الاثنين، 15 أغسطس 2011

قتل خَطأ ...

سؤال ، وهو بالأحري نَقد و اعتراض اتوجه كتير للي باكتبه ، إنو " يا علي ، ممكن توضح شوية ؟ ، ليه بتكثف النَّص كِدَه ، وليه مفيش شئ دال دلالة ولو غير مباشرة عن قصدك ؟
وإنِّي بكده ، حتي ولو كان النص عظيم ، ماحدش هيحس بيه ، لأنه هيكون مجرد رسالة شَفْرَة مش هيفهمها غير اللي كاتبها ، واللي معاه مفتاح الشفرة .

هو أولا ، حابب أقول إن انتقاد الغموض انتقاد لطيف ، إما كان دافعه استسهال ، أو استهبال ، الاستسهال من باب إنو القارئ ما بيبقاش اتفشخ إنسانيا ، وعايز نَص مهضوم خارج أمعاء وعيه ، وكل اللي عليه إنو يدلقه في ودانه ، وإما يسقف له ، أو يسقف علي وِشُّه !

والاستهبال من باب " إنما ننقدكم لوجه الله " ، وغالبا ما بيبقاش " نقد" ، بيبقي محاولة ل "نقض" النص من أساسه !

علي الناحية التانية ، كتير من اللي نصوصهم غامضة عالم عِبط ، أيون ، فعليا في ناس بيطلع نصها غامض عشان ما فيهوش فِكْر ، بالضبط زي نَكش الفِرَاخ ، مُنتَظِر تِفهَم نَصْ كتَبِتُه فَرخَة في أثناء موسم التزاوج ؟

وناس بيطلع نَصَّها غامض ، من باب معاجلة النَّقص بالنَّص ، إنو " بماإنوأنا مثقف ، فلازم أكون كاتب ، وبما إنو أنا بقيت كاتب ، فلازم أكون مُمَيَّز ، وعشان اكون مُمَيَّز ، لازم أكتب لوغاريتمات مع سَبق الإصرار والتَّرَصُّد .
ماشي الحال ، طَيب إنو يا خيي ما العَمَل ؟ .. لا نقد عاجبك ولا نَص عاجبك ، ولا
وضحتلناش بردو ليه بتكتب نصوص شيئية إن جاز التعبير ، صعب التعامل معاها بِشَكل
إنساني بسيط ؟

وهنا هارجع لِفِكْرِة أولي ، هي فِكرة عَدَم الإصرار والترصد ، أنا مش باروح أكتب ،
وأنا باقول " اللهم نويت أكتب نص ما يفهموش إلاي " ! ، أصلا .. تبعا لطبيعة الإنسان البسيطة جدا ، أنا محتاج أسمع تَهليل وتسقيف ، وكلمات مدح ، و ورود بتطاير حواليا ، فمن الممكن أكتب نص يلمس الناس في مناطقهم النفسية الحساسة وهاحوز الإعجاب بلا شَكْ .

بَس مُجَدَّدَا ، أنا مش بانوي أصلا ، أنا بالاقي نَفسي باكتب ، وكلام فِ سِرَّك ، أنا شخصيا أحيانا كتير مِشْ بابقي فاهم أنا عايز إيه ، بَس بعد ما باخلص كِتابة ، بتعامل مع الكلام كأنه حاجة في ذاتها ، ودي الفِكْرة التانية ، واللي هي مَربط الفَرَس ..
بِبَسَاطَة :
ليه سيادتك ما تؤمنش بقيمة الأشياء في ذاتها ، زي ما أنا عامل كِدَه ؟ ، أنت مِشْ مُلزَم تِفهَم نَص ، أيا كان النص ده أولا ، لَكن هتتفاعل معاه بِشَكل أو بآخر، وده المُشكِل ، إحنا بنقعد نقول " النص الفلاني ، النص العلاني ، كيت وكيت وكيت " وبننسي إن النص كيان قائم بذاته .

هارجع ل من 3 سطور فاتو ، أنا مؤمن تماما إن كُل شئ قيِّم في ذاته ، المعني قيم في ذاته ، وبيبقي قيم أكتر لو اتحط جنب معاني قيمة هي الأخري ، أو بالأحري ، لو اتحط جنب معاني من نَفس " طينته "، عشان كِده..طريقة تفكيري قايمة ع الكيانات في سياقها في الأساس ، والسياقات التانية اللي " أنا " باحب أحطه فيها .

لذلك ، أنا مش مضطر أستخدم أشياء الوجود عشان خاطر الإنسان ، أنا باستخدم أشياء الوجود عَشَان خاطر أشياء الوجود نفسه ، ده في إطار الكلام والكتابة بِشَكل خاص ، وأحيانا في إطاري الإنساني ، لما باحطني ، وبعاملني كشئ من أشياء الوجود ، له معني وكيان ، وبلفظ آخر ، له ال داتا الخاصَّة بيه ، اللي بتحمل مُسَوِّغات تَطَوُّرها جواها ، دون إنغلاق ، عشان نَقدَها المُسْتَمِّر لذاتها ، بينقيها باستمرار من شوائب عُقَد النَقص ، والانحياز المريض جِدَّا ، وكل ما شاب كَيان أي شئ ..

أما عن الكثافة ، فسببه بَسيط ، إن قيمة الشئ الأولي اللي باحاولها ، بمثابة "البلازما " ، المادة الأولي اللي من غير فراغات ، معني مُصْمَت يَعني .
وأنا لٌغَتي ما فيهاش فُرَص لتَضْييع الوقت ..
باختصار شديد :
الكِتابة جريمة قَتل خَطأ كان لابُد من ارتكابها ، وبَعْدِين تعامل معاملة الأمر الواقع .. من السما أحيانا !

بَسْ .