السبت، 23 نوفمبر 2013

أبو علي .. يحاورهُ أبو علي ! (2)

أ.ع : تحب نبدأ من مكان ما وقفنا المرة اللي فاتت ولا نبدأ من جديد ؟

أ.ع : ( يبتسم بسخرية ) كوننا نبدأ من مكان ما وقفنا دا أشبه بجلسات الاستماع ، في المحكمة ، أو عند الطبيب النفسي . إن جيت للحق مافيش فرق كبير ، الاتنين بيناقشوك في كلامك ، وواحد غالباً إنت مُضطر تقول الحقيقة ، و أفعالك و مشاهداتك ، و الاتنين بيفتشوا ف نواياك . وواحد شايفك مجرم حتى تثبت براءتك ، و التاني شايفك بريء حتى تثبت إدانتك ، ع الورق ع الأقل . و الاتنين مهتمين بسيرتك الذاتية ، مش عشان مهمّة للحياة ، بس عشان مهمة لشغلهم ، بس الفرق الوحيد الأساسي بينهم إن فيه واحد غالباً إنت بتكلمه بمزاجك ، و التاني مُجبر تتكلم معاه . الاتنين بيستمعوا إليك ، دي ميزة إن حدّ يستمع إليك . يصغي لك ، عارف إنت المُجرمين اللي بيجرموا لمُجرد الشهرة ؟ حاجة زي كدا ، فيه ناس بتجرم لمُجرد لفت النظر ، و معذورين أحياناً ، لنفس الأسباب اللي حكينا فيها المرّة اللي فاتت ، أزمة الإله ، بس من ناحيتهم بيتصرفوا على الشكل المعاكس ، من وجهة نظر شيطانية ، أعتقد إن الشيطان بيتصرف من نفس أزمة الله بس بشكل أكتر أرضية و مرضيّة ، الله انسحب لإنه مش مريض ، الشيطان مريض بحُب الظهور ، عنده بارانويا هوّ و نرجسي . حتّى الحكاوي الدينية تدّيك نفس المعنى . مش عارف ؛ بس أكيد إن النقيضين بيطلعوا من أصل واحد . فيه وحدة بتحرّك كُل حاجة ، نفس الأسباب بس النتائج مختلفة . دا معنى الحُرية بالنسبة لي ، إنت مش حُر في خلق الأسباب ، إنت حُر في خلق النتائج . مُبالغ فيها شوية صح ؟ ممكن . لإن مش دايماً اللي إنت عايزه بيكون . بس بيكون _ كعوض داخلي عنه _ شعورك بالعزا ، الاكتفاء ، إنك ما خذلتش أناك و لا حسّيت بالخزي قصاد نفسك بارتكاب شيء ما لغرض مُلفّق .

أ.ع : بالراحة ! كُل دا عشان سؤال بسيط ؟

أ.ع : إحنا اتفقنا إن مفيش سؤال بسيط ، صح ؟ من المرّة اللي فاتت . بتنسى إنت أو بتتناسى عن قصد . المهم خليني أكمّل كلامي . يعني .. لو دي جلسات استماع نفسي أو قضائي هيسيبوني أقول اللي أنا عاوز أقوله كُله . ثمّ ، إنت ف أول و آخر الأمر قُلت إنك عاوز تتكلم معايا عشان تفهمني ، تخليني أوضّح عنّي . أنا مش معترض على طلبك . بس أقلُّه ، سيبني أوضّح للآخر .

أ.ع : معاك حق . كمِّل .

أ.ع : شُكراً . كُنت باقول ، بافكّر معاك بصوت عالي ، هوّ مش عالي بالنسبة لواقع نبرة صوتي إنما عالي بمقارنته بالصوت داخل راسك / و راسي . كُنت باقول إنّ الشكل العزائي دا يبدو مثالي جداً . الخير من وجهة نظر العَقل ، خير بالمفهوم الكانطي . بس خليك معايا دقيقة كدا .. و بعيداً عن التسرّع و قوالة إن دا نوع من المرض النفسي . لأ .. خلّيك معايا . أنا ما باقولش إنّ دا تامّ و مُطلق . و إن السكّة الوحيدة للتصرّف الصحيح هي كذا . أنا باقول لك إن وجهتين النظر همّا اللي بيحركوا العيشة ، الضدّين إن أردت الوضوح . و بينهم سواد عظيم من المخاليق ، المخاليط من السكّتين . مش الخير و الشر و الله و الشيطان . لأ . إحنا مخلّطين مثال وواقع . و دا منطقي و مفهوم و علمي و حتمي . يعني الماركسيين بيقولوا إحنا علميين صح ؟ بس أملهم في العدالة و انمحاء الفقر و المعاناة دا حلم مثالي تماماً . طوباوي للغاية رغم آليّتهم العلمية في تطبيق الحلم دا ، فانتَ ما تقدرش تمحي سكّة لصالح الأخرى إلا إن كانت الأخرى مسحوقة تماماً ، و تستحقّ شوية ، مش هاقول لك كُل ، لأ .. شوية ظهور و اهتمام . أنا معتقد إن فيه صوت عميق إنساني بسيط و بديهي موجود جوّه كل حد بيقول له إنت مش منفصل عن الآخرين .. يعني بصورة أو بأخرى إنت مش مريض ولا نرجسي و لا يحزنون . ييجي الواقع يدمّر الصوت و الضوء و الحُريّة ( شبه غنوة محمد منير الطول و اللون و الحريّة ) ، و غالباً الواقع بيجبرك تتحرك في مسارات بعينها ، حتّى اللي بتدعي فيها الحرية و الانعتاق من نير التسيير و إعلان مسؤوليتك الكاملة عن حياتك ، قبلها فيه مؤثّرات ، و لو أبيت ، بتوصّلك لكدا . أنا مش باقول نساير الطبيعة و ناخدها على قد عقلها ، لكن في نفس الوقت ما ننساش الأصل . نفكّر من غير حدود ، بس مش من غير بديهيات مش مستاهلة تضييع وقت . إنت كُنت بتسألني نبدأ من الأول و لا من مكان ما وقفنا ؟ دلوقتي أقدر أقول لك . نبدأ من مكان ما وقفنا ، و دا اختيار عِلمي و عملي معاً ، لإن لو تناقضت أنا مع كلامي الأولاني في سياق جديد أقدر أدرسه ، و انقده . إنما لو بدأن من الأول تاني و ناقضت نفسي هيبقى أشبه بكوني متّهم ، أو كذّاب . و أنا لا دا ولا دا ، أنا إنسان فكّري بيتطوّر كل ساعة .

أ.ع : الحمدُ لله ! أخيراً !

أ.ع : ( يضحك ) معلشّ طوّلت عليك .

أ.ع : الله يطوّل عمرك .

أ.ع : شُكراً .

أ.ع : بمناسبة طول إجاباتك ، دا مش بيخلّيك تعتقد إنّك مُدّعي ؟ بتحبّ تنظّر لكل حاجة ؟ لمجرّد الرغي و الاختلاف و احتلال وجود الآخرين ؟ يعني .. كعملية انتقامية من اللي حصل لك قبل كدا ؟

أ.ع : وجهة نظر .

أ.ع : بمعنى ؟ صح ولا غلط ؟

أ.ع : ما اقدرش أحسم لك شيء زي دا ، لا إنت مُحلل نفسي و لا أنا مريضك . أنا أقدر أحكي لك و أوصف لك مكون وعيي و اللي بيتداعى معاه . وممكن نتجرّأ و نتبجّح سوا و نأوّله على هوانا الواعي ، زي ما بيتجرأ النفساني كذلك . ممكن نكون على درحة كبيرة جداً من الصحّة و الصواب . بس أكيد مش بنسبة ميّة ف الميّة . إن جيت للحق أنا شايف علم النفس درجة متقدّمة جداً و ملفّقة بشكل احترافي من " الفراسة " العربيّة . علم الفهلوة العلميّة . ما باقولش إنه كاذب أو مش علم . بس منطقيّاً يعني .. و بلغة علم النفس . إن كان فيه وجود يقدر يفهم لاوعيي تماماً فلازم يكون لاوعي مكافئ . فكرة سينمائية و دينية و أسطورية شويّة بس فيها قدر لا بأس به من المنطق النظري . و بما إن المنطق النظري مثالي فهو غير متحققّ في الواقع اللي إحنا عايشينه . اتهرست الفكرة في أفلام تناسخ الأرواح و نقل تجارب الاحلام عن طريق التنويم و نقل موجات الدماغ ، دي صورة من الخيال ( العلمي ) اللي ممكن تنقل المنطق النظري الخيالي المثالي لحقل التحقق التجريبي . دا شيء يدعو للابتسام بصراحة ؛ لإن المنطق اُعتيد إنه يكون جافّ و غير رحيم . بس الشكل دا يدّيلُه صورة شاعرية و حالمة جداً .

أ.ع : يا صديقي . صح ولا غلط ؟

أ.ع : هوّ إيه ؟

أ.ع : كلامي عن تنظيرك اللي مُبالغ فيه .

أ.ع : قلت لك ما اقدرش أحسم .

أ.ع : بس تقدّر تقول إنت ميال لتصديق إيه ؟

أ.ع : طبعاً . بُص .. أنا مش شايف أيّ مشكلة ف التنظير . في الأول و في الأخر تقدر تسميها " أنا مش شايف أي مشكلة إنّي يبقالي وجهة نظر طويلة في أي موضوع " . الناس بتهاجم التنظير على إنّه سبّة . بس هوّ مش سبّة و لا أزمة . لإن حتى اللي بينتقده هو كمان بيتحرك _ على ما أظن_ من وجهة نظر . بس هو وجهة نظره تتلخص في إن يلا يا جماعة ما نشغلش دماغنا . لكنّ برضو الواحد ما يقدرش ينكر إنّ فيه موجة مُقرفة و مثيرة للغثيان من الاستمناء الكتابي اللي مدهوك بكلام شكله برّاق لكنه فارغ و عديم القيمة و الجمال . دي موضة استهلاكيّة بحتة . تسليع التفكير بشكل محض . الرخامة و القذارة الغُفل . الادّعاء القُحّ . البضان نيك . قلتهالك بكل الكلمات و الأشكال اللي أعرفها عشان الموضوع دا بينرفزني قد ما بينرفزك . انتشر الخرا دا مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي زي فيس بوك . الواحد ما عندهوش أي ازمة مع التواصل الاجتماعي .. إنما بقدرة قادر حوّلها العباد لمواقع استمناء جماعي .. أحياناً باحسّ إن هوم الفيس بوك أشبه بمعبد ملآن بعبدة سلاحف و كلهم بيمصّوا لبعض ، مفهوم بيمصّوا إيه طبعاً ! ادعاء الفكر و المعرفة مش جديد و مبرراته مش جديدة ، هو مش أكتر من تكرار أكثر كرتونية بسّ للحدوتة الأولانية خالص .

أ.ع : ممتاز إنّك ودّيتنا للنقطة دي ، و دا يخليني أسألك .. إيه موقفك من العالم الافتراضي ؟

أ.ع : السؤال عامّ و مُبهم . بس تعالى نمسك حتّة حتّة . مبدئياً هو اسمه " عالم افتراضي " ، همّا نفسهم معترفين إن دي النُسخ التي كان يفترض أن يكون عليها كُل فرد من أفراد مرتاديه . و يبدو إن معظم مُرتاديه فطنوا تماماً لإنهم عاجزين و مكسّلين يكونوا النسخ دي في الواقع المَعيش . فقرروا يمارسوا الاستمناء طقس أساسي في حياتهم . و الأنكى ، إن الاستمناء انتقل من البايت لغة جافا و إتش تي إم إل للغتهم اليومية و ممارساتهم في الحياة . شوف إزاي ! يعني واحد كان عاجز و محدود حاول يمارس أحلامه ف اتحوّل هو شخصياً لهلام . لمجموعة انطباعات إلكترونية ، فيه ناس أنا متأكّد إنهم في الواقع لما بيبتسموا مُخّهم بينقل الإشارة دي " J " ، و لما بيحبوا يبانوا بيتريقوا مُخّهم بقا ينقل الإشارة دي " :D " ، حاجة تدعو للضحك و الشخر و الأسى في نفس الوقت . يعنى تقدر تقول التكنولوجيا رجعتهم لبداءة مريبة بدال ما تنقلهم لقدّام . رجعوا يتعاملوا بالإشارات و الرموز و الشفرات مش لإن مكنون ذواتهم عصيّ على التوضيح ، لكن لإنّهم بسطيحة لغة الصفر و الواحد . و لإنهم بقوا خايفين يقولوا لنفسهم إحنا عاجزين .

يا أخي .. دول حتّى اللي قرر فيهم يمارس أدباً افتراضياً بقا أكلته الآلة لدرجة إنه اتحوّل لأبليكاشن زي ترجمة بينج وجوجل ، كلام غير مترابط و غير مُجدي مُثير للمثانة . تيجي تسأل النطع من دول إنت فاهم اللي إنت كاتبه ؟ يقول لك أحا إنت سطحي ، إنت حمار و ما بتفهمش . إنت مش مُثقّف . و يزعلوا لما حدّ يتريق . طب ما إنت اللي تستاهل بكس أمك اللي يجرالك .

نقلوا الواقع لشكل مُشفّر رياضياً لفَرط البوليستر اللي مهروش على أنويتهم . تلاقي الشيوعي التويتري ، و الناشط التويتري ، و الشاعر الفايسبوكّي ، و الأديب الفايسبوكّي . و المصوّر الإنستجرامي ، و الليبرالي المنتداوي . و غيرهم بلا أزرق كتير . دا حتّى فيه ناس زيهم ، روبوتات برضو ، خدوا وجهة نظر الواقع الآلي في مواجهة الخيال الآلي ، فطلّعوا عاديّات آلية . غريبة الجُملة شوية ؟ معلش .. بس هيّ كدا . يعني واحد ساذج ( في الواقع ) ، وهو عارف إنه ساذج في الواقع ، لكن بما إن الناس مش عارفين إنه ساذج في الواقع يعمل أكونت على كل المواقع و يمارس عاديته و لغته اليومية اللي هي مش يومية إطلاقاً ، افتعال خام ، دا لو ممكن يكون فيه افتعال خام ( يبتسم للمفارقة المستحيلة ) . اللي بتحشر و اللي بيحشر الشتيمة حَشر في كلامه عشان يظهر .. رجعنا للنقطة الأولى . كُل الكلام و طُل الظواهر هترجعنا لنقاط أولى صدقني ، و قليلة لإنها أساسية . ربنا يلطف بيهم ، دا كُل اللي الواحد يقدر يتمنّاه .

أ.ع : أفهم من كدا إنك ضد مواقع التواصل ؟

أ.ع :  لا يا سيدي . أنا ما بافهمش مواجهة الهشاشة بالعزلة . أنا بتعامل معاه زي ما بتعامل مع الواقع . في الواقع أنا مهمّش معظم الناس ، في العالم الافتراضي باهمّش معظم الناس ، اللي هارد عليه بذوق في الواقع هاعمل معاه نفس الأمر في العالم الافتراضي ، و دا ينسحب عل كُل حاجة . الوظيفة الأساسية للمواقع دي دعائية ، ترويجية ، أنا ما عنديش مشكلة مع حد يروّج لكتاباته ، أنشطته عبر المواقع دي ، دا شيء منطقي و مفهوم ، لإنه تطور في أساليب الدعايا و بيوصل لناس أكتر و بسعر أقلّ . لكن أنا مش مضطّر اتحوّل أنا كمان لإعلان كبير و سلعة بشرية بيتزايد عليها . أنا باروّج لكتاباتي على قد قناعتي بهدفي من كتاباتي . يعني مثلاً ، أنا مش عاوز أنشر في كتاب . ومش ناوي ، في الفترة الحالية على الأقل ، عشان الأحكام المستقبلية مُخزية في المستقبل ، و أنا بصراحة تعرّضت لجرعات كافية من الخزي تكفيني بقيّة حياتي . أرجع لكلامي ؛ باقول .. مش هانشر ، و لذلك مكتفي بالمدونّة ، عملتها من سنتين تلاتة ، غيرت اسمها من " مقلمة " ل " ملكوت_ مالاقوت " و ثبتت على كدا . مالهاش جمهور ، و ما عنديش أي أزمة مع دا ، لإنّي باتعامل مع المدوّنة زي بيتي . بترتيب معيّن و بألوان و خطوط معينة ، نسق معيّن نفسي أوجده ف بيتي زي ما نفسي ما باعمله في المدوّنة . و زي ما دماغي بتفكّر و زي ما أنا حابب حياتي تكون . الموضوع بسيط يعني . كُنت بانشر التدوينات قبل كدا على الفيس عشان " الجماهير " ، بعد كدا مسحت معظم الحاجات اللي كانت محطوطة على الفيس لأسباب كتير من أولها ركاكتها وصولاً لإنّي عاوز اللي يقرا ليّا يقرا ليّا بشروطي ، مش بشروطه . أنا مش سلعة إلا بالقدر الطبيعي لمفهوم السلعيّة ، اللي إحنا كلنا بنمارسه بدون ما نضطر نكون محض كيس شيبسي و لبانة و سيجارة مستوردة بنتفشخر بيها على معارفنا .

أ.ع : كام نقطة فرعية ممكن يتلخصوا في سؤال واحد ، قد يكون مُكرر ، بس لازم ينسأل .

أ.ع : اتفضّل .

أ.ع : قُلت " لإنّي باتعامل مع المدوّنة زي بيتي . بترتيب معيّن وبألوان و خطوط معينة ، نسق معيّن نفسي أوجده فبيتي زي ما نفسي ماباعمله في المدوّنة . وزي ما دماغي بتفكّر وزي ما أنا حابب حياتي تكون . " ، دا مش شبه اللي إنت لسه بتنتقده ؟ إنك تطبق افتراضياً اللي إنت عاجز عن عمله واقعياً ؟

أ.ع : ( يبتسم ) إنت ما فهمتنيش ، و ما ركزتش في كلامي . أنا قلت ( عاجزين ، و مكسّلين ) . بص ، حيواتنا كلنا فيها عوائق صعبة ، يمكن تكون مستحيلة نجتازها ، بس كلنا عندنا أحلام ، من أول اللي عاوز يتجوز و يخلّف و يستقرّ ، و دا حلم بسيط و مشروع جداً ، لحد اللي عاوز يطلع القمر و يبقى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، و دا حلم ما اقدرش أقول إنه مش مشروع . و كلنا بييجي عليه أوقات الواقع بيلتهم و يقول : خلاص ، مفيش حلّ ، انا جبت آخري . أنا ولا حاجة ! انا فاشل . شوية الإكليشيهات البضان دي . بس لو إنت فعلاً مهموم بتحقيق حلمك / ذاتك ، بتنتحر عشان توصل لأكتر صورة مشابهة من اللي في مُخيّلتك ، طبعاً كل جهد مناسب للحلم اللي بيحركه . دي في الصورة الطبيعية للأمر ، الدراما التقليديّة كدا . فيه ناس حياتهم عبث ؛ بيبذلوا و ما بيوصلوش ، مش هابرر الأمر و أطلعه مفهوم و منطقي و إنه دا اللي لازم يحصل لهم ، لأ .. دا مش لازم و مش مقبول يحصل لهم بحال من الأحوال . بس دا هيدخّلنا في كلام كتير عن السياسة و النظام و دا مش وقته ، أجّله لمرة تانية ، تالتة بقا ( يبتسم ) نرجع ليّا و للعاجزين الافتراضيين . لو جيت عملت استبيان عن معظمهم هتلاقيهم فعلاً كسولين ، و مش سعداء بالصورة الفلسفية الهبلة . لأ همّا حزانى و مرضى اكتئاب و لكنهم فارغين تماماً . عندهم أحلام باعوها في سبيل شوية نوم و لامؤاخذة سكس . عارف ( استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير ) . أزمة بني إسرائيل البضان ( بعيداً عن صدق القصّة لكن مغزاها صادق و موجود ) .. شعوب بحالها كسولة و عاوزة كُل حاجة في كبسولة .
دا كله ، أو معظمه جاي من ثقافة كاملة قايمة على الاستهلاك . قايمة على قناعة إن العِلم عملوه ناس عشان يريّحوا الناس التانية . المفارقة هنا إن جميع الأطراف بتمارس ثقافة الاستهلاك بنظام من ضخامته تحس إنّه مقصود و له غاية . لكن الاستهلاك لمّا بيتحول لثقافة بيفقد أي شكل من أشكال الغاية . همّا العاجزين الكسولين دول دي أزمتهم الرئيسية . أنا أزماتي الرئيسية واقعية جداً ، حتّى الرفاهيات اللي عاوزها مش استهلاكيّة . أنا عاوز اتعلّم مزيكا عشان أعمل مزيكا ، مش عشان دا طقس و مُجرد هواية . فاهم إنت أجواء عصر الباروك و الناس اللي في بيوتها بيانو كقطعة أثاث و بيتعلموا مزيكا عشان دا من مُستلزمات الطبقة ؟ المزيكا عندي ، الحاجات كلها عندي مش مُستلزمات طبقة شكلية ساقطة . فعشان كدا أنا باقول لك أنا عارف حدودي فين تماماً . لما باستخدم blogger  مش باستخدمه عشان استمني أو أعمل أي شكل من أشكال السبّوبّة .. آه فيه منفعة شخصية طبعاً ، لكنها مش مستمدّة من الآخرين بحال من الأحوال ، مش لإن فيه أي ضرورة بين الاستنفاع من الآخرين و الرُخص . لأ ، لكن لإن معظم الآخرين _ هنا _ لو استسلمت لهم هتضطر تبقى أرخص من التراب . بسّ ، و بسّ كدا النهاردا عشان جِبت جاز .

أ.ع : تمام .. سلام مؤقت .

أ.ع : سلام دائم .