الجمعة، 3 يونيو 2016

أفكار مائعة بخصوص الحُب

معنديش فكرة إن كان كل إنسان بيفهم التدوين كَوِحدات-كَجلَسات- كَكَبسولات سريعة المفعول و قصيرة المدى ولا لأ، كُل إنسان مُدوّن يعني. كُل إنسان مُدوّن أهم و أوسع و أكبر بكتير من كُل إنسان عنده مُدوّنة. في تجربتي في الكتابة، الكتابة كتدوين، كتعليق، كَعَرَض كانت دايمًا مُرتبطة_بشكل مُتعارف عليه داخلي_بشكل الكبسولة، كتابة الاستعمال لمرة واحدة، كتابة على ورق حمّام، التشبيه هنا مش إهانة للكتابة قد ما هي إهانة للكاتب. معروف إنه ورق الحمام أهم للنضافة العامة. لكن الكتابة من قناعة عَمَليّة زي دي ما بيحافظش ع الحد الأدنى م الإهانة اللي مُفترَض مبدئيا قبل عقد النية. الكُتاب بالشكل دا_عشان يكتبوا بالشكل دا_لازم يكونوا جايين من الإلهام و أوهامه و لحظيّته و اقتناصها و الكلام، كلام مُفيد لكتابة مُراهقة مش مسؤولة عن نفسها ولو في السبعين بعد المائة . فيه كُتّاب مُنحلين الخُلُق بيخلّوا المؤثرات فيهم و تنتجهم، مُنحلين هنا مش وصف أخلاقي، دا وصف للفِعل، هُما بينحلّوا في النواتج، هما، بيختفي مع النواتج تحت وطأة المؤثرات و الخط الزمني. مش لازم يتفهم إنه الكتابة ممكن تكون خالية من المؤثرات، الانغماس مُقتضى غصب، لكن الاستسلام و الاستسهال؟ مش كدا. مش لازم الإنسان يقول أكتر من اللازم و يبقى أفضل لو قال أقلّ. أحيانًا لازم الإنسان يقول أكتر تمامًا من اللازم. القطيعة المعرفية مع كُل لحظة من الماضي بتبقى مطلوبة أوقات، مُتطلَبة، زي الانغماس تمامًا في الماضي أو القادم في حالات أُخرى. الخيانة دايمة للحاضر. رغم التخلّي عن الحكمة و لاجدواها من زمن فجدير التذكير إن الإنسان هو المخلوق الوحيد اللي بيتقال عليه"الوحيد"، بدون أي قدر من التحفظ، ما بيتحفّظش الإنسان لإنه حفظ النسل مُرتبط بالتهوّر و البجاحة، في مقابل التحفّظ و الحذر. الطبيعة بتلفظ فقهائها أوّل ما بتلفظ، بتهمّشهم و تهشمهم لحد ما تتضاعف كميات الجثث و تكوّن نقابة. وتكون انتفاضة الجثث على الحيوي و الانتفاضة حيوي و تنتصر الطبيعة بخبث مرة كمان. مستحيل طبعًا الواحد يورد رأيه الكامل في الطبيعة، التخلّص من الإخبار و الإحكام و الأحكام و الوصل والإبدال و التحسين و التحبيذ و الجر و الحذف و التوضيح رأي كامل تمامًا، لما الواحد يتخلّص من اللغة يقدر يبقى عنده بمنتهى السلام و السلامة و الصواب رأي كامل و موقف كامل تجاه الطبيعة، حتى هذا الوقت فإحنا عايشين ع الأبروش اللي هيّ حذر. إحنا، الحاملين، المُجانبين للمُمارسة، المُعتزِلَة، الخوارج، الرافضة الباطنيّة الغنوصيين الأتقياء. ننغمس في المادّة كلما زاد انحرافنا. لا ننغمس في الماديّ.

أنا جَاي عن حُب، جاي عن الحُب..جاي لإنه طول مُدة الحُب، التسمية على نوع المشاعر اللي بيحوي مجموعة خصايص مُعيّنة بتتراوح بقت مُريبة، و مُشككة في قناعات حقائق التاريخ، عِلمه. خلينا مُتفقين إنه الحُب، كتعبير، كظهور للشعور، للاحتياج، زي ما متفقين تمامًا في عِلم النفس، و عِلم التاريخ الجدلي لم يكن طول الوقت على هذه الصيغة، لإنه المساحة الناتئة للاختيار هي مساحة [اجتماعية] الصُنع، مساحة الاستقرار و اللعب الحُر. إنك تشوف إنه الرعاع و الرعاة و المُشردين أكثر حُرية من سواهم دا أمريكي جدًا، لإنه الرعاع و المشردين كانوا قبل، و الاستقرار بعد..في المكان..فيه استقرار جوّاني مُنتمي للوضع مش للأفضلية، اللي آثروا التنقّل.. الرعاع المَحضة. الرِعاع المحضة، الغجر، المُتعلّقون بمجهول خارجهم حقيقي دائمًا وحشيون، جنسانيون و بربريون..معرفتهم بالطبيعة، تسمحلهم يكونوا هوامشها و صعاليكها و متصوفينها و عُشاقها و روّادها. العربي جنسي ما دام مُغتال بالصحرا و معتلّ بالديابة و مُفترَس. لازم يهاجم الأثداء بأنيابه. إكساب القيمة الجنسيّة للمرأة، اللي كانت المجاز الدائم عن الناقة و الراحلة و الحمولة، بدأ في وحدات، بدأ في الضَرع و الإدرار. الطبيعة بتنتج نفسها و بتكشفها تدريجيًا للأبد. الصوفي بيُسقِط المجاز/الحقيقة/المرأة على انتماؤه لكيان أكبر، لرفض أكبر و أعم من الاستقرار، رفض فكري، من وجهة نظره. شخصيّا بافضّل رفض الاستقرار الجسدي و الإيغال في المرأة، رغم انعدام الممارسة، جماليًا يعني بافضّل. كُنّا اتفقنا عند مرحلة إنه التمثيل خيانة و اتفقنا بنفس القدر إنه الخيانة حتم. و الحذر و طرح الحلول مش العَمد. دايمًا حافظ الإنسان على بدايل و هوامش جنب المرأة، كاختيار تطوّري لبقاء الجنس، هوامش لتثبيت أصل العلاقة التاريخي، قبل المرأة يعني، البدايل دي سمّاها انحرافات، إنسان الاستقرار..يعني؛ الأطفال، الحيوانات، المثلية، المثلية في المرأة مُعبّرة عن إن المرأة مش الأصل، التاريخي، البيولوجي يعني..لهواة الحُريات.اللغة و النحو للتبسيط  وأدت عَيانات كتير. بالحديث عن الهوامش؛ ليه ما يكونش الحُبّ من نوع التيمات الأساسيّة في التثبيت، في المواجهة، الوجود في مواجهة الزمان، الطبيعة، الأبديّة..الفكرة شيّقة جدًا زي إنه الفن من التيمات الأساسيّة. الحُب ليه خصايص و طِباع، و فهمها أو فهمه مش هيعني التخلّي عنه أو التخلّص منه، في حالة إنه كان من التيمات و التكتيكات الرئيسية في المواجهة. الحُب اللي هنا مُختلف عن حُب الشوارع، حُب الشوارع مواجهة و ظاهرة اجتماعية يعمل فيها مِعول التاريخ الاجتماعي. الحُب هنا، كتخلّص من الزمن العادي، أو كمواكبة للطبيعة، أو تضحيّة بتلات أبعاد مُقابل رابع؟ كتثبيت في الزمانيّة و محاولة  فاشلة بإيعاز من اللغة للتخلص من الحيويّة و التحدد. معاول التحليل تشتغل في كل حاجة ما عدا الفِردة، الوِحدة. نقدر نتناقش في تاريخيّة اختياراتي لكن من المنظور دا عن التاريخيّة مُستحيل نعيد إنتاج الحوار ذاتيا، مُستحيل نمسك تحددي و مساحتي و نُطلقها. أنا مثلًا؛ ما باقولش، بعد البلوغ، إني مِش عُرضى للحُب، لكن أنا مش مُعرّض للحب. أنا مُنتجه، فاعله، فقط. في مُتجه لانهائي. أنا بافضّل، فيما يخصني من التيمة الأساسية دي تسمية"التعلّق". أنا مُتعلّق بمجهول..دا مُفيد_رغم إنه مش الواعز_و يخلّيني في تحددي الحيوي خالد التعلّق، مُستمرّ في المُتّجه، مُتجاوز، عابر، شفاف، راحل. مماسيّة الدائرة مش هتخليني أحتكّ بمحتوياتها تحت أي بند إلا في لحظات الوداع المُعلِّمة. الحقايق دي راسخة  في الجسم، في الجينات، لكن نيَلانها ما بيتأتّاش إلا بفشفشة وتفوير و دغدغة للجسم..و مفهوم، عشان الجسم ينتعش و يتذكّر حُرقته لازم يرتعش و يتصلب و يتعرّق و يدمّع و  يجف تمامًا. تشبيه الطبيعة بإنها لبوة مش جاية من فراغ، هيّ جايّة من الفراغ..المساحة اللانهائية، الفراغ نفسه مش صفته أو شكله. عشق المادي، الطبيعي للامتصاص مفهوم في إطار الملاحظة السابقة..الامتصاص انحراف، الانحراف جميل/ أو جمال، خام قبل الوصف، كشعور و دهشة قبل أول اغتيال للتأمّل بالكلمة. العبور من المعنى لإدراكه، فهمه من الداخل و حفظ تكوينه و التخلص منه، أو، للأمانة، المحاولة، بما إنه تيمة و آلية أساسية.

في مُحاولة للوصف، فالتعلّق هو محاولة للتثبّت من الحضور. التثبّت من الحُضور تجريبيًّا بمحاولة_دايمة الفشل_بإلغاؤه. الدخول في التعلّق بنيّة_بعزم_بيضمن إلغاؤه. التعلّق المُحرِّك، بيضمن فشل المحاولة و إنتاج جدل، إنتاج توتّر و اضطراب دايم بيتّسع أبدًا. كلها بتحتاج، صحيح..و التعلّق إنتاج دائم لحضور اللا-أنا بإسقاطه عبر عدسة مُجمّعة على آخر. في مرحلة، كُنت باشوف، إني فاشل في (الحُب)..لكن_الآن_أنا أكثر خبرة من الجميع بِهِ، لو صدّقنا على مقولة الفشل. الفشل في العلاقة، في الربط بين طرفين بنيّة التأبيد نجاح في التعلّق. الأمثلة كتير و إحنا بطّلنا إيرادها..لكنه وجود الله، وجود الكُلّي الخارجي مُجسّمًا يُنهي و يدمّر فناء الصوفيّ. فناء المُحب هو فناء فيزيائي مش مجازي. في المجاز بنفترض الفناء فقط، يعني كنهاية للسطر. الفناء فيزيائي..الفناء بيقتضي_طول الوقت_إنتاج للمادّة في صورة أخرى..صورة أخرى لازمة عنها، عن[طبيعة]المادّة. طبيعة المادّة هنا بتقتضي فناء-تعلّق دائم. أفشل القصص اللي بتنتهي بالجواز. في المُتّجَه..بتنضاف قيم جديدة و انحرافات داخل السهم يراها التفاضل و لا تراها العين المُجرَّدة. التعلّق..نفعيًّا التهام للآخر، تبديده، تدميره، إحلاله و إحضار الذات. التعلّق إنتاج لو اتأسس على رأسمال يتبدد..يتبدد هو، والمتعلّقين بيه. مُدهش الوصف. مُدهشة الحاجة البديهية للنقل و التكرار و فك تشفير معروف سابقًا. التعلّق معروف في ارتباط ظهوره ع الجسد بالقلق. التعلّق تهديد..للجميع. للمتُعَلِّق و المتُعَلَّق بِه. كان فيه حكاية..عن واحد قتلها لمّا لبّته. [حسن نيّة-زيادة و تعديل].