بسمة _ الكتابة
التانية .
1
في المرّة الأولى كُنتِ على بُعد
عشَر سنين ، و تلاتة كيلومتر أو أقل ، أو أكتر . أنا عارف ، و إنتِ عارفة إنّي
قليل الحيلة ف تقدير المسافات . و إلا كُنت زُرتِك ف المستشفى ، أو في الجبّانة و
لو مرّة . قِصَر النظر أقدم من معرفتي بيكِ . و أقدم من عُمر النضّارة الأولى و من
ثمّ التانية . في المرّة الأولى كُنت في سنّك رغم بقائي فوق الأرض . مبسوط بلساني
كالعادة ، و باحاول تكسير اللي ما بيني و بينك إن كان طوب ، أو أوقات .
في المرّة الأولى كُنت جبان . كنت
باخاف من الغايبين ، و أنا واحد منهم . من وقت المدرسة حتّى الآن . و مع الوقت ما
بقيتش أعرف غيرهم . و لذلك وجبَ التوضيح في الأوّل . و عليه وجبَت مرّة جديدة .
2
الورطة ؛ أكبر ورطة .. سجن الهزل
الدائم . سجن الأراجوز في الكدب . و سجن الأراجوز في الكدب مالوش قضبان غير الناس
. و مفيش مهرَب مِ الناس إلا انتِ . و انتِ ، محتاجة حكاية . و الحكايات دايماً عن
ناس . و انا و انتِ برّاهم ، فمفيش مهرب
منّك ولا منهم . و مفيش سكّة للأراجوز إلا إنّه ( يتأَرجَز ) أو يعتزِل المهنة .
3
بسمة ؛ شِقّي التاني . من أولى
لحدّيت خامسة . إن كانِت تحضَر ، لازِم أحضَر . و إذا غابت ، أنا مش عارف أقلّدها
. ، فاكِر إن أنا و هي لما بنبقى في مكان لازم نوجِد ثابِت و ندور حواليه ، لحد ما
يتكعبل فينا الوعي ونتلَعبِك في السجاجيد الخِشْنة فنقعدُ نضحَك رَغم النَهَجان و فرمانات
الأهل الرُّخَما بالنوم بدري من غير بَسمَة .
4
فاكر لما كُنت في
عُمر نقاهتي من أول مَشرَط ، كاِنت في البيت ، وفرِحْت ، و لعِبنا ، فَكّت خوفي مِ
الخيط في الحَلْق ، و قعدت ألِفّ معاها حوالين ثابت _ تاني _ ، كَذلِك أمِّي زَعَقِت فيَّا : ليه
فكّيت خوفَك ؟ كان لازِم تِظهَر تَعبان فِ وشوش الزوَّار . !
5
بَسمة ماتِتْ بحُمَّى
مفاجئة ، سِخنِت ، ماتت . ما عرفتش بعديها ناس تانية ، و ما بطلتِشْ لَف حوالين الشيء
الثابِت مِن غير بَسمَة .
..