الجمعة، 19 مارس 2021

في الشنطة

 ١

على باب التلاتين، شهور ثلاثة تفصلني، إن كان هيفضل وقت في العُمر اللي بيمُرّ بعنف و سهولة مربكين، ٣ شهور، ٣ سلامات عن تمام ال٢٩ و الغوص بعنف في العام ال٣٠. مفيش أي قيمة أو معنى مميز للعام ال٣٠ في حياة العبد لله اللهم الإحساس المُضني بالعَجْز و العَجَز. ليه؟ هل من الضرورة؟ لأ طبعا .. مش ضروري الإنسان يحس بأيهما إلا بالمقارنة مع أحوال العالم و الآخرين، مُقربين أو مُبعدين. العالم ينمو و أنا بالفّ في حلقة موبيوس لا فِكاك منها. أقول لك إيه! لسه باعاني مع صفحة الوورد عشان أكتب بالخط اللي يريحني. لسه باحب فيروز و زياد. لسه بارتكاب نفس الحماقات، للأمانة أقل قليلا. لسه وحيد و حزين و متروك فوق رف بعيد في غرفة خزين لا تمتد يد حتى لتنظيفها من الغبار في الأعياد.


فيه مروحة مثبتة على الحائط تنظر لي. الدنيا حر شغلتها حملقت فيّ أكثر، أزعجتني نظرتها و أزعجني صوت قرقرتها فطفيتها ف صهد جسمي ف حسيت بالحر ف قمت شغلتها و هكذا دواليك..لدي دوالي في رجلي من الوقوف الطويل في الكذا شغلانة قبل الآن و من الطوابير و من الانتظار في الصف. 


٢


كل اللي بيشوفني بيشوفني حاملا شنطة. حياتي في شنطة. فيها مصحف و صليب و كراس و قلم، شاحن الموبايل و سجاير و ولاعة دائما ما تُفقد و أشتري أو أسرق مكانها واحدة جديدة. شنطتي واسعة و عاين فيها ذكرياتي مع كل من مر . مع كل ما مر. كل ما أفضيها من السجاير و الذكريات ترجع تتملي مع مرور الوقت و المسافات المقطوعة مشيا و ركوبا مواصلاتٍ عامة ذهابا و إيابا. 


١


المدونة مهجورة بشكل أدبي جدا. معظم اللي عندهم مدوّنات هجروها، معظم اللي عندهم بدايات فارقوها و ذهبوا بعيدا للأمام أو للخلف حتى لا تكاد ترى ليهم أي أثر. أنا بادوّن فشلي كتجربة تستحق الدراسة من كل الغرباء و سيئي الحظ أمثالي اللي قادتهم الصدفة لهذا المستطيل .أنا جاي دلوقتي أسيب ريحتي، أسيب أثر لإني كنت هنا يوما ما.