الجمعة، 17 يونيو 2016

لأن أم كُلثوم

١ 

الاحتجاج على "تكرار فعل ما عدد كافي من المرات قابل لجعله صحيحًا" ب"غلط لإنه المحكّ الطريقة مش عدد المرات لإن رمي بِلي_ جمع بلية_وسط خشب الطاولة احتمالية الدُشّ فيه زيرو" احتجاج سليم ف حد ذاته لكن مُشكلته إنه بيفهم الموضوع غَلَط و بالتالي بيرُد على موضوع تاني خالص، و دي مُفارقة تتطابق مع منطق الردّ على الحجة الأولى. أصحاب الحجة التانية صادقين لدرجة إنهم فضّلوا الاتساق جوّا على الحقيقي برّا.

أصحاب الموضوع الأول ما بيقولوش زي ما فهموا أصحاب الموضوع التاني طَبعًا، أصحاب الفَهم التاني مَنَاطقة و بالتالي حللوا نَص القانون منطقيًّا، و القانون اجتماعي أكتر منه رياضي، أو مُجرّد. القانون شعبي جدًا حتى مش اجتماعي. الخِبرة فيه أكبر من الرياضي. الخطأ و الصواب فيه شعبي أيضًا، مما يعني إنه مش صارم، و مما يعني أيضًا إنه تخطيئه شعبي، التداول معاه في حد ذاته شعبي. و العمل..تركه للضمور. على سبيل المثال و الحصر [هنا]؛ الكلام على كيان ما مدّة كافية للتبديل و لا يعني إنه انغلق مجال الحديث [ممارسة الفعل] عن الكيان دا، بمراعاة إننا تخلصنا من "عن" للأبد في تدوين سابق. لإنه انتهاك الكيان بالعَن، و التبديل، المتعمدِين بشكل اُعتيد، رغم تراكمه فوق الكيان و حجبه، رغم الإبهات المُستمر لفضاء الشيء، إلا إنه الشيء نفسه لحسن الحظ محفوظ من الانبهات، مُستحيل يتم إبهات شيء إلا إن قرر هو التخلّص و الخفوت. و دا ما يخالفش التطور بالشكل الداروني المعهود، ما يخالفش الانتخاب الطبيعي بالمرة. الانتخاب [طبيعي]لكن[الكلام]كان طبيعي، بطّل يعني، أو خفُتت الطبيعية اللي فيه، و امتلأ بالقصديّة، بشكل طبيعي للطبيعي .

٢ 

في الحالة دي؛ فحاصل جدًا، و ما أعتقدش حد ممكن يخالفني لو قُلت إنه المُعظم متأثر بالوراثة، و الوراثة عامّة، أعم من الجينات يعني. من حقّي تمامًا..وأنا قلما بأذكر حقّي لكن إن كُنت لازم أتمّه. من حقي تمامًا أقول إنه في معظم أسماعنا لأم كُلثوم فإحنا مُلتزمين غالبًا، بفهم واحد، رئيسي، مؤسسي، مُكرر[مثال عن الحالات اللي القانون الاجتماعي عن تكرار الحدث بيصدق فيها بغض النظر عن مصداقيته، أو صياغته، أو تعليلاته أو تحليلاته] للغُنا إجمالًا، لأي ظاهرة إجمالًا، فهم شعبي، قصدي، مؤسسي، مُكرر. وهو فهم مش معتمد على نفسه و ممارسيه كهول، فهم مراهِق في حاجة لمُرافِق. فهم فهمه و شعوره مُسقَط و مُقحَم ع الأغنية[شكل من الكتابة المُقفّاه]، اللحن، الصوت، التوزيع. فهم بوليصي. محاولة الخروج الوحيدة[الحاصلة فعلًا] مُشكلتها إنها مجدّرة ف [المحاولة] مش فالخروج، فحقها الفشل، الدائم، المتكرر، المؤسسي أيضًا.


٣ 

أم كلثوم أغانيها عمليّة جدًا، مُفيدة لكل وقت ف اليوم. كلمات سطحية جدًا طول الوقت، أو معظمه [للحذر مش أكتر] فمفيش شيء مهم ممكن ينقال على كلمات الأغنيات اللي غنتها أم كلثوم. و مش مطلوب ينقال شيء يوصف بالمهم عن [أغنيّة]. الأغنيّة و كُل أغنيّة هي عمليّة بالضرورة الاقتصاديّة. أغاني أم كلثوم بتمتاز بمُراعاة أكبر لشرط العمليّة [وقتها][الحديث عن العملي/الجميل/الزماني لازم يبقى له وقت آخر، أطول، لكن مش دا]. لكن مش خافي إنه [عمليّة] أغاني أم كلثوم بتتضائل يوم بعد يوم [ شرح مفهوم العملية له وقت آخر أطول برضو/قد يتزامن مع الحديث عن العملي و الجميل و الزماني]. حاليًا؛ خلينا نكتفي إنه أكتر [شكل]واضح من عمليّة أغاني أم كلثوم هو تطابقها مع [الطريق]، المُسافرين، على رحلات طويلة عمومًا، مع السادة الركّاب، المتحركين، الناس البَين. الناس المِن إلى على دوام. البشري وَلِه ب[إعادة الإنتاج]، زي ما إنت عارف. أم كُلثوم إعادة إنتاج شفافة و مؤسسية لفداحة المسافة. صوت أم كلثوم بكل بدعه و كل الحفلات و التسجيلات اللي [بدَّعِت] فيها أم كلثوم فيها سمة مُشتركة، سمة مشتركة للتبديع عند أم كلثوم، [الحُرقَة]..أم كُلثوم عمليّة صوتها بتظهر في صياغات شبه الدينيّة لصوتها. دينية بمعنى إنها ناقلة و مُعيدة للإنتاج بكثافة رئيسة زي كثافة الدين. الكثافة [عمليّتها] بتتمثّل في تركيز الخواء. صوت أم كُلثوم مؤسس من مُؤسسات، صوت أم كُلثوم عملي و غير [جميل]. طبعًا الجميل بيختلف عن المُقدَّس فصوت أم كُلثوم بما إنه مؤسسي فهو فيه [تكريس]و [تقديس]. أم كُلثوم صوتها بياني. صوتها ممكن تشرح عليه المادية الجدلية بصفاء بال. أم كُلثوم صوتها تصعيد للمرحلة التاريخيّة اللي كانت تحياها البلاد. تحوُّل الأنظمة العربية لأنظمة حَناجرية مؤسس أيضًا من صوت أم كلثوم. ماكانش فيه [حنجرة]هيّ الإفراز البيولوجي للمرحلة السياسية في مصر غير صوت أم كلثوم. نور الهُدى؟ صوتها يتقمّص المشاعر. صوتها مُمَثّل. مُشَخّص. أم كلثوم صوتها ناقل، لا يتقمص ولا يندرج أبدًا للإنساني. و[التبديع] عند أم كلثوم يتمثّل في ال[الحُرقة][المناجاة الذليلة][التكبر و الاستعلاء]..وهي معاني كُلها تقدر تتصورّ نظام دولة فيها. أسمهان؟ صوتها أرستقراطي لا يناسب المرحلة التاريخيّة. سُعاد محمّد؟ صوتها كان و مازال و سيظل صاعدًا، صوت سعاد محمد سيظل مشروع سعاد محمد الشخصي الانتقامي المليان بعقد نقص تخصها، ما ينفعش يكون غير شخصي. طَبعًا، النظام، في حالات أخرى، زي عبد الحليم و شادية و غيرهم، كان بيتحدث صراحةً. بيتحدث هو نفسه مش أصله، مش بنيته. أم كلثوم صوتها هو بنية النظام الاقتصادي السياسي في مصر. و ضمورها_الحاصل_و أنواع مستمعيها دوال على الخلطة السياسية و شكلها الشعبي في مصر.

٤ 

خلينا نقول، إنه سيظل أهم سبب لكون أم كُلثوم أم كُلثوم هو كونها أم كلثوم، بمنتهى الموضوعية يعني، و بدون أي محاولة لتَرس الرأي الشخصي أو الانحيازات. دا موضوع كان و مازال و سيظل الناس بيتجاهلوه و بيفكّروا جنبه و فوقه و على حوافه طَمسًا ليه. لكن، لو ما كانتش أم كلثوم أم كلثوم، هذه الأم كلثوم يعني، ماكانتش بقت أم كلثوم، اللي كانت أم كلثوم يعني، أم كلثوم. على المرء أن يكون نفسه لكي يكون نفسه. 





ليست هناك تعليقات: