السبت، 31 يناير 2015

رُكام نُص الليل.

خلينا نكون صريحين، آدي جُملة، ولابُد ف يوم هتعود. آدي جُملة وحيدة بدئيّة مافيش وراها غرض قَبلي و سابق للكلام لكنها رغم كدا ممكن تبقى هيي بنصّها و ذاتها موضوع للكلام، و خصوصاً لما ما يُبقاش فيه مُناسبة أو أهمّية حقيقيّة للكلام، ماديّة و ملموسة و عينيّة. بيكُرّ الواحد خيط و يجري وراه و يظلّ على حاله لحد ما ينسى إنه فكّ الخيط عمداً للهو و اللعب. الاسترسال و التداعي جميل لأنه كاذب، و لأنه لا يعني شيء لحد غير مُنتِجه، التفلّت و التملّص و التخلّص و الطلوع زي الشعرة من العجين ما بيأكّلش. صاحب المصنع و صاحب المكتبة ما بيعيّنوش أطفال و ما بينشروش أحلام، الفلوس جرّاء مجهود في البُنا مش للهدم و التفكيك و التحليل و التدمير و ما دخل في مادتّه. التداعي أنقاض، و صورة الأنقاض حلوة لأنها بَنِت من العَدَم، و الحكاية عن الأنقاض لأنها أعادت تفقيس المعدوم، و أنا معرفش حاجة عنها طول ما هيّ في دماغك. عشان تجادل لازم تستخدم لكن و بل و رغم و مع ذلك، و إنت عاوز تهرب من المش مهروب منه.خلينا نكون صريحين؟ آه، مثلاً مين إحنا؟ و إيه اللي مانع التخليّة بيني و بينك و بين الصراحة؟ وإيه كميّة الحقيقة في الطلب و كام كميّة المجاز؟ لمّا الواحد بيختار ع الفرّازة بيتضايق، بيحسّ بسماجة و تفاهة معنى الاجتهاد في موضع العبقريّة، في موضع التلقائيّة و الحلاوة، مُستحيل قياس الموجة اللي بتجري ورا الموجة أثناء محاولاتها المستميتة عشان تطولها. اتكلّموا كتير عن الصنعة و الطبع في التراث النقدي العربي، أبو تمام و البحتري، جرير و الفرزدق، البحر و الصخر. على نفس المستوى تفاهة التلقائية و التداعي و البُنا و الحذلقة و الوسطيّة القحبة. كل خيط لازم ينفرد لآخره حتّى لو ما كرّتوش إنت بمُراهقة هينكرّ غصب بإرهاق و رَهَق. فيه مكان محدود لحكمة عن تحكّمك في اتجّاه الكرّ و مكرك في توجيهه، اسمعها و اسبقني على حكمة تانية عن العالَم الكُتلة المُصمَت بعيوبه و ميزاته و روعته و سماجته، اسمعها و اسبقني. أنا باطارد قطط شوارع حوامل كل ما اقفش جُملة تطوّح قصيدة و كُل ما امسك سطر ينحرق قُرآن. فيه مكان لخناقة عَ الهامش، اخسرها و الحقني، ساعدني في مطاردة قُطط الشوارع و اللي مش أدبي أو أدبي. انسلِخ سريعاً من الوزن. كل اللي بيكتبوا دلوقت، في أي مجال، ما بيعرفوش يوزنوا، الجُملة بذاتها موزونة، انسلخ. خلينا نكون صُرَحَا، دا جَمع أقوى من جَمع، رغم إن إحنا مش كتير، بس جمع أحلى من جمع، وقضا أخفّ من قضا على المعدة. الواحد ممكن يكتب أيّ شيء، في أيّ وقت، و يحطّه في الوزن أو براه عشان ياكُل و يشرب و يدفع الإيجار، و الواحد ممكن يكتب أي شيء في أي وقت و يحطّه في الوزن أو برّا التلاجة فيحمض. جزء كبير من الموضوع مرتبط بالقاري و البيع و الشرا و فتح الله، جزء كبير منه بيخلّي الواحد عطلان في البُنا و في التلقائيّة المُزيّفة و في الختام.

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.