السبت، 31 يناير 2015

رُكام نُص الليل 3

الساعة تلاتة و نُص عصراً، بعيد جداً عن نُص الليل، و بالتالي ما تصحّش التسميّة، بس اللي اتسمّوا بنفس الاسم ما انكتبوش اتناشر صباحاً، ما انكتبوش نُص الليل حرفيّاً، فالتسمية هاجراهم و همّا هاجرين التسمية، يمكن تكون دي أكثرهم ارتباطاً لأنها الوحيدة اللي انكتبت في(نص) وقتٍ ما، هوّ نُص الليل بيعني الساعة اتناشر صباحاً بس في الغالب بيتقال على عموم المنطقة دي من الوقت و ما بعدها. عند المصريين نُص الليل بينقصد بيه الساعة 2 و3 و 4 صباحاً، و كأنّ الليل ستّ ساعات أوّلهم اتناشر. تالت تدوينة في بحر نُص يوم، في بحر اتناشر ساعة، و بنفس الاسم مع تتابع رقمي. خلينا متّفقين على إنها مش أكتر من الرغبة اللي بتحرّك هيّ اللي دافعي للكتابة لتالت مرة في بحر نُص يوم، مدفوع بالقصور الذاتي للوَهَج، و الشوق الشديد للمدوّنة شخصياً كمكان مش حقيقي باشعُر بحقيقيّته تماماً زي شعوري تجاه صوت موتور الغسّالة. و بالنسبة لكونه رُكام؛ فدا نتيجة منطقية لإنه من فعل القصور الذاتي، مُجرّد مراكمة و تزويد و تنويع على نغمة وحيدة. نفس النغمة هيّ النغمة الرئيسة في كتابة اليوميّات. السنة اللي فاتت كان مُعظم الآداء في اليوميّات قائم بس تقريباً على أزمة الرتابة، والوحدة، و التكرار و الوحدة أيضاً. و العَجز و التحقق الكامل للرتابة كان في آخر المحاولات في اليوميات بتاعة السنة الفائتة للتخلص من الحديث عن الرتابة، مش التخلص من الرتابة. كان الوعي قاصر عن الأمر اللي كُنت باطرحه بالليل في التدوينات اللي فاتت، عن إن الحركة مش خارجيّة. كُنت مُنجرف ورا الميكانيكا، ورا طاقة الحركة رغم إن طاقة الوضع أصعب و الاستاتيكا أصعب. برضو مش عاوز يتبادر للذهن انحرافي عن الجدل و الركون للمثالية، مش دي السكّة، و مش الغرض تفضيل طاقة أو نقيض على آخر، في الأول و الآخر كل اللي بيقدر ينتجه المرء هو الحركة، لكن الحركة مش طرف نقيض، الحركة هيّ العملية الجدلية نفسها، و التناقض بين سكون و تحرّك هو تناقض بين معنيين مش حقيقتين، بين صورتين عقليتين و دا يخلّي الشكل دا من الصراع صراع لغوي حول كلمتين و مفهومين متناقضين ظاهريّاً. بالمناسبة ظاهريّة السكون شيء حقيقي و ما يضرّش حتميّة الجدل و الحركة بل يؤكدها. من الأفكار المتعلّقة بالموضوع دا إنّي أعيد قراية اليوميات، فكّرت في كدا كام مرّة، و قراية يوميّات أمّي اللي لقيتها في أجندتين أخبار اليوم قُدام. التحليل مش هيضر و هينفع على كام صعيد في الحالة دي. في الحدوتة بتاعة الإنسان و السلحفاة و استحالة سَبق الإنسان للسلحفاة اللي اتحرّكت قبله بسبب إن الإنسان مُضطر يقطع نص المسافة بينه و بين السلحفاة و عشان يقطع نص المسافة مضطر يقطع نُص نصها يعني ربعها و بعدين يقطع تُمن المسافة و بعدين يقطع واحد على ستّاشر من المسافة لحدّ الصفر، يعني الإنسان مش بيتحرّك، الحدوتة الكارثة في التراث الفلسفي، هيّ كارثة فعلاً عشان تقريباً ما حدّش فهّم دين الفيلسوف(هرقليطس تقريباً) إنه ما بيفترضش أمر واقع، هو بيقلب الأمر الواقع، يعني بيشغّل الفيديو بالمقلوب، يعني حكمه على الحركة مقلوب و بالبطيء، يعني كُس أمه، شُكراً.

ليست هناك تعليقات: