ( هو صحيح مش قادر استوعب الحكمة الإلهية في غلق القهاوي في رمضان _ لحد قبل الإفطار _ بس إحنا مش في معرض استخلاص حُكم بمدي عتاقة عته مصر .. معروفة الشَّغْلِةْ . 

وجدت صديقة ، كانت جالسة مع صديقين لها ما اعرفهمش .. انكسفت ، قعدت بعيد عنها من غير ما تاخد بالها ، بالقرب من ماسورة علي جدار عمارة و أحشاء فرخة ، وقط وقطة يتناوبان الأكل و التحرش ..
قعدت لوحدي كعادة قديمة ، وشي ف وش امرأة أربعينية وحيدة كلل الشيبُ ( مفارق ) شعرها اللي في بقايا شُقْرْ .
حدث عادي بيحصل ، طلبت قهوة مضبوط ، طلبَت شايا _ كان مرا فطلبت قهوة وطمأنت القهوجي أنها ستدفع حساب الذي لم تشربه لأنه كان مرا _ صوتها مسرسع بعض الشئ خالص ، تناوب نظرات منها لي ومني لها ، تناوب أخجلني لوهلة وأعجبني لوهلة و أثار الكتابة في رأسي بعدها ، لم يكن معي أوراق ولا قلم كي أدون .. فرصة النص في الكتابة لا تزيد عن خمسين من مائة ، أضف إلي إني أكتب الآن بأنفٍ مسدود .. أبذل جهدا كي أصفي الدماغ من الشوائب .

دخنت سيجارة دانهيل ، وجدتها تدخن ال"سوبر" ، مش فقر سعادتك ، لكن السوبر سيجارة لا يلقاها إلا الأشقي ، الذي صلي و يصلي ع الوصلْ ، ( تلاحظ أني أكتب جملا ذات طابع سريع ، اعذر انسداد الأنف ) ..

لُكنا المزيدَ من الوَقتِ سويا .. المزيد من التبغ ، المزيد من النظرات البلهاء ، المزيد من ادعاء التجاهل مني ، المزيد من الجمل التي بتنفع للكتابة ، المزيد من التفكير في أن الصدفة التي تدفع للكتابة ..

قُمتُ ، قامَتْ .. ( لم نمارس جنسا ولا تبادلنا أحضانا ولا قبلات و لا من يفرحون ) ، فقط مَشِيت ومِشْيتْ ..

ولازلتُ لا أعرف سببا لقفل القهاوي قبل الإفطار ، ولا لقبول مِعَد القطط لهضم أحشاء الفراخ .