السبت، 27 أغسطس 2011

نوستالجِيا ...


الشيخ محمد رفعت :) ، يا ألله علي هيدي أيام ! ، الساعة 7 صباحا و أمي بتصحِّيني عشان أروح المدرسة والراديو مفتوح ع البرنامج العام .. صوت رفعت الناشع من بين غيابات الفَجر و تذبذب الصبح .. دَخلة اللون اللبني مع نهاية التلاوة و سندوتشات البيض و اللانشون والجبنة البيضا ، قبلها ... قشعرة القيام من تحت اللحاف ، الصبح زمان دايما كان بيكون برد .. كان في صُبح زمان وليل ، دلوقتي بقا في نوم وصحيان متواتِر .. زمان قوي .. في المرحلة الابتدائية .. كُنت دايما باوصَل المدرسة متأخَّر ، يمكن لأني كُنت باستَمرِئ ضلمة الحمَّام ، و يمكن لأن نظرتي للأشياء ما كانتش متوترة بالشكل ده .. ، حاسِّة التذوق كانت أكتر الحواس براعَة .. و الأنف ما كانش بيحلالُه غير ريحة النسمة النازلة يادوبَك مِ الملكوت .

يارا .. أنا ما كنتش اعرف إن فيروز غنِّت لِك ، بس انتي البنت الأولي اللي إدِّت للون الأزرق معني ، لما كُنت باحِبّْ الجينز عليكي :) ، يارا شقرا ، و صوتها بحيح  .. هي ما حبِّتنيش شخصي ، لكن أنا حبيتها شخصي .. يارا أول حَبَّة في عقود الإيروتيكا بنسيان السوستة علي الغارِب .. كان تركِكْ للمدرسة إيذان إسود بالنَّزع مِ المرحلة الابتدائية .
يارا أنا فاكر مرة شوفتك بحجاب و مش بَصِّتلِك .. أصل حجابك لاغي لأول حبة ف عقد الايروتيكا ، و اسمك .. واللون الأزرق .

الصُّبح كثيف للدرجة دي ؟ ده أنا فعلا كان لازم اتأخَّر ع الحِصَّة الأولي اللي كانت دايما بتكون عربي أو حِسبَة ... أنا اتضايقت إن الصبح سريع للدرجة دي ، لدرجة إني مش هاحكي عن نومي في الدكة المهمولة ف آخر الفَصلْ ، ولا عن تفكيري ف تخليد ذكري بكتابة أي كلام علي ورقة و نسيانها ف جيب الشنطة بتاعة الضهر عشان تتفاجئ بيها ف تضحك .

كان دايما عَقْد رُباط الكوتشي بيمثللي تحدي بافشل فيه عَ الوَصلْ ، ولحد الآن .. رغم تحايلي .. ف نص طريقي تجاه أيها حاجة .. بلاقي الرباطين جناحين طايرين خلف الكوتشي .

الميزة الواحدة لأيامها .. إني ما كُنتش حاطط ف دماغي إن يكون كُل كلام الرغي مُعبِّر و إن اللي بيقرا ما ياخدوش علي خاطره .. فيسبلي دين مالهوش ذنب !

الميزة الواحدة لدلوقت .. تمام إدراكي إنه القصاقيص ما كانتش بتتكدس عن غصب ..
الميزة الواحدة ف اليوم أصلا ، إنه بيتكدس ف امبارح تَ يصيرا _ كلاهما _ امبارح واحِد ..
بَس .

الخميس، 25 أغسطس 2011

لِنْدا / ستيلا / و أشياء أخري ..

 أنا ماليش أصل ، دي حقيقة علمية تاريخية تؤكدها الجغرافيا  ويبصم عليها السجل المدني و أوراق و أروقة الحكومة .. أمي من مكان و أبويا من مكان و أنا اتولدت في مكان تالت .. جميل ، ده مُجرد تأسيس ، ماليش أي ميول عائلية البتة ، بس اضطررت _ للأسف _ أروح أفطر يوم في رمضان السنة دي كالعادة عند عمتي ( في المنصورة ) .
أنا ما باحبش عمتي ، وباحب المنصورة .. بالمناسبة باضطر أيضا أزورها كتير ، وعرفت كتير في حياتها و جيرانها .. مش في مجال عرضهم .. خلينا في اللي يهمنا ، صديقتها الصدوقة ، مدام " لِندا " .

المنصورة مدينة عتيقة فيها طابع مصر أيام القديمة ، الشقة بتاعة عمتي إيجارها 5 جنيه تقريبا ، و قاعدة فيها من طلعة الدَّهر .. كان ليها جارة اسمها " لندا " مسيحية مصرية ، معظم حياتها هي و أولادها في أميركا .. ابنتها " دورا " بعد وفاة مامتها ( لندا ) بقت هي همزة الوصل الوحيدة .. بتكلم العمة كل فترة من أميركا ، ما يجيش ف بالك إني بادوِّن عن الوحدة الوطنية ، إنت حتي ممكن ما تقدرش تكمل الرغي ده لآخره .. أنا مش باعمل فيلم يوصف مصر الحلوة ولا يندم ع الوضع بكاميرا ديجيتال ، أبدا .. !

حكت لي عمتي كتير الكتير عن ولاء وحُب " لندا " لها ، الذي قد يزيد ع الأخوة بمراحل ، عمتي ثرثارة و ساذجة ، بتسرد تفاصيل مادية في الغالب ، بس أنا باخُد بالي من الخيطان اللي في النُّص ..
حكت لي إنها في آخر مرة قبل سفرها ، أهدتها برفانا تقريبا و قطعة قماش ، منبطةً إلي أنها قد تكون آخر مرة .. وصدقت .

دائما تحكي العمة هذه الأحداث منذُ عرفتها ، كل مرة .. بعد الغدا ، أثناء شُرب الساقِع ، تسرد نفس الأحداث بنفس التفاصيل بنفس الانطباعات ، وجدتُ عندها آخر مرة مفارش أرضية مكتوب عليها " ستلا " ..الأرضية عندها باركيه بالمناسبة ، انا باحب الباركيه ، كان نفسي أطلع بنت عشان ألبس كعب عالي و أدبدب ع الباركيه .. ما باحبش البيرة بس باحب شكل الكلمة ، وباحب التفصيلة دي في شقة عمتي ..

أنا فاكر المرة الوحيدة اللي دخلت فيها بيت ( لندا ) ، جلست ، وجدت عجوزا ترتدي قميصا قصيرا .. وكذلك الشغالة " عيشَة " .. التي تحكيلي العمة أن " لندا " تركت باسمها مبلغا وقدره في البنك .  
جلست مبلِّما ، ابتسم وفقط ، كنت لسه طفل سخيف ، شُفت الصليب ع الباب معدتي قلبت !
مع إن المسيح ما كانش بتطل من ناحيته ريحة زفارة ولا حاجة ! 

ماتِتْ لندا الطيبة ، و دورا بنتها في أميركا ، وعمتي الثرثارة علي قيد الحياة ، و الأنكي .. إن أبي الذي يضطرني دوما للذهاب إليها ما زال أصلعا بورا . 

الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

سَردٌ مُضارعٌ لماضٍ بَسيطْ ..


حِكاية

من وين بدي بَلِّشْ ؟ (أنا لسه مش شاطر في تقنيات السرد ) ، خلينا نكفي بالمألوف .. من البدء ، حيث قعدتي ع القهوة الوحيدة اللي كانت فاتحة فِ وسط البلد قبل الإفطار بساعتين ، اللي لاقيتها بعد لف و دوران علي شي مكان ما ( هو صحيح مش قادر استوعب الحكمة الإلهية في غلق القهاوي في رمضان _ لحد قبل الإفطار _ بس إحنا مش في معرض استخلاص حُكم بمدي عتاقة عته مصر .. معروفة الشَّغْلِةْ . 

وجدت صديقة ، كانت جالسة مع صديقين لها ما اعرفهمش .. انكسفت ، قعدت بعيد عنها من غير ما تاخد بالها ، بالقرب من ماسورة علي جدار عمارة و أحشاء فرخة ، وقط وقطة يتناوبان الأكل و التحرش ..
قعدت لوحدي كعادة قديمة ، وشي ف وش امرأة أربعينية وحيدة كلل الشيبُ ( مفارق ) شعرها اللي في بقايا شُقْرْ .
حدث عادي بيحصل ، طلبت قهوة مضبوط ، طلبَت شايا _ كان مرا فطلبت قهوة وطمأنت القهوجي أنها ستدفع حساب الذي لم تشربه لأنه كان مرا _ صوتها مسرسع بعض الشئ خالص ، تناوب نظرات منها لي ومني لها ، تناوب أخجلني لوهلة وأعجبني لوهلة و أثار الكتابة في رأسي بعدها ، لم يكن معي أوراق ولا قلم كي أدون .. فرصة النص في الكتابة لا تزيد عن خمسين من مائة ، أضف إلي إني أكتب الآن بأنفٍ مسدود .. أبذل جهدا كي أصفي الدماغ من الشوائب .

دخنت سيجارة دانهيل ، وجدتها تدخن ال"سوبر" ، مش فقر سعادتك ، لكن السوبر سيجارة لا يلقاها إلا الأشقي ، الذي صلي و يصلي ع الوصلْ ، ( تلاحظ أني أكتب جملا ذات طابع سريع ، اعذر انسداد الأنف ) ..

لُكنا المزيدَ من الوَقتِ سويا .. المزيد من التبغ ، المزيد من النظرات البلهاء ، المزيد من ادعاء التجاهل مني ، المزيد من الجمل التي بتنفع للكتابة ، المزيد من التفكير في أن الصدفة التي تدفع للكتابة ..

قُمتُ ، قامَتْ .. ( لم نمارس جنسا ولا تبادلنا أحضانا ولا قبلات و لا من يفرحون ) ، فقط مَشِيت ومِشْيتْ ..

ولازلتُ لا أعرف سببا لقفل القهاوي قبل الإفطار ، ولا لقبول مِعَد القطط لهضم أحشاء الفراخ . 


الاثنين، 22 أغسطس 2011

عن اللُغًة و السَجاير الفَرط و أُمّي و البيانو و أشياء أخرى تقديرها إلَخْ .

1 "اللُّغَة "

أنا عَمْ رِك دائِماً عَ العَرَبِيْ ، وبَاتْأَكِّدْ مِن دَه بِصُورَة دَوْرِيَّة ، مِشْ سامِح لَهَا بالتَّمَكُّن مِنِّيْ ، و بِدون فاء سببية ..أنا أكره ألاعيب كُلِّ مُنْتَهٍ بتاء رُبِطَتْ قَسْرَاً وَجُرِّدَت مِنْ هائيَّتِها ، لِذا ، تلاقيني عَ الديمومة مِشْ مانِح أية أَهَميَّة للكَلِمْ بِقَدْر اهتمامي البَشِع بالكَلَمْ ..

أنا أَكْرَهُ الآداة إطلاقا و لزوما ، أحِبُّ المَدَّ العارِضَ لِلْسُكُونْ ، قَدْرَ سُخْطِي الوالِع عَ السُّكُون ، العَطْفُ سادٍ ، الجَرُّ لا أفْهَمهُ ، لا يوجَدُ ما هو لُغَةٌ فُصْحَي ، المَحْكِيَّة _ أصْلاً _ فُسْحَةُ الأَمَلِ الوَحِيدَة أثناءَ هذه الغَبْرَة المتراكِمَة فوق العَرَبِيَّاتْ .


2

 "السَّجاير الفَرْط"


كُتْر شِرائي السَّجائِر فَرطاً خلاني أعتَقِد هذا "فرط" عَيْن مَكْتوبٌ عَ الجبين كالجُبْن الأبيض المُتَعرِّقِ لرؤيا ضَبْعٍ يقتاتُ ، السجاير الفرط المُفْرِط فِ تناولْها آسِف لها جِدَّا ، بَسْ لازِم تُعذُرني ، هي ما تِعْرَفْش لَذِّة تناول البامية مع الرُّز صباحا ثُمَّ كيك في ذَيْلِهِ سِيجارتان ماركِة " ضَنْ هِلْ " ، لَمْ يُجَرِّبْ حَدٌّ بَعْد الانعزال على سيجارَةْ ، اغتصاب السجائر مؤلِم ، لكنه لذيذ ، كتناول صَدْرَ الفَرْخَة مع عِلْمِكَ التام بذبحها ....

فِ البَدْءِ كانَتِ الفَرْخَة .... !

3

"أمِّي"

أمِّي بارِعَةٌ في صُنْعِ الكيك ، و بَهْتِ ألوانِ قَمِيصِي ، يا أمَّ علٍ بالله عَليكي ، ابهتي قميصي كيفما شِئْتِ ، بَسْ في حال كان عَنْدي آخَر آتي عليه بِدَمٍ كَذِبْ .

أنا كِدَه مِشْ هاجِد حِجَّة لإخوة يوسُفَ ، ألله يسامْحِك يا أم عَلٍ .


أمّيْ مُتَرَهِّلَة ، وَرَثْتُ عنها التَّرَهُّل ، كانَت تُحِبُّ " محمد منير" ، أنا لا أحب "محمد منير" ، أمِّي لا تعرِفُ أني أصَدِّرُ الجمَل هُنا بِ " أنا" ، ولا تَعْرِف أني هُنا أصلا ..
أمِّي غَلْبانَة ، مريضةٌ بالقلب و الغدّة الدرقية ..
أُمِّي لا أعرِف عنها حاجَة إطلاقا !

4

"بيانو"


البيانو مِنَ الوَتَرِيَّاتْ ، كالعود ، لكنَّهُ أنثى رغم تخفيه في أوكتافاتِه العالية بزي الذُّكران ، هذا نَصبٌ واحتياجٌ لللتظبيطْ .. !


5

"أشياء أخري تقديرُها إلَخ "


لَيْسَت كثيرة ، خُذْ عِنْدَكَ مثلا .. الشَّعْر الأكرَت ، العيون الزرق ، الناي ، النوم ، عُلَبْ السجاير الفارِغَة للغايَة وليسَ للوَسِيْلَة ...


6

هَذَا ... واللهُ مِنْ وراءِ القَصْد / مُبَاشَرَةً ..

خَلَصْ


ناسوت .... " مَدْخَلْ واسِعْ "

1
 "ناسوت" مَشْروع تَدْويني بيحاول يسافِرْ عَكْس اتِّجاه الجاذبية أو قانون الطَفْو ، أو الطَفْي ، يُدَخِّن بِشَرَاهَة ، يَضْحَك بِبَلاهَة ، يَكْرَه السَّجْع والجِناس والجِنْس والازداوج والزواج رَغْم استخدامِه ليهم ، آيْسْ كَرِيْم .. والمَعْنَي في بَطْن الشاعِرْ !
2
 بما إنو هذا مَدْخَل ، فيُسْتَحْسَن أيضاً إنِّك تِعْرَف إن مش هادْخُل إلَّا علي قَدْ عُمْقْ المَدْخول ، فلو لقيتني ما طَوِّلتِشْ التواجُد بالداخِل ، فاعلَم إن المكان مِشْ واسِعْ .
3
قَدْر الإمْكان هاحاول أَرَتِّب السِّفْر ، وأنشُرُه بِسُْرْعَة .. لِذَا عُذْرا علي الغياب النِّسْبي المتوقع حُدوثه :)
4
هَذِهْ "الأسْفار" مُهْداةْ لِ : زياد الرحباني ، و لي .
5
هَذَا ... و َبَسْ كِدَه أو وِكِدَه :)
6
أنا بالمُناسْبَة مش بتاع تَهَكُّم علي أي فِكْر أو مذهب ، وأيضا كل الأخطاء اللُّغَوِيَّة مُتَعَمَّدَة ...

الخميس، 18 أغسطس 2011

ذكرياتٌ ...

مَدخَل /
1 كانَ من المُفتَرض أن يُكْتَب هذا الحَكي منذ شَهر ، أو كان من المفترض أن تُكتب موازاة للتجربَة المَعيشَة ، لكن هكذا شئت وشاء لها الهوي .
2 هذا الحَكي الفاضي يدور في إطار زمني لا يتجاوز 10 شهور من عمري ( منذ بداية العام الدراسي اللي بانت نتيجته النهاردة ) .
3 هذه الأحداث وقعت فهي إذن واقعية ، لكن.. أصحاب القلوب الضعيفة يمتنعونَ .
4 لا يُراعي الترتيب الزمني .
5 تحتوي التدوينة علي كم من البذاءة غير متعمد ، لانه في إطار سردي غالبا .

وشُكرا ..

بدايات عامة / باختصار يمكن عشان أنا كتبت عن ده ... فقدان حبيبة ، فقدان كِل شي ، واختيار كلية " دار العلوم " عشان حوار اللغة والأدب ، والبعد عن خرافات حارتنا ، و الانخراط في الحياة ، علي اعتبار إن الحياة فيها وجع ، ما كُنتش متخيل إنه هيبسطها قوي كده !
عشان الانتظام في الدراسة وبما إني كَحيان كان لابد من "المدينة الجامعية" بالقاهرة .. مواجهة هي للجامعة .. يوم التَقديم عشان أسْكُن هناك كان مأساة إنسانية في حَد ذاته ، لحد ما الورق خِلِص
وانطلقت علي الغرفة ( اللي هي في مبني رقم 14 – اللي هو للعلم مشوار داخل المدينة الجامعية .. آخر حاجة فيها أصلا ) ، ثم الخازوق الثاني إن الغُرفة لاتنين ، و إن السراير سُسَت و المراتب إسْفِنْج .
بالمناسبة .. مَبيت أول ليلة كان شئ رهيب ، رجعت طفل .. تخيل كائن فاقد حبيبته إمبارح وبيتعرف علي ناس جديدة ( نسيت أقول إني نزلت وسط البله لأول مرة وقابلت من قابلت وفضلت ساكت ) .. وروحت .. نمت عَ السرير الرهيب .. إذن ف .. عااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
وبكاء لعنان السماء السادسة ( السابعة مرة تانية في المدينة برضو ) ، اتصلت بصديق عزيز ، كُنت جنين قوي ساعتها ، بدأت أصرخ وأعيط لُه في التليفون .. وهو بيحاول معايا .. ومفيش نتيجة .

مش هاسرد تفاصيلي الشخصية دلوقتي .. هاكمل مع مُحتوي القفص المديني .

الأكل /

هُنًاكَ .. حَيثُ كل شي بيقَرِّف ، يعطونَك الأكل بمواعيد ، بالأحري يعلفونك بشكل نظامي ، ما بين الفاصوليا واللوبيا والبازلاء والكوسة والفراخ المُدماة و اللحم بالكدمات و الكنافة الاسباغيتي والبسبوبسة عابرة القارات .. وجبة الغداء أجلَّك .
في العَشَا .. تنتابَك الريبة من كمية الألبان المعطاة ( زبادي - رز بلبن - لبن – بليلة – جبنة بيضا – جبنة مثلثات ) والمُريب أكتر .. انحدار مُعدلات استمناء طلبة المدينة الجامعية واللي بيستعيضوا عنها بحضور دروس حسان وصلاة الفجر والبضان علي ميتين أمي أنا بَس .
طبعا الافطار مفيش ( بيزتولك الفطار مع العشا ... )
كُل ده ملحوق .. لكن مَنظر فيه عمك "شافعي" اللي بيصبللك "الطبيخ" داخل الصينية أم فتحات يجيب كُل القئ المنسي في ذاكرة أمعائك .. سألت طلاب قدماء ، قالولي من يوم ما جينا ما شوفناهوش ضحك .. و عرفت العلة .. مفيش ولا سنة داخل شِفري فمِه .
داخِل مَطعَم المدينة تَجِد كُل ما غَصَّ و طانَ .. الفئران الصغيرة عند الأحواض ، الصراصر المرحة عند الحنفيات ، القطط التي تُثبِت لك إن الأسد هو اللي زي القطة مش العكس ( كائنات مشتقة من القطط اللي اعرفها لكن الواحد أثقل من خرتيت نائم يلوك قطعة من غابة ) ، قلبك الرحيم يضطرك
لإعطائها الأكل ( قلبك الرحيم وسوء الأكل صراحةً ) .
الرائع أيضا .. إن أكل المدينة لُه محبيه .. المتحايلون علي القانون عشان ياخدوا وَجبة زيادة .

النوم /
النوم شئ فرعي جدا .. كُنت بامارسُه علي إنه الشئ اللي بيتعمل عشان مفيش شئ تاني يتعمل ، أصلا هتنام ازاي و أنت رفيق غرفتك يدعي "بهلول" ؟ ، ازاي تستمتع بالنوم في غُرفة قبلي في الجيزة نفس مساحة الزنزانة ؟
الحكي عن النوم بالنسبة لي مش قضية ، بانام زي الخلق الطبيعيين ، لكن المدينة ما فيهاش خلق طبيعيين .. تجد الذئب منهم ( نايم ومفتح عينيه ) ، أو الأحول ( بيغطي وشه ويكشف جسمه ) ، أو المختبر ودول بكثرة ومنهم الرائع " بهلول " ... نَشَادر ، نشادر ، نشادِر .

الأدمِغَة / مدينة البهائم / البكَبورطيّونَ أولا ..
"عرض لنماذج من بهائم الكيان المديني"
1 بهلول
الأقربون أولي بالفَشخ في هذه الحالة ، زميل الزنزانة 34 دور ج مبني 14 .. آه ياني ! كيف فيي أحكي عن بهلول ، علمونا إن البلاغة " مطابقة الكلام لمقتضي الحال " ، طيب وإن كان الاسم بيختزل كُل ما تحته ؟ بهلول .. بَهلِة .
بهلول من أرقي بقاع الأرض .. إطفيح الدم ، بعد أحداث الكنيسة ، كان يفتخر ويتفشخر بدين والدته إنه من "البلد اللي فجرت الكنيسة" ويمشي مصدرا إليتيهِ الضامرتين من عزق الأرض لأعلي ، كانت بتصعب عليا السما ساعتها .
بهلول غير ناطق بالعربية ، لهجته بدوية لا تُفهَم ، بهلول غير ناطق ، علي اعتبار إن الإنسان حيوان ناطِق ، بهلول كان يُحبُ ( ما اعرفش بيحب إيه ولا نوع الموبايل اللي كان معاه ، بس هو كان بيقلِّب نور ، وعامل أغنية لحماقي رينج تون ) يُحب ليلا ويهمس وينتشر ويتوغل ، وفي أثناء فيلم السبعينات ده يسب الدين ناططا بنُص جسمه من فوق السرير الفوقاني قائلا لمزعجي الطرقات " أحا يا ولاد الوسخة " .. بدأت أكون صورة عن حبيبة بهلول .. كفي ، لن أستَهينَ بمشاعر الفتي ، فهو يمشي علي اثنتين علي الأقل .. لقد بكي بسبب الحب الجارف " المُجرِف " ، وواسيتُه و لبست عباءة " أسامة منير " وأفدته كي يفيدني الله .
لكن الفتي لهُ مواقفه التي لا تنسي ، لما كانت الفلوس مقصرة معايا ، وممعاييش أجيب سجاير ، وكنت عاين بواقي التبغ تحسبا ( ما تتصدمش .. الدنيا عملت فيا أكتر من كده ) كان هو اللي بيلفلي السجائر .. ( كنا بنلفها ف ورق كراريس مش بفرة كمان ) ولكن هذا في آخر السنة الدراسية ..
كما أنه يتمتع بقدر من الفكاهة لو تعلمونَ فشيخ .. يفضل الاستعانة به في خصي الموالي .. بارع هو بهلول في الفلكلور البدوي ، يغني للبهائم الآخرين فلا يفهمون ببصلة ، تقريبا نوعية البقر مختلفة .
بهلول مادة جيدة للاسترسال مش مستاهلة كُل هذا الرغي ..
إنت ابن وسخة يا بهلول .

2 مُنير ( السلف تلف و الرد عليه خُسارة )
بياكُل خرا ... أكيد المنظر ده ما بياكلش زينا ، خرا طبيعي كمان .. بس ماهم كلهم بياكلوا خرا بس ما وصلوش للدرجة دي ، سألته : منير .. سنانك صفرا كده ليه ؟ وعرفت إنه المشكلة عنده مش أكل الخرا .. المشكلة أكله علي معدة فاضية !
نموذج مثالي لل"مكفراتي"الصغير ، امتلأ بحسان ويعقوب وأبي جهل الحويني ، وجَه ينُطُر علمه في مسامعنا
.. الكُل يقدسه ، عداي ، طبعا ده أثار حفيظته ... منير مش معترض غني قَرَّاء ، معترض ( هو وإبراهيم وباقي التشكيل الوهابي في المدينة ، واللي كانوا عارفينني بالاسم ، واللي وصللنا أخبار إن في نية علقة سخنة لينا ف آخر يوم في الامتحانات ) علي إني باقرا الفلسفة الكافرة والمتخلفة ، وأقرأ ماركس وانسي ابن تيمية ..
حصلت مناظرات بالهبل " طبعا بالهبل لأنه أنا أهبل إني حطيت نفسي فيها ، كلها في إطار : أنت مؤمن ؟ طيب لو مش مؤمن ؟ هادريز ؟ هارديزك حمرا يا مُنير إنتَ ومن اتبعك إلي يوم الدين .

الشيخ " سكس " ...
ده شخصية تانية جميلة قوي جدا خالص .. اللي عرفني عليه صديقي اللي ف رابعة واللي كُنا شبه مقيمين مع بعض وبنزاول الحياة ونتبضن منها مع بعض ، شيخ سرسجي بمعني الكلمة، فتاة أحلامه " غادة عبد الرازق " ، جبنا خط .. وبدأنا نكلمه من رقم غريب .. وما نردش ، ع الفور الواد النمس قالها "يوريكا يوريكا .. إنها أنثي " وبدأ يداعب ويدغدغ مشاعرنا المريضة بعباراته .. وإمعانا في الهبل ، تقمصت دور ال"بروستيتوت" وأصدرت أصواتا ( من الحنجرة بس ) ، وتقريبا "محمد" شخرله في آخر مكالمة ..

الإنسان البندول ...
ده كائن ف 6 طب بشري ، ولو إنه شكله يوحي بإنه عِجل بالإيجار ، ده ما اعرفش عنه حاجة غير إنه من ساعة ما قعد في المبني وهو واقف في البلكونة رايح جاي ، طول اليوم ، كل الوقت ، وما بيوصلش !

عجائب المخلوقات

1 د فتحي مُصطفي
ده ما يتوصفش ، ده نخليه يتكلم عن نفسه .. بقاله 30 سنة تقريبا ف نهائي طب ، بيقول عن نفسه من المحاربين القدامي ، بيقول إنه أقدم محارب علي وجه الأرض .. بيقول إنه مدلكاتي العظام .. قرايب مُبارك و السادات .. بيقول إنه انسيكلوبيديا براتانيكا متحركة .. بيقول إنه حضر صالون العقاد .. وبيقول إن الد. عبد اللطيف عبد الحليم " أبو همام " ( دكتور و شاعر درعمي ) حمار ، وكداب .. بيقول انه حارب في 73 و 67 وغزوة أحد .. وانه بطل العالم في كمال الأجسام،باشوفه ( 6 صباحا في عز التكتكة ) لابس مايوه من بتوع السومو وطاقية وماشي يهُقْ و ماسك كوزين .. ويرفع أثقال ..  أول مرة وقفنا ساعة ونص قدام المطعم يحكيلنا سيرته العَفِنَة ، وسابنا ومشي ، كل ما اشوفه واقول ازيك ألاقي ماسورة مجاري ف وشي " سيدي و حبيبي والله ، سيدي وحبيبي والله سيدي وحبيبي والله " .
شخصيا .. ما شوفتوش بيقرا غير الجرنان .

2 اللغة المختصرة
ده كائن لا أعرف عنه شئ غير إنه عبقري .. استطاع تلخيص الحياة في سؤالين واستنتاج ، يوقف الشخص ويسأله " أمك حلوة ؟ " ، " أبوك حلو " ؟ .. وييجي الرد قاسي .. إنت خول ، أيا كانت الإجابة .  

خبرات لغوية
ده سفر عظيم .. ده سِفر ما حصلش . تخليص الإسفخص من بوز الإخص

1 الفرنسية
يتحدثها الكفرشيخويون بطلاقة .. ساعة أدور علي آخر حرف ولا منادي ، ينطقونها كفر الشئ ، اللي كانوا منها في المدينة أشياء فعلا ..
2 الزجزاجية
دي من اكتشاف "كفر الدوار" ، يضع "ز" بين كل حرفين في الكلمة ، المريب إن اللي كان من كفر الدوار بيتحدثها بطلاقة .. ممكن تقول جملة زي " أنا رايح انام يا زميل " في نص ساعة مثلا .
3 الصعيدية المتطرفة
لم ينجَح أحد .
4 السويس..رية
هذه يتحدثها يسري ، يسري يخرج الحرف من جانبي شفاتيره ، ويشخر ، هو يشخر بشكل طلقائي .. يسري مُثقف جدا في الأساطير .. حاكانا شغلة عن مهرجان " كان " .. وهي أنه قرأ خبرا عن مخرج خد جايزة عن المسرحية بتاعة الواد اللي نام جنب أمه صحي الصبح مالاقاهش أبوه ! " العهدة علي يسري والمصحف " ، وله لزمات لا تفارقه ( شيبسي وكاراتيه – الشخرة – إيه ياض ياللي الشيطان .... في دماغك ؟ ) .. يسري زي سابقيه .
5 وأن هناك من ينطقون الكاف ..سي إتش .

الأدب
" من هنا ورايح مفيش أدونيس ولا ماغوط .. أنا الزعيم "

1 أحمد صديق المنشاوي
ده استطاع أن يعبر بقصيدته كل العوائق الزمنية و الوقتية ، قصيدة قصيرة كأستك بوكسر ، كي تعرف كيف يكتب أحمد .. أحمد أولا منعزل تماما ، ينام ، يصحو ، يجيب الأكل ياكله في الغرفة ، يسمع الكتاب ، و هلم جرا ..
اكتشفنا موهبته ، اكتشفها " منير " ، حين كان واقفا في البلكونة وإذا شيطان الشعر نزل علي أحمد دون أن يكون لدي أحمد فوطة صحية ... وأنشَد قصيدته العصماء التي يقول فيها :

" إنت جبان
وإنت جبان ( ايوه انت .. باقوللك انت )
وإنت جبان
أنا لابِس جَميص بِكِم
وانت لابِس بنُص كِم
يا تري ده حلم ولا علم ؟
والدنيا برد
الدنيا برد قوي "

هذه القصيدة زي ما انتو شايفين تعبر عن مأساة أحمد الوجودية المتمثلة في ثقب البوكسر ، واغتصابه من لدن قوات المارينز الإيطالية .

2 السادات ( شاعر برضه )
آخر سنة طب أسنان ، بيحب هشام الجخ ..
فاهم إنه بيكتب شعر ، وطبعا إحنا مضطرين نسمع .. كُل قصايده عن النيل ، وكل قصايده مافيهاش ريحة الشعر ولا النثر.. ريحة خرا متواصل .

3 سامِح
ما ينفعش يبقي الإنتاج الشعري علي ودنه ، والروائيين نايمين ... سامح قرر يكسر الركود ، برائعته السردية " المعيدة " ، وهي رواية تدور حول بنت عازت تتعين معيدة ف الكلية ، فعملت فيلم سكس مع الدكتور .. سامح أرادها إيروطيقية .. فأشرت عليه بأن يقرأ أولا " إنها حقا عائلة ...." ، سألته " إنت قريت إيه يا سامح ؟ " قال لي " الثلاثية ".. الصراحة اتصدمت ، قلتله كلها ؟ قاللي "ثلاث" صفحات ..
سامح أيضا له مشاركات في القصة القصيرة ، واللي متأكد منه إنه ما قراش حتي " أذكار الصباح والمساء " .

4 الرَجَبِيزمية
طبعا معروف إن تطور الحكرة الأدبية بياصحبه نشاط فكري ، نسيت أحدثكم عن فيلسوفنا الجامعي الفَظّْ ... إنه خليفة أَرِسطو و تلميذ هوسِرل ...
محمَّد رَجب القناوي علي سِن ورُبعْ .
اكتشفت أسرار فلسفته في حوار قصير طلب مني فيه أشرحله " الوجودية " ، فقلتله وجودية بيرديائيف ولا بتاعة كيركجورد ولا سارتر ولا هايدجر ؟ ع العموم هايدجر بيقول إن الفلسفة هي " البحث في الوجود بما هو موجود " ، وهنا قال جملته الشهيرة اللي لو سمعها هايدجر .. كان هايشْخُر
" طب واللي مِشْ مَوجود _ بتعطيش الجيم لغاية ما ريقها ينشف _ ؟ "
ما قدردتش أرد .. أفحمني رجب برده القاسي . 

ده جزء بسيط من فن المدينة الجامعية "السروالي" .

.............................................

عَودَة ..

كُنت قلت إن بكايا الأولاني وصل لعنان السماء السادسة ، مرة تانية في الترم الأولاني ..في منتصف الليل و أنا باسمع مزيكا وراجع من برا ...صرخت في أول المدينة ، عيطت بصريخ ، وقعدت أتخانق .. الحالة كانت حرجة جدا ..

تفاريح وسط تضاعيف الضعف ..

1 أمل .. الوحيدة اللي قدرت تفضل معايا من أول ما عرفنا بعض لحد هلق .. حضرت التجربة " سماعيا " بالكامل .. كانت خيط جميل مالوش لون مبتذل من بتوع العالم ده .. خيط لونه أمل .

2 قعداتي في المدينة الرياضية ( في ظهر المدينة ) فوق السور معرض إني اقع ف أي لحطة قبل الفجر بسويعات ، باسمع " أبو علي " ، ومركز مع العمارات المؤدية ل"المهندسين" ، قلت يمكن تكون اللي باحبها ساكنة ف واحدة منهم .. منظر الأبراج دي يثير مشاعرك تجاه الرأسمال ، لكن اللي طلعت تتكلم في التليفون في نص الليل هونت شوية ... رغم إنها تقريبا ما كانتش طايقاني ...
مراقبة الأنوار ليلة الخميس في هذه العماير .

تقريبا مفيش شئ تاني كان يفرح ..

الاثنين، 15 أغسطس 2011

قتل خَطأ ...

سؤال ، وهو بالأحري نَقد و اعتراض اتوجه كتير للي باكتبه ، إنو " يا علي ، ممكن توضح شوية ؟ ، ليه بتكثف النَّص كِدَه ، وليه مفيش شئ دال دلالة ولو غير مباشرة عن قصدك ؟
وإنِّي بكده ، حتي ولو كان النص عظيم ، ماحدش هيحس بيه ، لأنه هيكون مجرد رسالة شَفْرَة مش هيفهمها غير اللي كاتبها ، واللي معاه مفتاح الشفرة .

هو أولا ، حابب أقول إن انتقاد الغموض انتقاد لطيف ، إما كان دافعه استسهال ، أو استهبال ، الاستسهال من باب إنو القارئ ما بيبقاش اتفشخ إنسانيا ، وعايز نَص مهضوم خارج أمعاء وعيه ، وكل اللي عليه إنو يدلقه في ودانه ، وإما يسقف له ، أو يسقف علي وِشُّه !

والاستهبال من باب " إنما ننقدكم لوجه الله " ، وغالبا ما بيبقاش " نقد" ، بيبقي محاولة ل "نقض" النص من أساسه !

علي الناحية التانية ، كتير من اللي نصوصهم غامضة عالم عِبط ، أيون ، فعليا في ناس بيطلع نصها غامض عشان ما فيهوش فِكْر ، بالضبط زي نَكش الفِرَاخ ، مُنتَظِر تِفهَم نَصْ كتَبِتُه فَرخَة في أثناء موسم التزاوج ؟

وناس بيطلع نَصَّها غامض ، من باب معاجلة النَّقص بالنَّص ، إنو " بماإنوأنا مثقف ، فلازم أكون كاتب ، وبما إنو أنا بقيت كاتب ، فلازم أكون مُمَيَّز ، وعشان اكون مُمَيَّز ، لازم أكتب لوغاريتمات مع سَبق الإصرار والتَّرَصُّد .
ماشي الحال ، طَيب إنو يا خيي ما العَمَل ؟ .. لا نقد عاجبك ولا نَص عاجبك ، ولا
وضحتلناش بردو ليه بتكتب نصوص شيئية إن جاز التعبير ، صعب التعامل معاها بِشَكل
إنساني بسيط ؟

وهنا هارجع لِفِكْرِة أولي ، هي فِكرة عَدَم الإصرار والترصد ، أنا مش باروح أكتب ،
وأنا باقول " اللهم نويت أكتب نص ما يفهموش إلاي " ! ، أصلا .. تبعا لطبيعة الإنسان البسيطة جدا ، أنا محتاج أسمع تَهليل وتسقيف ، وكلمات مدح ، و ورود بتطاير حواليا ، فمن الممكن أكتب نص يلمس الناس في مناطقهم النفسية الحساسة وهاحوز الإعجاب بلا شَكْ .

بَس مُجَدَّدَا ، أنا مش بانوي أصلا ، أنا بالاقي نَفسي باكتب ، وكلام فِ سِرَّك ، أنا شخصيا أحيانا كتير مِشْ بابقي فاهم أنا عايز إيه ، بَس بعد ما باخلص كِتابة ، بتعامل مع الكلام كأنه حاجة في ذاتها ، ودي الفِكْرة التانية ، واللي هي مَربط الفَرَس ..
بِبَسَاطَة :
ليه سيادتك ما تؤمنش بقيمة الأشياء في ذاتها ، زي ما أنا عامل كِدَه ؟ ، أنت مِشْ مُلزَم تِفهَم نَص ، أيا كان النص ده أولا ، لَكن هتتفاعل معاه بِشَكل أو بآخر، وده المُشكِل ، إحنا بنقعد نقول " النص الفلاني ، النص العلاني ، كيت وكيت وكيت " وبننسي إن النص كيان قائم بذاته .

هارجع ل من 3 سطور فاتو ، أنا مؤمن تماما إن كُل شئ قيِّم في ذاته ، المعني قيم في ذاته ، وبيبقي قيم أكتر لو اتحط جنب معاني قيمة هي الأخري ، أو بالأحري ، لو اتحط جنب معاني من نَفس " طينته "، عشان كِده..طريقة تفكيري قايمة ع الكيانات في سياقها في الأساس ، والسياقات التانية اللي " أنا " باحب أحطه فيها .

لذلك ، أنا مش مضطر أستخدم أشياء الوجود عشان خاطر الإنسان ، أنا باستخدم أشياء الوجود عَشَان خاطر أشياء الوجود نفسه ، ده في إطار الكلام والكتابة بِشَكل خاص ، وأحيانا في إطاري الإنساني ، لما باحطني ، وبعاملني كشئ من أشياء الوجود ، له معني وكيان ، وبلفظ آخر ، له ال داتا الخاصَّة بيه ، اللي بتحمل مُسَوِّغات تَطَوُّرها جواها ، دون إنغلاق ، عشان نَقدَها المُسْتَمِّر لذاتها ، بينقيها باستمرار من شوائب عُقَد النَقص ، والانحياز المريض جِدَّا ، وكل ما شاب كَيان أي شئ ..

أما عن الكثافة ، فسببه بَسيط ، إن قيمة الشئ الأولي اللي باحاولها ، بمثابة "البلازما " ، المادة الأولي اللي من غير فراغات ، معني مُصْمَت يَعني .
وأنا لٌغَتي ما فيهاش فُرَص لتَضْييع الوقت ..
باختصار شديد :
الكِتابة جريمة قَتل خَطأ كان لابُد من ارتكابها ، وبَعْدِين تعامل معاملة الأمر الواقع .. من السما أحيانا !

بَسْ .

الخميس، 11 أغسطس 2011

Curly ...



أَعْظَمْ كَيَان في تاريخ البَشَرِيَّة هو شَعْرْ أنثي الآدمي ...
لماذا ؟
سؤال وَجيه ، أولا دعني أعرفك بشكل عام إني باعشق هذا الكيان بشكل مفرط ، لحد الهبل والجنون والشعوذة، وخصوصا الكيرلي منه ... ما تتخيلش كم الفرحة والطاقة الايجابية والسعادة و الانسانية اللي باحسها عند رؤيتي لشعر بنوتة ، و لو كان كيرلي بشكل خاص  .
في بَنات لايق عليهن الشعر الناعم ، باحسه صُمِّم لأجلهن ، وشوشهن بيبقي فيها نفس  إنسيابه، نفس اطراده و استرساله ... الشعر الناعم شَلال عم ينزل ع القَفَا بهدوء ، بِحنيَّة ، بحلا  ، لذا ، اللهم خلِّي أمي بشعر ناعم ، ينزل من عَلي راسها ويحرك مياه شرياني الأبهر الراكدة   .

أمَّا عَن جُنوني بالكيرلي و الويفي وكل ما كَسَر الانسياب والهدا ، فتفسيره يتلخص في إن الشِّعْرْ مِشْ هَيْكون شِعْرْ إلا لو كانَ كيرلي ، مجعد ، مجنون ، غير منساب ، ثائر ، خشن أحيانا زي الرصيف اللي خَدْني ف حضنه ، مموج ،زي البَحْرْ اللي اترميت فيه صغير ،  وهارمي نفسي فيه كبير ، شئت أم أبيت !

الشِّعْرْ شَعْرْ مْجَعَّد من غير بِنَسْ ، من غير شَرَايط ، أو تِوَك من غير شروط .. غير إنه فاحِمْ ..
والشَّعْرْ شِعْرْ بينكتِبْ داخل مسَامّْ نَفَسِيْ .. مَلاحِمْ .
فَلَو سَمَحْتِيْ .. ما تلمسيش شَعْرَكْ بفيونكة أو ما شابه .
ولو سَمَحتْ .. ما تلمِسش شِعْرَكْ بالرغم مما شابَه .

خليه كِدَه !
خَلِّيْه كِدَه !









الاثنين، 8 أغسطس 2011

lingerie



منذ دقايق مفيش دليل علي وجود الثواني جواها ، كُنْتْ بَشَاهِدْ حلقة _ وصدَف إنها الحلقة الأولي _ من برنامج عن الإعلانات ...
وكانت الحلقة الأولي "الابتدائية _ الافتتاحية" عن الأنْدَرْ وير أجلَّك .. لا مؤاخذة .. الملابس الداخليَّة . آها .. أي نَعَمْ ..الملابس الداخلية سيدي ، سيدتي القارئة أو المُستَمعة ..أيا كان نوع التلقي تَبَع ْ جلالتكْ
وإليكُمْ بَعْضا مِنَ الخيالات  :
1
 مُفارقة ماهياش خافية تحت السطح ..بل طافية .. واضحة وضوح حبي لك كما أفترض .. وهي "الداخلية"   ، لحظة ، ما تتوهمش أن داخلية هنا غير داخلية  أخري لا يحبذ ذكر اسمها في الظروف الحالية .. بل هما واحد .. والمنهج المُتَّبَعْ هنا وهناك واحد .. الإرهاب سيدي ..الإرهاب المثير .. والمفضي إلي "الوقوف" في الحالتين .. وكلاهما لا يخلو من صراخ ، وشد ، وجذب ، وقذف ، بل و .... دِمَاء !و مفيش طرف صح ، وطرف غلط ، لكلا الطرفين " داخليته" الخاصَّةْ .
2
والملاحظة دي متعلقة بالبرنامج ذاته وبتوقيت الحلقة منه .. أي كون حلقة " الملابس الداخلية " عبارة عن"مُفْتَتَحْ" للبرنامج ...
والحقيقة ، إنُّوْ الافتتاحية العُظمي لأعْظَمْ شو ... كانت متعلقة بملابِسْ داخلية أيضا ، بل هذه الافتتاحية لَها الفَضلْ في اختراع اللباس الداخلي ،  لِكَوْنِها كاشفة عن أن المُهَرِّجْ المتمرد علي الدوام وعلي الشو ذاته ، لماكان مُتَخيل  إنّو هَيِهْتِكْ سِر العرض ، فرفع الستار قبل أوانه بلحظات ، ولسوء حظ المهرج أن الستار مجدول من جلده _دون معرفته_ فبدلا من استياء المتفرجين من إفساد العرض ، ضَحَّكْهمْ علي خُبْثُهْ الافتراضي
3
 الأندر وير .. مِشْ أَنْدَرْ وِيْرْ ..!











هُف ...


الفٌقَّاعَاتْ جميلة قوي ، وموحية قوي...
مُتْعَةْ فائقة بِتِنْتَاْبْنِيْ لَمَّا بانْفُخ والبتاعة البلاستيك يطلع منها فقاقيع كتير ...
مُتْعَةْ سَادِيَّةْ لحَدٍِ ما ..
شعوري إني بِ " نفخة " مني ، باملا الميه هوا ، وأشوفه وهو بيفرقع ،
ياااااااه ، منتهي النشوة ... !!

صَحيح ..
لو كان في كائنات دقيقة عايشة فوق الفقاقيع دي زمان موقفها مني إيه ؟
أكيد أجزاء الثانية اللي هي عُمر الفقاعة الواحدة تُعْتَبَر عُمر طويل بالنسبة للكائنات دي ....

يا تري زعلانين مني؟

عندهم حَق ْ!
ذنبهم إيه إنهم يعرفوا حياة ، ولو قصيرة ، وبعدين يكتشفوا إنهم ماتوا ، والمصيبة الأكبر لو عرفوا إن كل ده لتحقيق متعتي الشخصية ....
آه ، من حقي أستمتع ، بَس مش علي حساب حياتهم الشخصية ...

...................

 بالمُناسبَة ...
أنا كمان مفقوع.
هُففففففففففف !


الجمعة، 5 أغسطس 2011

إسفاف لَيلي ...

1
أنت ، بتتتمشي في مكان نائي تماما ، ترعة تنبعث منها رائحة الخراء البشر / حيواني الناتج عن التهام كمية بها كمية مريبة من البأس " لمن يفهمون البأس " من المخلوقات للحياة ساخنة و بالبُهارات اللازمة لجعل الخراء بكل هذا القرف ، مقابر ، ومسجد ، تراك " الشاطئ الآخر " لاينتهي إلا ليبدأ ، حريقة أولها عند أخمص قدميك و آخرها ف شعرك المنكوش أبدا ، أوسطها أوله في فمك آخره في قلبك ورئتيك وشرايينك التاجي منها و الأورطي وإخوانهم في الانسداد / دخان بيصَّاعَد طلبا لرحمة الفِلتَر من سخافة فكرة التنقية .
2
فكرة إن المسيح حاله أحسن مني تراودني بوَهن ، معلش اعذرني يا مُخَلِّص .. إنت بما إنك موصول بالرب العالي ، مساميرك مش أكتر من صورة ، وصليبك لزمة لابد منها لحبك دراما التأويل ، أنا فعلا تعبان / صحيح مش وارد إنه يكون في باسمي أي نوع من أنواع الكُتُب المُكَدَّسَة ، بس اسمحلي أقوللك : أنا تعبان ، خوابير الوجود تقريبا ما لاقتش خَشَب غير جلدي ، صليبك "زائد" ...
وصليبي .. بالناقِصْ .
3
في الطريق للمنزل ، أرمي عُقب السيجارة قائلا " عُقبي لي " ، أتخلص من ال"هاند فري" ، أتكوم أمام التكنولوجيا داعيا الله تعالي .. أن لا تنقطع الكهربا أثناء إعادة ترتيب بعض حروف اللغة الزائدة عن الحاجة .

الخميس، 4 أغسطس 2011

مَدائح منثورة علي قَبْرٍ ذي أخطارٍ جَمَّة ... ( قَصيدة نَسْر مشلول طِفْلِيَّا ! )

1
فَتْح قَصيدة بكلام عن كُتلَة و حَجْم وقانون الكَم سَخَافَة ، سَخَافة سَخافة ، لا بَل يُعتَبر خرْقْ ليويتوبيا النَّص المغصوب دايما علي تناولها غَصبا عنه لأنه مريض بالسِّمنَة المُفْرِطَة .. وامتلا رئتيه بتراب النيكوتين الأعزل من لا شئ إلا فكرة كونه تراب نيكوتين ...
2
المُكْتَنِزون للمُكَتَنِزات ، والمحترقون للمحترقات ، الميتون للميتات ، و المدخنون للمدخنات ، السَّيئون للسيئات ، لا عزاء لأمراض الوراثة ، لا عزاء لماضي حيطان المبكي ، لا عزاء لأولاد البهايم ، لا عزاء للبهايم ، لا عزاء لأحفاد البهيمة الأُم ..لا عَزاء .
3
مِنْ حَقْ شرايينَك تِنسَد ، مِن حق مساوئ جسمَك تِظهَر عَ العامَّة ، من حَقْ الدِّهن يقول " أنا سَيَحان هَم المَخَاليق علي عَظم برئ ، و جَسَد عاري عَنِّ الصِّحَّة ..

من غير لَكن للإضراب

مش مِن حَقْ ، مش منطق ، إن تضاعفك بددوام ، يخلي بينك وبين بنوتة بتحب طوال القامة ، قِصيري المُدَّة ف التعبير عن شغفهم بأي كهف ، إن كان حتي ، كهف عمومي ..

4

عَدرا مريضة بالزَّولان ، و قلَم برصاص مَضروب ...







إجهاض .

وَحْدَك فِ الوَرَمْ الصَبَاحِي والدُّخَّان بيتْبَعْتَرْ /بَرَاعِة الرَّاندُوم فِ سَحْلَك ،و جَعْلَكْ تِبْتِغِي أخْضَرَك عَ الكَوْكَب الأَحْمَرْ / نَطْوَرِة الحُرُوف واقِعِيَّة ..عِوَج ، جوع / وَجَع ، رفيق فقران قَفْرَان كَفْرَان .. قَرّْ و رِقّْ / شِيْهِ القَمَر بالجِبين مُلتَصِقْ  / صُدَاع كَثِيفْ ، سَخِيفْ لاحق دماغك لحَدّْ بَعْد الأُفُقْ .

لُغَتَك ؟ آه ياني مِن لٌغَتَك .. لٌغَتَك لَغَط غَلَط ينعِرِضْ / معانيك مبتسرة ، قربت تِنقِرِض / شِعْرَك مٌعاق ، نَزفَك صَفِيق .
وَحْدَك .. حَيثُ نَحْبَك فِ الوَرِيد ، والرسايل واصلة مِن دون بَريد  / التَّرْيَقَة تِرياق ، وِ الأَرْيَفَة سُنَّة / الأمل أسفلت ، الدماء أسمنت  ، و الانتحاء مَسِيح بِشوكُه .. وشوقه للإنسان .

وَرْدَة نَصْلَها باهِت ، جِسْمَها فِ المَكَان .

وَحْدَك فِ الوَرَم الصَّباحِي مَمصوص بلا جلوكوز / "عايز " علي الحافَّة ، وكان الكَمَال فِ العوز !
 وَحْدَك ، وأمنيتك القصوي رِضا العارفين ، أو الموت المُباغِت / الكائنات كُلَّها قُرب آخر النَّص تاهِت .

شُكْرَا للوَرَق .. ساب صديد الوَعي يِثْبِت وجودُه .
 مِشْ شُكْرَا لسَرَطانِ المِسا بَدَأ يِجمَع حُشُودُه .

............................

اكتب علي عَتَبِة كلامَك : آسِف علي الإجهاض .
 النَّص ده مَلحوم أساسا مِن شَهْوِة الأنْقاض .

...................