الجمعة، 2 مايو 2014

تدريب على اليومنة .

تعوّد الواحد على الترقيم، ولا أقصد الترقيم الإملائيّ، أقصد الترقيم بحرفيّتِهِ و حِرَفيّتِهِ؛ وضع أرقام قَبل الفقرات ( الكثير من القافات ). لا أعرف مصدر هذه العادة اللاموصوفة بالسوء أو الحسن، ربما تسرّبت لي من الافتراضات حقيقيّها و تالفها، تعددُ الأنوية و مراكز الطاقة و أجهزة جولجي ربما يكون هوّ الباعث. الباعث هوّ الباعث و لا باعث غيرَ الله. ربما هيّ من وسواس الزمان المُلازم؟ أقرأ أرقامَ التليفونات و أجمّعها، أقراً لافتات السيارات و أجمّعها ولا ألتفتُ للحروف الثلاث المتقطّعة عمداً بفعل الحكومة. كلها رُبّمات. و الكتابة في مُجملها تعتمد على حشد أكبر عدد ممكن من الرُبّمات و الرُبّ حيّ و الرُّبَ عليك العوض. عادةً أضعُ العناوينَ قبلَه _ أي النصّ و كتابته _ و هذا يُخالفُ الوجوديينَ من حيثُ كونه ماهيّة سابقةً على الوجود، و لكن ثمّة طريقة لتوضيح حُسن النوايا و سوء العَصر. لا مجال لتوضيح الأمر، لأنّ ثمة وجود مُلحّ على الظهور أهمّ من تبرير ظهوره بمقدمات أو دعايات. ليسَ لعطب في التبرير لا سمح الله، لأنّ عموماً التبريرات إيجاب و تعاطف ووقت، ولا وقت ولا إيجاب و لا تعاطف. ألم أقل لكِ أنّكِ لن تستطيعي معيَ صبرا؟ ألم أقل لكَ أنتَ أيضاً؟ سوري، أنسانيَ الشيطانُ ذكرَ ربّي، رُبّما، أو رُبّما هو تسقيطُ السبرتو الأحمر، و هو للعلم ليس من عمل الشيطان ولا من عمل ربّي، إنه أيضاً من عمل الحكومة عملها في ذلك عملها في الحروف المتقطّعة قسراً. تعوُّد الواحدِ على الترقيم أمرٌ مُرهقٌ بحقّ المسيح. مُرهقٌ لأنه وسواسيّ المصدر، مُرهقٌ لأنه لا يفنى بمزيدٍ من المُمارسة، هو كالله في الكهف لا يفنى مداده بقدر ما يفنى مدده. بدا لي الأمر في بداية تفسيره كصناعة خفيّة لزمني، عقارب من الأرقام بالكتابة العربية. وحايد و ثواني و ثوالث حتّى الانتهاء في التسعة و عاشرهم كلبهم الذي هو باسطٌ ذراعيه بالوصيد. أذكر أنّ ليسَ لي كلب ولا أصحاب في كهف و لا من يحزنونَ أو يفرحونَ أو يتّخذونَ عليّ قبراً و لهذا ميزة لأنّي أكره التُراب عمى، و أخمّن أيضاً أنه ليسَ لي ثلاثمائة سنة يزدادونَ تسعاً أو عشراً. مش هانسى حوتي لأنّي ما باحبش  السمك، ومش هاوارب على كلام الخضر. 

ليست هناك تعليقات: