الأربعاء، 27 مارس 2013

حكايتي مع القتال



زمان ، و أنا صغير ، قبل ما أكبر و أبقى كبير كُنت بتفرج علي فيلم " شمس الزناتي " و قررت أبقى بطل أسطوري يتحاكي بيه الناس زي ما بيتحاكوا بدهاء أنور وجدي و غشومية فريد شوقي . و قلت لبابا : " يابابا أرجوك ودّيني الساحة الشعبية أتعلم فنون القتال الأسيوية " فبابا قال لي : " ماشي يا ابني " .
و في مجتمع الساحة ، قابلت ناس كتير ، قابلت مجتمع التايكوندو ، و مجتمع الكونغوفو ، أمّا أنا .. فانضمّيت لمجتمع الكاراتيه _ فن اليد الخالية _ و فكّرت إن المفارقة اللغوية بين الكاراتيه و بين الفقر تدعو للابتسام و التهكم من العالم . و اتعلّمت الكاتَه الأولَه ، و اتعلّمت الكاتَه التانية ، و اتعلّمت الكاتَه التالتة . وقتها كان مجتمع الكونغوفو بيبهرني و بيخوّفني بسبب الكابتن اللي كان شيخ و بدقن كبيرة و كان بيخلي العيال يجروا حوالين النادي مرتين تلاتة في التدريبة و كان بيضربهم بالشالوط في مخاصيهم ، و أنا خفت جداً من المعاملة القاسية دي ، بس قلت كله يهون عشان البطولة الخارقة ، بس لما لقيت اشتراك الكونغوفو خمسين جنيه في الشهر قنعت باليد الخالية أي الكاراتيه . و لما حسيت إن أحلامي في البطولة أوشكت علي التحقق . حصلت أكبر صدمة في حياتي . الكابتن أشرف اللي شكله بالنسبة لي كان أحد مشاكلي في الاقتناع إن الرياضة دي ممكن تُنتج بطل خارق . الكابتن أشرف كان شبه الفار المُدرّب لسلاحف النينجا . الكابتن أشرف أعلن عن اختبار لاجتياز المرحلة الأولي عشان الحصول علي الحزام الأصفر ، و رحت لبابا و قلت يابابا أنا عاوز 35 جنيه عشان أحصل علي الحزام الأصفر . و بابا رفض كالعادة . و رحت الاختبار مطأطئ الرأس مثبط العزيمة ، و الحياة الخارقة كلها مقفولة قدام عينيا ، و مش شايف غير باقي زملائي من الخارقين بيجتازوا الاختبار مش عشان همّا خارقين ، لأ عشان معاهم الخمسة و تلاتين جنيه . من هنا كِبر الحقد و اتجهت للشيوعية و كمال الأجسام
.