الخميس، 2 يونيو 2016

التعمية

كل شيء حاليًا يُمكن نَيله بالبلطجة. ما أقصدش إن صيرورة الإنسان ما كانتش تحوي البلطجة و كِبرت و تطورت و بقت بلطجيّة، لإنه معروف إن التطور آليته البلطجة بموضوعية، و الموضوعية لفظ لطيف بينصح بيه الأطباء عشان الأصداء المُقلقة ل"عشوائيّة". فيه سوء نية كتير في الحديث عن العشوائية، كمان فيه سوء فهم و سوء تقدير و سوء شرح و إغفال الآليات اللي بتعمل بيها العشوائية، اللي البلطجة أهمها و أكترها أصالة. من سوء النية أيضًا إضمار أي مشاعر_إيجابية أو سلبية_تجاه المُصطلحات، رغم الحقيقة الآسفة إنها المُصطلحات أصلًا بنت المشاعر و الاتجاهات، لكنه الانحراف/الاتجاه/الطفرة/الاختلاف بيفترض طول الوقت، غصب عنك و عن المنهج، وجود خط أصلي و لو مُفترض و بتنشئه إنت عنوةً. معروف أيضًا إن الحقائق كلها دائرية و إنه أعبط العِباد هم المُحذرين، المحذرين مُشكلتهم إنهم بيدركوا القانون الطبيعي و يتغافلوا، أو يغفلوا عن القانون الاجتماعي، اللي هوّ صدى مفهوم للقانون الطبيعي. المهم..حاليًا، في الأسواق البيضا و السودا، الشكل الممارس من البلطجة، و هو شكل قديم لكنه تبجّح و تطوّر بشكل صارم و منهجي. خطاب التعمية في كل شيء. السقوط في التحذير من التعمية مش الغرض لإنه تخطّينا التحذير، و اتفقنا على منهجية الانحراف الموازية. لازم ننحَرِف لشكل أدق و أكثر نُبلًا من البلطجة-التعمية. التعمية كممارسة للبلطجة متشافة في الشارع، ف الرأي السياسي، ف الإعلام، ف العلم، ف التثقّف، ف الاحتياجات، ف كل الممارسات اللي انبنت عليها تعمية أكبر اسمها الدولة، كبلطجة و انحراف عن الفرد المُطلق. دلوقتي الفرد المُطلق بيبلطج عبثًا و محاولة منه لاسترداد أراضيه، لاسترداد فرديته، و دا مُستحيل لإنه في كل مرة منه بيحاول يتفرّد بيرفُض بمنتهى البساطة، و المباشرة. الرفض في حد ذاته تحريف مش انحراف. مفيش وضع مكان الإحلال. البلطجة القادمة لازم تكون بلطجة وضع،سكون مش العكس. البلطجة القادمة هي بلطجة على الخط الزمني في حد ذاته، بلطجة ع القانون_فعلًا_بوضع اليد. كل اللي ظاهر دلوقتي هي بلطجة ظاهرة ع القانون، بلطجة ع اللي ظاهر من القانون، ما ينفعش. اللي بعده، الخطوة التالية.

صندوق الدُنيا

الحذر المنهجي في تعبيرات من فصيلة " من أغرب، من أغبى، من أفعل التفضيل.." عمومًا ربنا أكرمني و تخلصت منها أنا. الحذر لا يمنع قدر و لا يمنع حقائق حقيقية تمامًا زي إنه أغرب نوع من الظواهر هو قُدرة أي جماعة على أخد قرارات صارمة سليمة بنسبة مائة ف المائة تجاه أي انشقاق حتى و لو مُزيّف. عندك مثلًا الجماعة المؤمنة مُدركة تمامًا لإلحاد الجماعة المتصوّفة رغم إن الجماعة الأُخرى بتقول بمنتهى الإخلاص إنها مؤمنة أو يمكن أكتر إيمانًا من الجماعة المؤمنة الأصلية. الجماعة المؤمنة الأصليّة مُدركة لمدى تحفّظ و كلاسيكيّة البنية الأساسية في اعتقادها. الجماعة المُنشقة مُعتقدة واهمةً بتأثيرات شيطانيّة من ميول إنسانية جدا، طبيعية هي الأخرى في التحرر وحُسن نيّة موضوعي إن البنية الأساسية في الاعتقاد اللي بتعتقده الجماعة المؤمنة الأصلية قابلة للحركة و التمدد و التشكل. طبعًا دا خطأ فادح لإنه بما إنها بنية فإن أي نيّة لتشكيلها هتضر بعمارتها و بالتالي بحقيقتها. أي جماعة عمومًا بتقدر تبني أحكام (واقعيّة)سليمة للحفاظ على الجماعة باتبّاع الحِس الأصلي للبنية فقط لا غير. افتكرت دا لما كُنت باقدّم استعارة لأحد النقّاد آخد رأيه فيها. قال لي بفم مليان بالكلام و خالي من الأسنان إني لازم اشتغل عليها. ما فهمتش إزاي، الجماعة في الحالة دي مُدركة للبنية العُرضى للانتهاك، الشُغل. استعارة قصيرة ما تزيدش عن بضع كلمات إيه فايدتها لدور النشر؟ إيه فايدتها لعِلم تجارة الأدب؟ سألته أشتغل عليها إزاي. قال لي اصقلها و اتداعى، قلتله لو ع التداعى فالتداعي هو الأمر و إنه الاستعارة دي هيّ ما طلعت بيه من الدُنيا بعد التداعي. انقمص و اتخذ جانبًا و دخّن و أعاد الكرّة؛ إشتغل عليها. قعدت أسبوع و كام ساعة باحاول استمني و رُحت للناقد بِعَشَرتي و قال لي لسّه. ابتسمت. انقمص و زعّق و قال لأحدهم:خرّجه أو طلّعه مش فاكر. ابتسمت و توتّر. قعدت المرة دي أسابيع باحاول أدغدغ عِمارة الاستعارة لأجل عُلّيق النشر و بِنية الشُغل المُقدّسة. بعد جُهد طلعلها شُرّاعة و شُبّاك قال لي الناقد إنها ستُصَرصِر في البرد و ستكشف أكثر من اللازم إنها محتاجة شُغل أكتر و إدّاني معاد نهائي أسلّمه الاستعارة و إلا هو مضطر يتعامل مع غيري. حاولت مِرارا المرة دي لكنها انغلقت اكتر من اللازم و رجعت لمحلّها الأول. قلت إنه لو جاعت الحُرة لا تأكل بثدييها و اتخذت قراري و حبست الناقد في استعارتي لكن قبل الشُرّاعة و الشباك.

أفكار جانبية بخصوص السينما

ا

الكتابة عن السينما في مصر مريبة و ف أحسن الأحوال مُثيرة للسخرية أو الغثيان، يعني حسب سُرعة استجابتك العصبية لأي المؤثرين وتاريخك الصحي و العقلي، و مُراعاة الميول الدراميّة و التعبيرية و المجازية الواضحة في جُملة "مُثيرة للسخرية أو الغثيان". نهايته، فالكتابة عمومًا، و عن السينما خصوصًا، في مصر بعافية للغاية. طبعًا فيه أسباب تاريخيّة ممتدة من أوّل ظهور السينما في مصر، عناصر أصيلة في شكل السينما في مصر من وقت طلوعها. بما إن دا مش كتاب، بما إن دي تدوينة عارفة حجمها تمامًا و مكانها و ظروفها التاريخيّة فمش هتحاول_هحاول_تعطي أيّة أدلّة و نماذج تاريخيّة تؤكّد فحواها. ممكن يكون نقص المعلومات عامل من وجهة نظر فَيلق أو كتيبة من القُرّاء المُفترضين في إنّي أتَدَكتَر_من الدكتاتوريّة_و أرزَع_مش أزرع_وجهة نظري في قَلب أسفلت العاديّة ف التناول و المباشرة في العرض و الأسوأ من الكُل؛ التوقّع. احتمال مطروح يكون السبب أو الدافع أو المُحفّز للفِعل بالشكل دا هوّ إن الأدلّة و البراهين و الشواهد تناسب رسالة أو بحث أو مقال أو حتّى نقاش حاد مُفتعل لتثبيت مجموعة من الأفكار، مش عند بعض قد ما عند المُستمعين أو المتفرجين. الأكيد إنه كلما تعلّق الفن بالبحث، الجنائي بطبعه، كل ما قلّت جمالياته و زادت إيراداته. طبعًا "الإثارة-في-ذاتها" من حقها تندرس، و من حقها تتقدّر، و نسيب أصدقائنا المُحللين النفسيين يشيّئوا الأحداث و يدرسوا الإثارة على أبوها و على مهلهم. من حقّ عملهم النضج. من حقهم و من الواجب علينا نصدقهم لما يشيّئوا المُثير و يدرسوا خصايصه و يسيبوا أطروحات عن الأبنية الأساسية للمثير و خصايصه و كيفيّة عمله. لكن زي ما قلت دي تدوينة لا هي أبروتش و لا هيّ وِجهة. لازم الإنسان يبقى مُلمّ بكروكيّة اللي ناوي يعمله، اسكتشات و شخبطة مؤسسة مُفيدة. 

ح

تلات خطوط حاضرين في راسي عن التوقّع، ممكن الاستفادة منهم ضدّي بالمناسبة لو هتنتقد خيانتي لعهدي بمحو الأدلّة. الاستفادة من خِصالك، و هي متوقّعة، و دا دليل، و خيانتي خارجة عن قُدرتي لإنها خارجيّة و موضوعية في حين إن خيانتك مالهاش مُبرر  غير السوقيّة. خيانتي خارجة عن قُدرتي لإنك مُلتزم أبدًا بالتسلسل و التتابع و السهولة و الإسهال كعَرَض جانبي. خيانتي موضوعيّة و موضوعها سوقيّة أساليبَك. أوّل خط؛ ليه الحاء بعد الألف؟، الآن إنت بين تلات أوضاع مالهمش تالت، اتهامي بالفذلكة، أو اتهامي بالجهالة، أو اتهام نفسك بالسهو. فيه رابع أسوأ هو اتهامي بالمعنى، دا إهانة مُباشرة لشخصي و لفعلي ما اقبلهاش من جنابك. تاني خطّ؛ توقّعك التحليلي العُرفي إنه فقرة جديدة تحمل فكرة جديدة، و هو توقّع تكتيكي، استراتيجي بتكون مجهّز فيه مجموعة عشوائية جديدة من آليات الهجوم بترجّح انتصارها لكثرتها. دا توقّع ما اقدرش أجاريك في عواقبه أو مبادئه، لإنه إنت إنسان الإيرادات و التوقّعات و المُراهنات الأوّل. تالت خط؛ هي الخطوط و التيمات العامّة للسينما في مصر من ساعة ما بدأت. دي لحظة انتصار توقّعك التاني، هَلِّل لإنه انتصار جديد إنت مش محتاجه مُكرر انضاف لبطولات الخبرة و التجربة عند جنابك. تيمات السينما من وقت ما ظهرت في مصر، من وقت ما ظهرت السينما عمومًا، و الفكرة عامّة و تخصيصها جُبن منهجي منّي، و التيمات الأدبيّة تسرّبت لها، تيمات العُقدة و الحل و الحشو و الحزق. التيمات أنتجت تيمات ثابتة في الوصف الكسول أو المُتراخي أو الأبله في شَفّ اللقطة كلامًا. من وقت للتاني كان بيظهر أشخاص ثعابين مُنسلّين من جُعبة حواة المونتاج و المكساج و الصورة، و حواة الريفيو، حواة مَلو الزمن مش تفريغه أو تهشيمه أو تحجيمه، لكنه الضرورة ما تضمنتش انسلال كلاب التفريغ ع الورق، كلاب الدشت و علامات الترقيم، كلاب الساعة و المينا، كلاب الوصف و الاستعارات الرثّة، كلاب الدراسة و المتوقّع، كلاب العادة و العادي و أكلبهم كلب الاختلاف المُختلّ اللاهث الأجرب. أصلًا؛ تعبير الكتابة(عن)السينما تعبير سافِل و مُهين لكِلا العملين. فيه كتابة، و فيه سينما، و فيه وضوح و مُباشرة و تدرّج مكانه الأكاديميا. يا كلاب يا الأوفياء للمُسخة و النُسخة و النُزهة ساعتين بمبلغ زهيد، يا كلاب الفُرجة يا أوساخ، يا كلاب التعبير و الإنشا. يا كلاب الواقع و استهلاك مفاهيم زي الالتزام، يا كلاب الفهم يا سَفلَة، يا كلاب التفسير و التأويل و القصد و تسريح الفنّ ع الأرصفة. يا كلاب التعليقات و الإعجاب الخارجي و الليل الداخلي و القَطع بحُكم العادة فِ الحِرفة. يا مُنتظرين.

ل

من حق الكاتب، المُخرِج، الفنان من أي نوع عمومًا يقصُد. في الواقع من الواجب عليه إنه يُقصد. فيه كلب بيلمّح لتناقض. الواجب مفهوم طبعًا كالتزام و شفافية داخلية من الفنان تجاه صوره و مفاهيمه الصِرف. من حقّ المُتفرّج  يتلقى و يناقش و يطرح و لا يُمارس/ولا يمارس أفعال أخرى موسومة بالفنيّة كتعليق أو صدى أو أيض لما هضمه. الكتابة عن السينما هُنا من زمان و إلى الآن خارجيّة عن السينما، عن الفيلم. أسلَم طبعًا للمُبدع يتخلص من مصادره أوّل بأوّل و يمحو أدلّته و ينسى العَشَر تلاف بيت شِعر. لازم المُبدع يتخلص من عادته في أكل سناكس الإلهام. إحنا مِحتاجين نتخلّص من الأثار المُدمّرة للمُحاكاة، أو ع الأقل يكون عندنا القُدرة على تنحيّة فعلها مُدة الفيلم، لازم الفنّ يثير فينا أكتر الأفكار فرديّة و خصوصيّة و نمتنع تمامًا عن الكلام أو حتى التفكير لو لقينا إن ما أثاره فينا[العمل] مُكرر، أو أكتر من اللازم، أو أقل من الخصوص.