بِسْمِ الآبِ الرحمَنِ الرَّحيم
من خَلف طَفي السجاير المصنوعة من أجوَدِ خامات
القَطْران الوَطَنيّْ ، و بقايا قهوة ملتَصِقَة بالفناجيل كالوَحْل أُحَدِّثُكم ..
إخواني ، أخواتي في الوَهم .
لَقَد خُدِعنا تماما ، دُهِسنا أولا ، و ثانيا
، و ثالثا في سبيل مِصرنا الحلوة ، في سبيل العيش كقمة سلم التطور ، حالفين طلاق
تلاتة علي أننا إخوان و يد واحدة أمام أنُفسِنا و الله و الوطن .
الوَطَنْ
يعني لابُدَّ أنْ نَعتَرِف إن ميلادنا في هذه
البلاد مَحْض صُدفَة ، و لا أتكلَّم عن موقفنا نَحنُ ، لإنه رغم هذه الحقيقة ..
فَشَخنا أرواحنا و دمائنا لها ، لكن يبدو أنها لم تَعُد تطيقنا و لا تؤمن بوجودنا
فيها ، هي من زمان هاكْ ، الفَقْر و الحضيض و ما إلي ذلك ، و قُلنا إنو الأنظِمَة
و الرأسمالية الوسخة و الظلم و ما إلي ذلك برضو .. ولا مناص من إنه يكون في "
دولة " ، شعب و حكام .
النَّفْس / الشعب / الحُكم
لستُ منَظِّرا ، ولكنه مجرد انطباع و موقف ..
هَل المُشكِلة مشكلة خالد سعيد و مينا دانيال بالإسم ؟ ، هل المشكلة كانت مشكلة
حُسني مبارَك و المجلس العسكري و عصام شَرَف ؟
أَوَليس أولاء المعرصون كانوا يوما ما أفراد
عاديين ؟ المشكلة في الأشخاص و لا في السلطة ؟
لأ .. المُشكِلة في الطابِع البشري نفسُه ولا
في ما أفراد بعينهم ؟ البَشَر جِنس خرا ، حقيقة ..
يعني لا أعتَقِد إنه فينا نعيش في مَكَان
مُحتَرَم إلا إذا بدأنا من تَحتْ ، من الفرد للجماعة للسلطة ، و صدقني .. صعبة
كتير تخلي الأفراد نُضاف أيضا .
الله
تَفَرَّقَ دَمُهُ بينَ القبائل ، وحاضِر بقوة و
غصب عن دين أهلينا ، بودلير يقول فيما معناه إنه الوحيد اللي بيحكُم حتي لو مش
موجود هو الله ، يا ألله !
الله يخليك يعني ، إذا كان لابُد من وجودك فكُن
لطيفا .. لإنو ملاحِظ إنو إسْمَك علي طَرف كُل سلاح أبيض ، و في قَعر كُل شَظية ،
وورا كُل قَصْد ، يعني إن كان فينا نفوِّت غلطة إنك خلقتنا ، فَ أرجوك يعني ما
تخلينا نغضب إنك الخالق سبحانه و تعالي الحقني شوف اللي جرالي من ذِكر إسْمَك ..
خَفِّفولنا ريحة المِسْك مَعلش ، صايرة عم
تنشَم خرا .. و المسابِح ، صاير مشكلة بالنطق عندكن .. ف كانِت مذابِح ، إن كان في
صليب و مسيح انصلب فوقه ، ف لأجله و لأجل السامعين ..
خلوه صليب واحد و مسيح واحَد و عدرا واحدة بَسْ
..
أخيرا و آخرا ..
ك إنسان ولدت مغصوب علي كوني مَصري ، و علي إن
الجيش اللي المفروض أخي في الوطن ، بيخرُم جمجمتي و يَحْمِد الله علي ما أصاب
قائلا " ولكنَّ الله رمي "
وبِلهَجة ناصرية ترتسم التأثُّر الشديد .. أحِب
أعتَزِل كوني إنسان و كوني صاحب دين و كوني وطني أو مصري أو شو ما كان ، و أحِب
أعتَرف إنَّا لَسْنا قمة سلم التطور
و أرجع لأصلي البهيمي ، و أعيش في أي غابة ،
لإنو أكيد في الغابات .. مش في خراطيش عليها إسم الله .
إمضاء / لاغي