الأربعاء، 30 أبريل 2014

ما العمل ؟


أوّل

دا لا مأخوذ من مقالات فلاديمير لينين اللي بتحمل الاسم دا، و لا مأخوذ من مقالات زياد الرحباني اللي أخذت نفس الاسم تأسّياً بلينين. دا سؤال برّا تكتيك حركات المجموع للوصول أو قراءة حركات المجموع، بالعكس، دا رؤية شخصيّة، شديدة الشخصيّة كمان، لتأكيد ضرورة الوجود الفردي الكامل، اللي يلحقه وجود جماعي بالضرورة، شكل الضرورة و الوجود دول اسمهم ثورة، و دا شيء حتمي الحدوث مفيش منّه بُد أو مفرّ بحساب مُحصّل الوجودات المتوازية/ المتقاطعة اللي اسمها المُجتمع البشري.

ثان

كمّ مشاريع التحقق لدى كُل واحد يختلف حسب انفتاحه، تجربته، خبرته، معرفته بالحياة. يعني لتحقيق فرض حُرية التحقق و الحُصول في العالم لازم الأوّل تحقُّق توفّر ( السوق ) اللي يقدر ينقّي منه اللي يعجبه و يناسب ذوقه و اهتماماته و أغراضه من وجوده. مش بسّ توفّر السوق، لأ كمان توفّر قدرته على التعرّف عليه بحريّة تامّة، الحريّة دي في أكثر أشكالها مُباشرة اسمها ( النقد )، ( الفلوس )، ( مصاري ). لازم يكون قصادنا كلنا نفس الفرصة لتجريب و نحت حيواتنا بقصد يُقارب الكمال في الاختيار ( بعد تشكّل الوعي عشان ما يجيش شخص لطيف يروح يتكلّم عن الطفولة و عدم اختيار الحياة و الجوّ دا، لإنّ طرح الكلام دا شديد شديد شديد شديد الرفاهية و البلاهة، لإنّه حتى مش بيسأل عن جدوى الحياة، دا بيسأل عن إذا كان ممكن توفير سِلعَة كول أكتر من العالَم كله). عشان أقرر قرار حقيقي و إنت تقرر قرار حقيقي لابدّ لنا إحنا الاتنين من التوفّر. دي المرحلة الأولى و المؤسسة لأيّ تناول له علاقة بالمعيشة فوق الكوكب. مفهوم إنّه ما ينفعش نقارن بين اتنين _ بشكل موضوعي لمُحبّي الموضوعيّة _ أو بين حالتين فيه اختلاف بين ظروفهم الأساسية بأي نسبة طفيفة. علشان أقدر أقول إنّ علان مستوى ذكاؤه الحقيقي أقلّ من فُلان لازمّ أوفّر كُل الظروف المتكافئة الممكنة. تمام ؟ يعني _ من الآخر _
تراث الحضارة و المعرفة و المقارنات بين موضوعاته على أسس ( ظاهره )، قراءته في ذاته زي ما بيحبّ الوجوديين مش ممكن نظرياً. و أوّل مرحلة من تشخيصك للأشياء هيّ أول مرحلة من تشييئك للشخص. و إمكانه الوحيد حاصل بسّ لو اعترفوا إنها مش قراءة للنص، قد ما هي improvisations  على الظواهر، jazz  ثقافي حبّتين.

ممكن يكون موضوع الكلام هرب شوية، بس مش هاسمح لنفسي لأكبر قدر ممكن إنّي ما أزوغش.


ثالث

المسألة الشخصيّة

قلنا إن المرحلة الأولى هي توفّر المعرفة، و القدرة على الاختبار، فخلّيني أضرب مثال شخصي غرضه هو إثبات إنّ _ تقريباً _ الغالبية العظمى من الموجودين على ضهر مصر ( بحساب الجيل الجديد الثوري، و نوع الإنسان المُسمّى فنّان ) مش – مش موجودين، أو مش- مش جيّدين، أو كسالى، أو إلى آخره من الانتقادات اللي بتُطلق جُزافاً بغرض قتل الشعور المريض/ الطبيعي بالذنب.

أنا مثلاً عندي مشروع لتعلّم اللغات الآتية : العبرية، الإيطالية، الروسية، الألمانيّة، الفرنسية. و عاوز أتعلّم مزّيكا، بيانو أو ترومبيت أو ناي أو كلّهم. عاوز أتعلّم سينما كمان؟ أحلام مُراهقة؟ مُستحيلة؟ إنت إيش عرّفك؟
حصل و تمّ التوفّر لي و لقيتني مش سادد. خلق كتير بيمارسوا أكتر من نشاط فنّي، إبداعي في نفس الوقت، الموضوع مش مُستحيل لو تمّ التوفّر. ليه مُستحيل يتمّ التوفّر_ حالياً _ داخل البلد ؟ لإنّ ببساطة مفيش توفّر من أي نوع على الإطلاق، لا من حيث عُنصر الوقت الضايع غصب عنّك في شُغل و دراسة غير مُفيدة،  وعنصر الجُهد البدني/ العقلي الضايع في شُغل و دراسة غير مفيدة. و الدايرة المفرّغة بتاعة التفرّغ و التشرّد أو العمل و انقطاع روحك. دا سبب إنّه مُستحيل. لاحظ إنّ أي نقد_ موضوعي _ للكلام دا يتطلب منّك إنّك تجيب لي موجودات من نفس النوع ( و بكثرة ) ( داخل المجتمع) ( داخل الطبقة السائدة ) ما حصلش توفّر في حياتهم و حقّقوا نفسهم لدرجة الانتحار.

بمناسبة الانتحار، هناك مُفارقة شائعة بتقول إنّ كلا من التوفّر الشديد و انعدامه الشديد يؤدي لنفس حالتين المشاكل. باقتضاب، فإنّ المطلوب للجميع مش تضخّم، المطلوب توفّر، بدائل بعدد الاحتياجات، و الاحتياجات تبدأ من الأكل و الشرب طبعاً بالإضافة للتحقق كحيّ مش كحيوان. بُقّين ماسخين بس شرحهم مُمِل. لكن للإيجاز، فحَل مُشكلة الفقر من جذرها، لوحده و بشكل آلي هيجرّك لحلّ مشاكل توفرّ احتياجات أخرى.

رابع و أخير


بالورقة و القلم و الشارع، فإنّ أي رهانات على تحقيق وجودك قطّاعي، أو تقسيط، بتثبت فشلها الذريع يوم عن يوم، و إنّه لو كان فيه إمكانية لتحقيق وجودك قطّاعي و تقسيط فدا ما بيحصلش إلّا بعد المُقدّم كاش. دُمتُم. 

ليست هناك تعليقات: