الأربعاء، 30 أبريل 2014

في مديح شوربة اللحمة .

عزيزتي شُربة اللحمة، تحية طيبة و بعد :

إن كان ع القلب مالوش غيرك، و إن كان ع الحُب مفيش غيرك أو كما قال محمد ثروت، أو هاني شاكر، مش فاكر. و مفيش داعي إطلاقاً للّي هاكتبه حالاً وخصوصاً إن مفيش أسهل من التداعي بخصوص أي شأن، يعني في الحقيقة، المقال دا مش في مديحك يا شُربة، المقال دا في مديحي أنا، في مديح قدرتي على التداعي بخصوص أي شيء، من الإبرة للصاروخ، من أرسطو حتّى باروخ ( سبينوزا ) ( سجع )، في مديح قدرتي المزدوجة على الارتجال و النت فاصل اللي بتقلّ كُل ما زادت سُرعة النت ( علاقة عكسيّة ) ( ثابت أبو علي ) ( فيزيا ). المقال في مديحي و مديحَ كامِل الخُلَعي و الشنّاوي و البيطار، غلطة خطيرة هي نصب مديحَ بعد الجارّات ( أمور القافية ) ( حواكم الإفيه ). فكونك يا شُربة حظيتي بارتجالَة فدا من حُسن حظّك و سوء حظّ حياتي .

لكن للإنصاف، فإن شربة اللحمة تستحقّ، تستحقّ تعديد محاسنها الأصيلة التي لم تتوفرّ لشربة الفراخ. لكن قبل تعديد المحاسن _ وهو أسهل أمر في الارتجال _ أو تعديد المساوئ _ وهو أيضاً أمر سهل في الارتجال _ كان لابُدّ من التحقق من الصحة اللغوية للمصطلح.

لماذا " شربة اللحمة "؟ ليه مش شُربة البهايم؟ باعتبار إن كلا من الشُربتين ( اللحمة و الفراخ ) هي مأخوذة من ( لحم ) حرفيّاً بلا مُبالغة، منقوع البروتين الحيواني، و بالتالي فكلا الشوربتين لحمة. ليه بروتين الحيوان الضخم فاز باللقب قصاد بروتين الحيوان الداجن الغبي اللي اسمه الفراخ؟ ما اعرفش و معنديش وقت أشغّل مُخّي في البحث عن حقيقة أمر بالتفاهة دي، في الأول و في الآخر الواحد بيتريق، و مش عاوز يحمّل الموضوع أكثر من قيمته. لإنّ ألعاب الربط و العصف الذهني و الذهاني كلها أثبتت فشلها، و كلها هتكت عرض الارتجال و حلّت دمّها للجميع. مش وقته، نرجع لبعض تاني ( ممدوح فرج ) ( مُصارعة حُرة مُباشرة ). بس عموماً ممكن فهم فرق التسميتين بفهم فرق تقييم الناس للحمة و الفراخ و البطّ و الوزّ و الحمام و السمّان و الأرانب إلى آخر لستة الجزارة و الفرارجي. ( سمّي الفرارجي فرارجياً لأنه بيبيع فراريج، جمع فرّوج، اللي هو فرخة ). تتعدد في مصر الطبقات بتعدد نوع البروتين و تدرجه من أعلى سلسلة الحيوانات و الطيور، لأعفن أنواع البقول.

شُربة اللحمة ميزتها الأساسية إنها خفيفة، ع القلب و اللسان، مُباشرة و مش دسمة، وشها زي قعرها يا أخي، مش زي شُربة الفراخ اللي نُص وشها زيت، دهن، بتزيد في الفراخ البيضا و دمها بيتقل في الفراخ البلدي، عموماً الفراخ غبيّة و دمها تقيل و قتلها حلال وواجب شرعي و إنساني. زائد إن أهمّ شيء في شوربة اللحمة إنها مش مُزيّفة، بتواجهك بمشاكلك، مش زي الفراخ اللي عاملين لها مرَقة تكدب بيها على نفسك و تسكّن ثورة جوعك و احتياجك. اللحمة مُباشرة و المرقة كدّابة. مع إنهم ممكن يكونوا اخترعوا مرقة للَّحمة، لكن عدم انتشارها يؤكد إنها مقصورة على ناس بعينها، مش بلدي، ناس معاهم فلوس يجيبوا لحمة، فيبقى الوضع على ما هو عليه.

في الأول و في الآخر الاتنين بروتين زيهم زي الفول، اللي شوربته برقبة الاتنين ( الفول النابت ). وكُل الاختلاف _ الضروري _ في الأساليب و أتمانها.


تمّت . 

ليست هناك تعليقات: