أ.ع : أهلاً مُجدداً .
أ.ع : و لكَ بِمثل .
أ.ع : أنا في دماغي أربع كلمات ، و مش متوقّع إنّنا نقدر
نخلّص كلام فيهم النهاردا .
أ.ع : إيه هُم ؟
أ.ع : البرد و المشرحة و التدخين و الحُب .
أ.ع : أحه .
أ.ع : بالزبط .
أ.ع : و العمَل ؟
أ.ع : باحاول ألاقي وسيلة ، خلينا نبدأ بدخلة الشِتا .
أ.ع : المشكلة في الأربعة مش الترتيب ، المشكلة إن
الأربعة واحد ، و كلامي في أي واحدة فيهم هينفّد في كلام عن التانية ، و من كُتر
إخلاصي للأربعة و أملي في الخلاص منهم محتاج أبدأ كلام عن كُل واحدة فيهم مّرة . و
تنعاد العناصر التانية وراه ، دا التكرار الوحيد ، نفس السياقات بس بترتيب مُختلف
، الموضوع مُغري بالنسبة لي ، و أشبه بتمرين ثقيل على الكتابة . سيمفونية للفصول
الأربعة . في نفس الوقت الكلمات الأربعة أسئلة . الكلمات الأربعة زي اختبارات
المُحلل النفسي و عشوائيته المنظّمة المقصودة . الكلمات الأربعة أكبر من نسخهم في
سؤال أو أسئلة ، دول العناصر الأربعة المكونين لكَوني . المُكوّنينّي . تقدر تقول
كدا . لو كان فيه خامس للأربع كلمات ينازع بقوة هوّ الصداع . أجمل شيء في إن
الكلام عن الأربعة دول ، مش هيضطّرني لعرض أي نوع من أنواع وجهات النظر المباشرة .
تفاصيل ذاتيّة ، محض استمناء آخر . لأ ! تِعرف ! مش هانتكلم عن الأربع أو الخمس
كلمات . إنت تعرَف إن فيه أكتر من سبب ، أغلبهم مش مُعلَن . بس الواضح إنّ إجابتي
على الكلمات هتكون مفاتيح ضَرب تحت الحِزام ، و أنا ماا احبّش انضِرب تحت ، أو فوق
الحزام .
أ.ع : يعني مفيش إجابة ؟
أ.ع : مفيش إجابة على السؤال اللي إنت عاوزني أجاوبك
عليه .
أ.ع : ليه ؟
أ.ع : عشان دي مش سيرة ذاتيّة ، و لا موضوعيّة ، و لا
سيرة . و عشان إجابتي هتكون انتهاك لنفسي . و عشان إنت مش صديقي . و عشان الكلمات
دي أكبر من الأسئلة ، و أنا أكبر من الإجابات .
أ.ع : بارانويا عظمة !
أ.ع : لأ ! أيّ ( أنا ) أكبر من الإجابات . و ( الأنا )
اللي الإجابات تفكّها تبقى أنا نُصّ عُمر . الحلزون ما بينتهيش في ناحية التكبير
.. مفهوم .. و ما بينتهيش في ناحية التصغير ، هِنا ، .. . و بالمناسبة كُل الأنوية
فيهم الأربعة ، أو الخمسة ، مش متأكّد من العدد حقيقةً . لكنهم أصول و حديثي عنهم
فاقد الأهلية .
أ.ع : خايف ؟
أ.ع : أنا ؟ من إيه ؟ إنت اللي خايف ! إنت اللي اعتدت
على كمّ مُعيّن من الاسترسال . إنت حبيس الكمّ و الأسلوب . لكن بالمناسبة ؛ في
الأول و في الآخر الأمر خطأك إنت الشخصي . مش أنا اللي بالعب ، إنت اللي طمّاع . عارف
، لازم تعرف ، التهام العالَم مش بينَ غمضة عينٍ و انتباهتها . التهام العالم مش
للتحقيق و لا للتدقيق و لا للتقصّي . التهام العالم بين الأصحاب فقط ، و إنت مش
صديقي . حتّى التهامه بين الأصحاب لا يجدي نفعاً طول الوقت . التهام العالم لا
يشحِن بالضرورة الوقت ، فتكونُ مضطّراً لالتهام الوقت ، و تُصاب بتخمة بنت متناكة
و زوانٍ . التهام العالَم حَصري و حِصار . ليس للجميع نفس القدرة على الهضم ، و
ليس الجميع قابلينَ للسِمنة . فيه المتورّم و فيه الذي يمتصّ الصدمة و يبصُق
الكراهية و فيه الذي يمتصّ فاكراً كدا الصحّ . و لكنّ العالم أخذ و عطا و هات و
خُذ و شيّلني و أشيّلك ، العالم قالَ كِدا عن نفسِه . فقط هُناك بأفٌ وحيد
يخَالهُا رَوشَنة ، يخَالُ حَمل العالَم كمالاً في الأجسام و نقصاً في العَون . بالمُناسبة
.. سيزيف حِمار حصاوي ، كاتب الأسطورة يعيشُ في بُعدَين . و بَعْدَين ؟ و
حَسَنَيْن و مُحمّدَيْن . العالم فيهِ ما
فيه و ما يكفّيه و يستَرجِل و يخالُها روشَنة . من يومين كانَ حاملاً العالَم و
بادِية عليه ملوحة الهواء . كانَ حاملاً العالَم و مُحتاساً فيه في موقَف عبّود .
حَمَل العالَمَ في الميترو و لم يسعهما الميكروباص ، فاضطّر لوضعه فوق الشبكة ، و
اضطّر لدفع أجرة لمُشاركة الميكروباص في حَمل العالَم . رأيتهُ ؛ طلّعَ من جيبُه
عالماً يتسلَى في حمله في السكّة كي ينسى مُعاناة فقده المؤقت لمعاناة حَمل العالم
، سلّى نفسَه في مأساةٍ أصغَر . انفكّت الحِبال الحاملة للعالم فوق الميكروباص و
تدحرج العالَم حتى سقط في الترعة و زِعِلَ جدّاً
لفترةٍ طويلة ، ثم اضطّر للاكتفاء بالتسلّي في المعاناة التي يحملها في
جيبُه . التهام العالم مش سهل يا صديقي . دا كُل اللي أقدر أقوله ، طول الوقت ، لو
فقدت إنت كُل الأسئلة ، و أنا فقدت كُل الإجابات .
أ.ع : شُكراً ، سلام .
أ.ع : سلام دائم .