الخميس، 2 يونيو 2016

صندوق الدُنيا

الحذر المنهجي في تعبيرات من فصيلة " من أغرب، من أغبى، من أفعل التفضيل.." عمومًا ربنا أكرمني و تخلصت منها أنا. الحذر لا يمنع قدر و لا يمنع حقائق حقيقية تمامًا زي إنه أغرب نوع من الظواهر هو قُدرة أي جماعة على أخد قرارات صارمة سليمة بنسبة مائة ف المائة تجاه أي انشقاق حتى و لو مُزيّف. عندك مثلًا الجماعة المؤمنة مُدركة تمامًا لإلحاد الجماعة المتصوّفة رغم إن الجماعة الأُخرى بتقول بمنتهى الإخلاص إنها مؤمنة أو يمكن أكتر إيمانًا من الجماعة المؤمنة الأصلية. الجماعة المؤمنة الأصليّة مُدركة لمدى تحفّظ و كلاسيكيّة البنية الأساسية في اعتقادها. الجماعة المُنشقة مُعتقدة واهمةً بتأثيرات شيطانيّة من ميول إنسانية جدا، طبيعية هي الأخرى في التحرر وحُسن نيّة موضوعي إن البنية الأساسية في الاعتقاد اللي بتعتقده الجماعة المؤمنة الأصلية قابلة للحركة و التمدد و التشكل. طبعًا دا خطأ فادح لإنه بما إنها بنية فإن أي نيّة لتشكيلها هتضر بعمارتها و بالتالي بحقيقتها. أي جماعة عمومًا بتقدر تبني أحكام (واقعيّة)سليمة للحفاظ على الجماعة باتبّاع الحِس الأصلي للبنية فقط لا غير. افتكرت دا لما كُنت باقدّم استعارة لأحد النقّاد آخد رأيه فيها. قال لي بفم مليان بالكلام و خالي من الأسنان إني لازم اشتغل عليها. ما فهمتش إزاي، الجماعة في الحالة دي مُدركة للبنية العُرضى للانتهاك، الشُغل. استعارة قصيرة ما تزيدش عن بضع كلمات إيه فايدتها لدور النشر؟ إيه فايدتها لعِلم تجارة الأدب؟ سألته أشتغل عليها إزاي. قال لي اصقلها و اتداعى، قلتله لو ع التداعى فالتداعي هو الأمر و إنه الاستعارة دي هيّ ما طلعت بيه من الدُنيا بعد التداعي. انقمص و اتخذ جانبًا و دخّن و أعاد الكرّة؛ إشتغل عليها. قعدت أسبوع و كام ساعة باحاول استمني و رُحت للناقد بِعَشَرتي و قال لي لسّه. ابتسمت. انقمص و زعّق و قال لأحدهم:خرّجه أو طلّعه مش فاكر. ابتسمت و توتّر. قعدت المرة دي أسابيع باحاول أدغدغ عِمارة الاستعارة لأجل عُلّيق النشر و بِنية الشُغل المُقدّسة. بعد جُهد طلعلها شُرّاعة و شُبّاك قال لي الناقد إنها ستُصَرصِر في البرد و ستكشف أكثر من اللازم إنها محتاجة شُغل أكتر و إدّاني معاد نهائي أسلّمه الاستعارة و إلا هو مضطر يتعامل مع غيري. حاولت مِرارا المرة دي لكنها انغلقت اكتر من اللازم و رجعت لمحلّها الأول. قلت إنه لو جاعت الحُرة لا تأكل بثدييها و اتخذت قراري و حبست الناقد في استعارتي لكن قبل الشُرّاعة و الشباك.

ليست هناك تعليقات: